مستخدمو منصة “لينكد إن” للتواصل الاجتماعي لديهم أخبار اقتصادية مهمة عليهم أن يعرفوها، حيث كشفت كل من “لينكد إن” و”مايكروسوفت” مساء أمس الإثنين قبل افتتاح الأسواق المالية في وول ستريت بنيويورك عن صفقة شراء “لينكد إن” من قِبل “مايكروسوفت” بمبلغ 26.2 مليار دولار عند سعر 196 للسهم الواحد على أن تنتهي إجراءات الصفقة وما يتعلق بعملية الاستحواذ في نهاية العام الجاري.
أكبر صفقة لمايكروسوفت
سبق أن استحوذت شركة مايكروسوفت على شركة نوكيا منذ عامين بمبلغ 5.44 مليار يورو، وشركة نوكيا ومقرها فنلندا كانت ذات يوم تمثل أهم شركة مصدرة في البلاد ومن شأن صفقة الاستحواذ تلك أن تنقل 32 ألف موظف من طاقم شركة نوكيا إلى مايكروسوفت.
بعد الإعلان عن صفقة الاستحواذ على “لينكد إن” حلق سهم الشركة بنسبة 49% في البورصة، ويظهر في الشكل أدناه مسيرة سهم “لينكد إن” منذ طرحه سهم الشركة في البورصة بينما انخفض سهم شركة مايكروسوفت ليغلق منخفضًا 3%.
وبحسب عملية الاستحواذ وما جاء حولها فإن الرئيس التنفيذي للشركة جيف وينر، سيبقى في منصبه ولكن سيقدم تقاريرًا بشكل مباشر إلى الرئيس التنفيذي لشركة مايكروسوفت ساتيا ناديلا الذي قال إن فريق شركة لينكد إن قدم عملاً رائعًا يتمحور حول ربط المهنيين في العالم، وأضاف أنه بوسع الشركتين مضاعفة نمو شركة “لينكد إن” فضلاً عن مايكروسوفت، وأضاف “سنعمل على تمكين وخدمة كل شخص وشركة في العالم”.
ريد هوفمان مؤسس الشركة وصف الاستحواذ بأنه “لحظة إعادة تأسيس للشركة من جديد”، وقال إن العلاقة مع شركة مايكروسوفت والتكامل بين شبكة لينكد إن والتخزين السحابي لشركة مايكروسوفت “سيعطي كلا الشركتين الفرصة لتغيير الطريقة التي يعمل بها العالم”.
شركة لينكد إن
تأسست الشركة في العالم 2002 على يد مؤسسها ريد هوفمان بعد أن خطرت له الفكرة وهو في شقته، وهو رائد في شبكات التواصل الاجتماعي التي تسمح للناس أن يتقابلوا مع بعضهم البعض باستخدام أسماء مستعارة عن طريق الإنترنت، آمن هوفمان أن الناس بحاجة لمكان أكثر رسمية ومهنية من موقع للتواصل الاجتماعي الفيسبوك، يعرضون فيه خبراتهم ويقدموها لأصحاب الأعمال على أمل إيجاد فرصة عمل، علمًا أن هوفمان كان من أوائل المستثمرين في الشبكة عند انطلاقها في العام 2005.
لذا فالجديد الذي أضافه هوفمان من خلال شبكته “لينكد إن” هو إمكانية الأعضاء بناء شبكة خاصة لهم على الإنترنت أشبه بالسيرة الذاتية يضعون فيها خبراتهم العملية وشهاداتهم الأكاديمية وتكون فرصة لكل من صاحب العمل والباحث عن العمل للتلاقي على الشبكة والتواصل، وقد نشط في الموقع فيما بعد شركات التوظيف العالمية التي تقدم خدماتها للباحثين عن عمل وتوصلهم بالشركات التي تناسب خبراتهم العملية ودراساتهم الأكاديمية، وتملك الشركة اليوم ما يناهز عن 430 مليون عضو، وعلى الرغم أن الشبكة لا تقدم خدماتها لمستخدميها بشكل مأجور إلا أنها تحتسب أجور على الاشتراكات المميزة لشركات التوظيف والأعمال.
أصبح هوفمان الرئيس التنفيذي للشركة بعدما اشترت “إيباي” لخدمات الدفع الإلكتروني الشركة، وبعد أربع سنوات له في المنصب أصبح رئيس الشركة ويملك ما نسبته 10.9% من أسهم الشركة والتي كانت تعادل قيمتها 2.69 مليار دولار قبل عملية الاستحواذ، تولى “جيف وينر” إدارة الشركة علمًا أنه الرئيس التنفيذي السابق لشركة ياهو.
سهم شركة “لينكد إن” في وول ستريت
تم طرح سهم الشركة في أسواق نيويورك المالية في العام 2011 بقيمة قدرت بـ 4.3 مليار دولار وفي أول يوم تداول لها في البورصة، تضاعف السعر بسبب إقبال المستثمرين على شراء السهم لتعطشهم لقصص نجاح شركات التكنولوجيا في شبكات التواصل الاجتماعي، وبقيت الشركة تجذب أعضاءً جدد بسبب تحقيقها نجاحات متواصلة ضمن مجال عملها المتخصص والذي لفت نظر الكثير من الباحثين عن عمل وشركات التوظيف حول العالم، لينمو عدد الأعضاء في الشبكة من 100 مليون شخص منذ طرحها في البورصة إلى 433 مليون حاليًا في أكثر من 200 بلد حول العالم وتوسعت الشركة خارج الولايات المتحدة ووظفت الموظفين على إثر النمو الذي حققته.
حققت الشركة في السنة الماضية دخلاً قدره 3 مليار دولار ولكن سجلت خسارة بحوالي 166 مليون دولار، ويعد شهر شباط/ فبراير الماضي الأسوأ في تاريخ الشركة منذ طرحها في البورصة عام 2011 حيث انخفض السهم في يوم واحد بنسبة 40% حيث انخفض سعر السهم إلى أدنى سعر له في ثلاث سنوات عند 101 دولار للسهم، وأدى لانخفاض القيمة السوقية للشركة إلى 11 مليار دولار بعد توقعات بنمو أقل من المتوقع في العام الحالي.