ترجمة حفصة جودة
في وقت مبكر من يوم السبت، بلغ نهر السين ذروته حول باريس، ليصل إلى أعلى مستوياته خلال 35 عامًا، حوالي 4.5 متر (15 قدمًا) فوق المتوسط،، ثم بدأ بالهبوط ببطء؛ مما جعل الجميع يتنفسون الصعداء، لكن السلطات حذرت من أن الأمر قد يستغرق 10 أيام ليعود النهر إلى وضعه الطبيعيّ.
سوف يستغرق الأمر 4 أيام على الأقل قبل أن يتمكن سياح العاصمة الفرنسية من الحصول على فرصة لمشاهدة الفن العالمي في متحف اللوفر، حيث يحاول العمال جاهدين، نقل 250.000 عمل فني من مناطق التخزين في الطابق السفلي إلى الطوابق العليا حفاظًا عليها من الفيضانات.
قال متحف اللوفر – حيث توجد لوحة “الموناليزا” – إنه لن يفتح أبوابه قبل يوم الأربعاء، بينما سيظل متحف أورساي – المعروف بفنه الانطباعي – مغلقًا حتى عطلة نهاية الأسبوع، كما أغلقت معالم باريس الأخرى بسبب الفيضانات ومن ضمنها المكتبة الوطنية، القصر الكبير، ومركز المعارض الضخم في باريس، الذي بُني منذ أكثر من 100 عام.
أدى أسبوع من الأمطار الغزيرة إلى فيضانات خطيرة في أجزاء من فرنسا، ألمانيا، رومانيا، وبلجيكا، وقال رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس يوم السبت، عقب اجتماع طارئ مع الحكومة، أن حصيلة القتلى ارتفعت لـ 4 أشخاص في فرنسا، وأُصيب 24 آخرون، بينما وصل عدد قتلى الفيضانات إلى 18 في جميع أنحاء أوروبا.
قال النائب الإقليمي في بافاريا بألمانيا مايكل فارميلر، نقلًا عن وكالة “dpa” للأنباء، إن الأضرار الاقتصادية الناجمة عن الفيضانات في ولاية بافاريا قد تتجاوز مليار يورو (1.4 مليار دولار)، وقال أيضًا بأن 5000 منزل قد تضرروا من بينهم 500 منزل لا يمكن إصلاحهم، بينما دُمر حوالي 200 جسر، أما في فرنسا، فلم يتم إجراء أي تقديرات لخسائر الفيضانات حتى الآن.
وفي ألمانيا – حيث قُتل 11 شخصًا جراء الفيضانات – حدثت كارثة جوية أخرى حيث ضربت عاصفة رعدية مهرجان لموسيقى الروك غرب فرانكفورت مساء الجمعة؛ الأمر الذي أدى إلى إرسال 70 شخصًا إلى المستشفى، وتوقف المهرجان عن العمل منذ صباح السبت وقام المنظمون بحثّ عشرات الآلاف من رواد المهرجان على البحث عن ملجأ.
في فرنسا، قالت وزير البيئة سيجولين رويال، إن مواقع التخييم في غابة بولونيا وميزون لافيت خارج باريس، قد تم إجلاؤها، بالإضافة إلى دور رعاية المسنين والمرافق الطبية في منطقة إيفلين غرب باريس وهوت دي سين شمال غرب البلاد، ولم تذكر أية تفاصيل أخرى.
وقالت رئيسة بلدية باريس آن هيدالغو، إن منسوب مياه نهر السين في المدينة يتناقص بمعدل أقل من سنتيمتر في الساعة، وشددت على توخي الحذر، وأضافت: “تبدو باريس من الأسفل مليئة بالثقوب كما لو كانت قطعة من الجبن السويسري، تشقها القنوات المائية والمترو، وأحيانًا مساحات عمل ضخمة”.
أصبح فيضان نهر السين، حيث غُمرت المطاعم على جانبيه بالمياه جزئيًا ولم تعد المراكب العائمة قادرة على المرور تحت الجسور، منطقة جذب سياحي في حد ذاته، فالسياح والمواطنون على حد السواء، يقومون بالاتكاء على الجسور أو يخاطرون بالذهاب بضعة خطوات نحو الطرق التي غمرتها المياه.
تقول مارجيكي من هولندا: “إنه أمر مثير للإعجاب، رائع جدًا، أنتم تشاهدونه على التلفاز، لكن المشاهدة على أرض الواقع تعطيكم انطباعًا أكبر”.
من جهتها، قالت خدمة الأرصاد الجوية في فرنسا يوم السبت، بأن تحذيرات الفيضانات العالية مازالت سارية في 14 منطقة معظمها في وسط وغرب فرنسا.
كما صرّح رئيس الوزراء الفرنسي فالس بأن مستويات المياه تتناقص ببطء لكن بثبات، وكان قد خاض بالأحذية المطاطية في شوارع بلدة في منطقة إيسون جنوب فرنسا.
وحتى بعد اجتياز ذروة ارتفاع منسوب المياه، مازالت مشكلات النقل قائمة في العاصمة الفرنسية، حيث أغُلقت العديد من محطات القطار ومترو الأنفاق في وسط المدينة، والكثير من الطرق التي غمرتها المياه.
من الجدير بالذكر، بأن أحد روافد نهر السين لم يشهد ارتفاعًا مماثلًا في منسوب المياه منذ عام 1910، عندما أغرق الفيضان الكبير العاصمة باريس.
يتم أيضًا مراقبة القوارب والمراكب الراسية في باريس بعناية، لضمان عدم ارتخاء مراسيها، حيث يقول نيكولاس هينسون، أحد سكان المنازل العائمة: “إنها فقط مياه، لكن من الصعب أن ترسو لأنك بحاجة لمتابعة تدفق المياه، يجب أن تكون حذرًا وإلا ستصطدم بضفة النهر”.
المصدر: واشنطون بوست / مصدر الصور: أسوشيتد برس