ترجمة وتحرير نون بوست
عبد الله شهمولا، هو أحد عشرات الآلاف الأثيوبيين العائدين من الرجال والنساء والأطفال بشكل دوري من المطار، حيث تصل هناك يومياً أكثر من 20 رحلة من جدة والرياض منذ الثالث عشر من نوفبمر للعام الجاري للاثيوبيين المرحلين من السعودية بعد احتجازهم لفترة في مراكز الحجز السعودية.
يقول عبد الله أن الشرطة السعودية كانت تضربهم بشدة مسجّلاً على هاتفه المحمول بعض صور أصدقائه الذين تم ضربهم بشدة تاركين آثاراً على أجسادهم، ويضيف صديقه الذي سجّل كذلك بعض الحالات على هاتفه: “كانوا يضربوننا بشدة ورأيت أحدهم يموت .. هم من قتلوه”، يقاطعه عبد الله: “لقد قضيت الشهر الماضي في سجن مكتظ ، كنّا 900 شخص في مكان واحد وبعد 24 ساعة أعطونا قليلاً من الماء والطعام”.
هوى جيزاوي والتي تبلغ من العمر 20 عاماً عملت كخادمة منزلية في عمان والسعودية خلال الأربع سنوات الماضية، كذلك تم معاملتها بشكل سيء واحتجازها قبل ترحيلها من السعودية الى أثيوبيا تقول: “قضيت 15 عاماً في سجن جدة دون طعام ولا مرحاض ولا مستشفى .. دون أدنى احترام لحقوق الانسان كذلك” ، ثم تضيف: “لقد حُرمت من أجري مدة عام من العمل .. أنا لا أريد أن أعود الى السعودية ولا أنصح أحداً بالذهاب الى هناك “
احدى الممرضات التي تعمل في أحد المراكز التي انشئت لايواء العائدين في العاصمة أديس أبابا مؤقتاً قبل عودتهم الى مدنهم وقراهم قالت أنها تعاملت مع العديد من حالات السعال والتهاب الجهاز التنفسيّ، وأضافت : “لقد عانت النساء في مراكز الاحتجاز في السعودية من عدم وجود مراحيض وسوء الصرف الصحي وعدم تكييف الهواء”.
وقالت أنها تعاملت مع حالات نساء مع أطفال حديثي الولادة، اضافة الى حالات ولادة في المراحل المتأخرة منها، مضيفة أن 2-3 % من الذين عولجوا في المركز يعانون من حالات اكتئاب نتيجة ترحيلهم وتعرضهم لاساءات جنسية.
منظمة الهجرة الدولية التي تساعد الحكومة الاثيوبية في التعامل مع التدفق الكبير والغير متوقع للمرحلين من السعودية أعربت عن قلقها ازاءا لحالة المادية والنفسية للعائذين واصفة اياها بالصدمة.
ووفقاً لاحصائيات حكومية سعودية ، فبحلول الثامن من ديسمبر الجاري اكتمل ترحيل أكثر من 115 ألف أثيبوبيّ منهم أكثر من 72 ألف من الرجال و 37 ألف من النساء وقرابة الـ 5 آلاف طفل – 202 منهم كانوا لوحدهم غير مصحوبين من أحد- ، أعادتهم الحكومة السعودية الى بلدانهم لمخالفتهم شروط العمل والاقامة بعد حملة منذ مارس السنة الجارية.
ليس فقط الـ 115 ألف أثيوبي تمّ ترحيلهم، وانما فاق الرقم المليون شخص من أنحاء مختلفة من آسيا جرى ترحيلهم ضمن الحملة في عرض البلاد جرت فيها مواجهات عدة أثارت الرأي العالم لمتقل 3 أثيوبيين وجرح آخرين.
المصدر : الجارديان