ترجمة حفصة جودة
تدمر أطول حالة تبييض عالمية للمرجان؛ الشعاب المرجانية في المياه البلورية الصافية في جزر المالديف، وهذه الصور توضح بقوة مدى الضرر الذي أصابها.
تم التقاط تلك الصور بعد تدمير الحاجز المرجاني العظيم في المياه الغربية.
ويقول ريتشارد فيفرس؛ مؤسس وكالة المحيط: “هذا التبييض الذي نشهده في جزر المالديف يبدو مؤرقًا حقًا”.
“كان من النادر أن نرى شعابًا مرجانية بيضاء بهذا الشكل المذهل، لقد كان هناك شعابا سليمة في تلك المياه البلورية في ذروة حدث التبييض، لكن أجسام الشعاب المرجانية تحولت بشكل واضح؛ وأصبحنا نرى هياكلها العظمية متوهجة باللون الأبيض من أبعد مكان تستطيع العين أن تراه، لقد كان مشهدًا جميلًا؛ لكنه مقلق للغاية”.
جزر المالديف هي عبارة عن مجموعة جزر مرجانية، بُنيت من البقايا المرجانية، ويعتمد سكانها في معيشتهم على الشعاب المرجانية في السياحة وصيد الأسماك، كما أن لها دورًا أيضًا في كسر الأمواج للمساعدة في منع إغراق الجزر المنخفضة.
كانت هذه الصور جزءًا من مشروع مستمر بالاشتراك مع جوجل وجامعة كوينزلاند والإدارة الوطنية الأمريكية للمحيطات والغلاف الجوي (NOAA)؛ لالتقاط حالة التبييض وهي تتحرك في جميع أنحاء العالم.
ويضيف فيفرس: “نحن نتابع حالة التبييض العالمية الثالثة منذ أن بدأ الأمر من عامين ماضيين، وبينما كنا نعتقد أن هذا هو أتعس ما يمكن أن نراه؛ رأينا ما هو أسوأ من ذلك”
بدأت الحالة في منتصف عام 2014 في المحيط الهادي حول جزر هاواي، ثم عادت مرة أخرى عام 2015، وفي بداية عام 2016؛ انتشر الأمر في الحاجز المرجاني العظيم حيث تعرضت 93% منها للتبييض (حوالي 3000 من الشعاب المرجانية).
تعرضت الشعاب المرجانية في غرب أستراليا في المحيط الهندي للتبييض الشديد أيضًا.
عندما أعلنت ” NOAA” عن حالة التبييض في أكتوبر عام 2015، قال مارك إيكن -منسق حراسة الشعاب المرجانية في الإدارة الوطنية- أن الحالة قد تستمر حتى عام 2016، ويبدو أن تكهناته كانت صحيحة بالفعل.
وأضاف إيكن قائلًا: “حالة التبييض العالمية الحالية هي الأطول من أي حالة سابقة، ومن المرجح أن تستمر حتى نهاية هذا العام على الأقل”
بدأت حالة التبييض مع ظاهرة النينو التي ظهرت في المحيط الهادي عام 2014، مسببًة دفء المياه هناك إلا أنها لم تسبب أي تغيير، لكنها اندمجت بعد ذلك مع رقعة كبيرة من المياه الدافئة على غير العادة مسببة ما يُسمى بـ”الفقاعة”؛ والتي تم رصدها في مختلف أنحاء المحيط الهادي، فضلًا عن تطوّر ظاهرة أعاصير النينو عام 2015.
أعاصير النينو تلك –التي تنشر ضمن المياه الدافئة عبر المحيط الهادي وتتسبب في تدفئة العالم- لم يتم رصدها قبل عام 1982؛ وحدثت ثلاث مرات منذ ذلك الحين، ومن المتوقع أن تزداد وتيرتها نتيجة تغير المناخ.
حدثت هذه الأعاصير أيضًا عندما ارتفعت حرارة سطح المحيط بمعدل درجة سيليزية، مما وضع الشعاب المرجانية قرب حدودها الحرارية.
عندما تبقى الشعاب المرجانية في المياه الحارة لفترة طويلة، فإنها تصاب بالإجهاد وتبدأ بطرد الطحالب التي تمدها بحوالي 90% من الطاقة التي تحتاجها، وإذا استمرت مجهدة لأكثر من أسبوعين؛ فإنها تبدأ في الشعور بالجوع ثم تمرض وتموت.
وقد وجدت دراسة جديدة أن الظروف التي أدت إلى التبييض المدمر للحاجز المرجاني العظيم قد ازدادت بمعدل 175 مرة نتيجة تغير المناخ، وفي المسار الحالي؛ سوف تصبح الشروط متوسطة بحلول عام 2030.
المصدر: الغارديان