كان ديفيد بن غوريون، مؤسس الدولة العبرية ورئيس الوزراء الإسرائيلي الأول، يقول دائماً: “إن إسرائيل تسقط بعد أول هزيمة تتلقاها”، وفي العقد الأخير تلقت إسرائيل هزائم عدة في لبنان وغزة، واليوم تلقت هزيمة جديدة من الداخل، حيث أعلن الكنيست الإسرائيلي تراجعه عن مناقشة اقتراح قانون برافر الاستيطاني في منطقة النقب، وذلك رضوخا لموجة الاحتجاجات التي نشبت بسببه والتي عجزت السلطات الإسرائيلية في التعامل معها.
وقال بيني بيغن، الوزير السابق والمخول من الحكومة الإسرائيلية بمناقشة اقتراح قانون برافر، خلال مؤتمر صحفي مساء أمس الخميس، أن مناقشة مقترح القانون في الكنيست “توقفت”، وأن بنيامين نتنياهو، رئيس الوزراء الإسرائيلي، قبل توصيته بوقف التقدم في مقترح القانون، مشيرا إلى أن نتنياهو وافق على تجميد النقاش حول المخطط على إثر رفضه والاحتجاج الشديد عليه”.
وكان عرب النقب، أو عرب 48، والمتواجدين داخل الخط الأخضر، نظموا في الأسابيع الأخيرة العديد من المظاهرات والتجمعات رفضا لهذه الخطة، وشهدت هذه الاحتجاجات مصادمات عنيفة مع الشرطة الإسرائيلية.
بعض الصور لهذه المواجهات بعدسة نزار حوامدة:
وينص مشروع القانون على حصر العرب الذين يشكلون أكثر من 30% من سكّان النقب على 1% فقط من أراضي هذه المنطقة، على أن يتم تمليك “كافة الأراضي غير المسجلة للدولة في دائرة الأملاك الإسرائيلية”، واعتبار كافة الأوراق الثبوتية غير الرسمية “غير قانونية”، أي الأوراق التي يمتلكها الفلسطينيون من قبل الاحتلال الإسرائيلي، واعتبار “الآثار التي ترتبت على امتلاك الأراضي بالصورة غير الرسمية غير شرعية”، مما يترتب عليه هدم 45 تجمعا سكنيا.
وقال نواب عرب بالكنيست الإسرائيلي وحقوقيون إن تراجع الكنيست عن مناقشة اقتراح قانون برافر الاستيطاني في منطقة النقب، يعد “إنجازًا في تاريخ النضال الشعبي” للمجتمع الفلسطيني داخل إسرائيل، كما اعتبر “مركز عدالة لحقوق الإنسان”، وهو مؤسسة حقوقية عربية كبرى في إسرائيل، قرار وقف مناقشة مشروع “برافر” “إنجازا مؤسسًا في تاريخ المجتمع الفلسطيني داخل إسرائيل”.