ما يؤلم أكثر من حجم المصروف الغذائي في رمضان في المجتمعات العربية، هو حجم الفاقد منه أو ما يلقى في القمامة، فبحسب أحد الخبراء الاقتصاديين فإن نسبة الفاقد الغذائي في مصر الذي يلقى في صناديق القمامة لا تقل عن 60% وتزداد النسبة إلى 75% في الولائم، وتلك النسب تعتبر صادمة في المجتمعات العربية التي تعاني من نسب عالية من الفقر والفقر المدقع، فعدد الفقراء في ازدياد بوتيرة سريعة وفي نفس الوقت عدد الأغنياء في ازدياد وحجم الهوة بين طبقات المجتمع تتسع وحجم الطبقة الوسطى في انخفاض لصالح الفقر.
حجم الإنفاق في شهر رمضان يرتفع بنسبة 50% عن شهور العام.
وفي الوقت الذي يزداد فيه إنفاق نسبة كبيرة من المواطنين في المجتمعات العربية في رمضان على الطعام والكماليات الأخرى، فإن نسبة كبيرة من المواطنين ترزح تحت الفقر وتزداد الحالة سوءًا أكثر في رمضان، ففي السودان تشكل نسبة الفقر 40% ويعتبر الغذاء الهم الأكبر للمواطن وتعتبر الفواكه مثالاً عن الرفاه؟
وفي مصر اتسعت رقعة الفقر أكثر بعد موجة ارتفاع الأسعار في المواد الأساسية وانخفاض قيمة الجنيه، وفي الصومال الملايين من الأشخاص لا يجدون طعامًا للأكل ولا حتى مياه صالحة للشرب، مرورًا على البلدان التي تشهد صراعات كاليمن وسوريا وفلسطين والعراق، حيث أصبح للغذاء قيمة عالية بسبب عدم توافره بالقدر الذي يكفي المواطنين.
كيف تستقبل الأسواق التجارية رمضان؟
تتجهز المحال التجارية والمخازن والأسواق الكبيرة قبيل شهر رمضان بكل مستلزمات الشهر من غذاء وشراب وحلوى ومكسرات وكماليات أخرى مما يطلبها المستهلك، فموسم رمضان بالنسبة لهم يعد من أغنى المواسم في السنة وتنشط البرامج الدعائية للشركات لترويج منتجاتها في رمضان بشكل أكبر، مستغلة نهم المواطنين في الإقبال على الشراء والاستهلاك، حيث ترتفع مصروفات العوائل في رمضان في اليوم لتعا.دل تكاليف 90 يومًا عاديًا في بعض البلدان بسبب تغيير العادات الغذائية خلال الشهر ومضاعفة النفقات على الولائم والعزائم.
أكدت العديد من الإحصائيات في البلدان العربية أن شهر رمضان وحده يستحوذ على النصيب الأكبر من نفقات الغذاء خلال السنة، كما أن حجم الإنفاق في هذا الشهر يرتفع بنسبة 50% عن شهور العام.
رمضان يتسم بسرعة دوران الأرباح
يعتمد التجار في رمضان على كثرة البيع وقلة الأرباح بهدف تصريف أكبر قدر ممكن من المخزون لديهم، وهذا يدفع الشركات إلى خفض نسبة أرباحها إلى 5% بهدف تحقيق نسبة مبيعات عالية من خلال العروض على المنتجات التي تجذب المستهلكين لشراء المنتج بأقل سعر.
وينتظر معظم المستهلكين شهر رمضان لشراء السلع بأسعار أقل لما تشهده الأسواق من منافسة بين الشركات لتقديم أفضل الخدمات بأسعار مخفضة، كما أن الإقبال الزائد من قبل المستهلكين في رمضان يحفز الشركات للقيام بعروض كبيرة، حيث إن نسبة 60-70% من المستهلكين يعتمدون على التخفيضات في شراء مستلزماتهم، وهذا ما يسهم بارتفاع حجم الإنفاق بشكل كبير، ويعتمد مدى العرض على كمية المخزون لدى الشركة ونوعية المنتج، وتتبع الشركات تصريف منتجات قديمة والتسويق لأخرى جديدة، ويحدد دخل الفرد حجم الإنفاق على الغذاء وطبيعته.
كم ينفق المصريون في رمضان؟
ينفق المصريون في رمضان بحسب أحد الخبراء المصريين ما بين 30 إلى 40 مليار جنيه شهريًا بواقع مليار إلى مليار نصف جنيه يوميًا، يسهم في هذا الارتفاع أن 83% من الأسر المصرية تغير عاداتها الغذائية خلال هذا الشهر ما يرفع من استهلاك اللحوم والطيور فضلاً عن الزيوت والسكر كونها مواد أولية لعمل الحلويات والكعك الخاص برمضان والعيد.
وما يقرب من 200 مليار جنيه تنفق سنويًا على الطعام في مصر يستأثر شهر رمضان منها على النصيب الأكبر، ويمثل الإنفاق على الغذاء 45% من إنفاق الأسرة المصرية السنوي ويستحوذ شهر رمضان على 15% من هذه النسبة.
ينفق المصريون في رمضان بحسب أحد الخبراء المصريين ما بين 30 إلى 40 مليار جنيه شهريًا
وتؤكد التقارير الواردة أنه في رمضان يأكل المصريون نحو 28 مليار رغيف من الخبز و70 ألف طن فول قيمتها 220 مليون جنيه و160 مليون دجاجة و100 ألف طن من الحليب و60 ألف طن زبادي حسب الخبير المصري أبو بكر الديب، ويحذر خبراء أن رمضان هذا العام سيشهد ارتفاعًا في الأسعار أعلى من السنوات السابقة بسبب انخفاض قيمة الجنيه أمام الدولار وارتفاع معظم أسعار المنتجات.
وتشير الأرقام أن حجم الإنفاق على الغذاء في مصر عند العائلات الفقيرة يمثل 63% من الميزانية الشهرية، وفي السعودية يذهب 20% من ميزانية الأسرة للغذاء، وفي قطر يذهب متوسط الإنفاق الشهري للأسر 2200 دولار وتشكل الأطعمة الجاهزة نسبة 31% من إنفاق القطريين على الغذاء، وفي الكويت يبلغ إنفاق الأسرة على الغذاء شهريًا 1170 دولارًا، وفي دول الخليج عمومًا يبلغ حجم الإنفاق على الوجبات السريعة قرابة 10 مليارات دولار.