أعلن البيت الأبيض تعليق الولايات المتحدة الأمريكية كافة أشكال مساعداتها من الأسلحة الغير الفتّاكة والمميتة التي كانت تقدمها لقيادة الجيش الحر متمثلة في المجلس العسكري الأعلى للجيش الحر، جاء ذلك بعد سيطرة مقاتلي الجبهة الاسلامية على مقرات قيادة هيئة الأركان قرب معبر باب الهوى المتاخم للحدود مع تركيا شمال سوريا.
وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جوش أرنست في مؤتمر صحفي أن الولايات المتحدة قلقلة من استيلاء قوات الجبهة الاسلامية على مبانٍ تابعة للمجلس العسكري الأعلى للجيش الحر، وأضاف: “نتيجة لذلك الوضع، علقت الولايات المتحدة تسليم كل المساعدات غير المميتة لشمال سوريا”.
وفي موقف مشابه، صدر بيان عن وزارة الخارجية البريطانية مماثل لتصريحات البيت الأبيض قال أن الموقف من المعدات والامدادات الأمريكية التي ارسلت الى المجلس العسكري الأعلى ما زال قيد التحقيق مشيراً الى تعليق هذا النوع من المساعدات الي المجلس، ثم تابع البيان فأضاف: “ونحن سنستأنف إرسال تلك المساعدات بمجرد التأكد من تحقق الشروط الكفيلة بوصول المعدات وبقائها بشكل آمن”.
المساعدات التي أعلنت كل من بريطانيا وأمريكا تعليقها هي ما تندرج تحت تصنيف الأسلحة “غير الفتّاكة”، وهي عبارة عن أجهزة لاسلكية وخوذ ودروع واقية، اضافة الى بعض العربات الغير العسكرية التي يستخدمها المقاتلون في التنقلات وبعض الوجبات الغذائية.
وكان عمر أبو ليلى المتحدث باسن هيئة الأركان المشتركة للجيش الحر قد وصف القرار الأمريكي والبريطاني بالـ “متسّرع” و”غير الحكيم”، وعزا إصداره إلى أنه نوع من الضغط على هيئة الأركان قبيل انعقاد مؤتمر جنيف 2 الخاص بإيجاد حل سياسي للأزمة السورية والمزمع عقده في 22 ديسمبر المقبل.
أما الشارع السوري، فقد استقبل هذا القرار بالسخرية من الإدارة الأمريكية التي أوقفت المساعدات لمجرد الخوف من أن تصل بعض المعدات الغير فتّاكة والوجبات الغذائية للكتائب الاسلامية ذات التوجه المعتدل وصاحبة الانجازات الأكبر على الأرض، في الوقت الذي دأبت على القول بأن على الأسد الرحيل مقدمة الوعود بالدعم للشعب السوري والثوار بالأسلحة دون أي قرار حاسم حتى الآن.