في رابع يوم من انطلاق بطولة “يورو 2016” لمنتخبات أوروبا اليت تستضيفها فرنسا هذا العام، واجهت فرنسا أولى تخوفاتها الأمنية من خلايا داعش الكامنة التي كانت تتوقع أن تنشط أثناء تنظيم البطولة.
حيث قتل رجل مجهول شرطيًا فرنسيًا بعدما طعنه بالسكين عدة مرات في مقاطعة مانيانفيل شمال غرب باريس، قبل أن يأخذ زوجة وابن الضحية رهينتين في منزلهما.
في البداية لم يتسن معرفة هوية أو دوافع القاتل لاحتجاز الرهائن. إلا أن وزارة الداخلية الفرنسية قالت في وقت متأخر يوم الإثنين، إن “مفاوضات تجري مع الرجل المتحصن في منزل بالعاصمة باريس”، وذلك قبل أن تقتحم قوات فرنسية المنزل الذي تحصن به وتقتله.
داعش يتبنى الحادث
بداية القصة حينما كان نائب رئيس مركز شرطة مدينة ليميرو عائدًا إلى منزله حوالي الساعة 9 مساءً هجم عليه رجل بسلاح أبيض ليرديه قتيلًا ويختطف زوجته وابنه داخل منزليهما، بعد ذلك أعلنت وزارة الداخلية الفرنسية أنها قتلت قاتل الضابط، كما عُثر على جثة زوجة الضابط في منزلهما، وذلك بعد ساعات من محاصرة المنزل الذي كان يتحصن المهاجم به.
وبحسب وزارة الداخلية الفرنسية، فقد قتل المهاجم ضابط شرطة بتسع طعنات أمام منزله، وقتل زوجته داخل المنزل التي تبين بعد ذلك أنها كانت عاملة إدارية في مركز شرطة مانت لاجولي، كما أعلنت الشرطة إنقاذ طفل صغير يبلغ من العمر ثلاث سنوات كان “مصدوما ولكن غير مصاب بأذى”.
وعلى إثر هذا الإعلان تبنى تنظيم الدولة هذا الحادث من خلال بيان لوكالة أعماق التابعة لتنظيم الدولة قالت فيه إن “مقاتلًا من الدولة الإسلامية قتل نائب رئيس مركز شرطة مدينة ليميرو وزوجته طعنا بالسكين قرب باريس”.
وبعد ذلك تحول ملف التحقيق ليوضع بين يدي وحدة مكافحة الإرهاب والشرطة، بعدما أكدت قوات التدخل السريع أن المهاجم ادعى انتماءه لتنظيم الدولة خلال المفاوضات معهم، قبل أن تقتحم المنزل الذي كان يتحصن به وتقتله، بينما أكدت وزارة الداخلية أن دوافع المهاجم غير معروفة حتى الآن.
ولربما جاء تعليق الداخلية الفرنسية بهذه الصورة بما أن العملية تمت في وقت متأخر من الليل والتحقيقات في الساعات الأولى ما زالت جارية، وفي العادة لا تتسرع الأجهزة الأمنية في التعليق على الحادث.
من جهته، أكد هولاند أنه عقده اجتماعًا لبحث الحادث، وقال إن التحقيقات ستسلط الضوء على حيثيات ارتكاب الجريمة.
يأتي ذلك فيما تعيش فرنسا حالة من الحذر الشديد من اندلاع عمليات إرهابية أثناء انعقاد بطولة يورو 2016، وقد استعدت لذلك بـ 90 ألف رجل أمن على الأراضي الفرنسية، لتأمين كأس أمم أوروبا لكرة القدم، التي تنطلق يوم الجمعة الماضي وعلى مدار شهر كامل.
الذئاب المنفردة تنشط
في ظل تضييق الخناق على العناصر الأوروبية التي تود الالتحاق بتنظيم الدولة الإسلامية “داعش” عن طريق الاستخبارات وأجهزة الأمن، يبدو أن التنظيم قرر مواجهة هذا الأمر بتنشيط هذه الخلايا الكامنة المعروفة باسم استراتيجية “الذئاب المنفردة”.
وربما م يُثير من مخاوف فرنسا بصورة أكبر أن هذا الحادث أتى بعد حادثة مدينة أورلاندو في الولايات المتحدة التي أودت بحياة 49 شخصًا في ملهى ليلي للمثليين في بولاية فلوريدا، وقد اعتبر هذا الحادث بأنه الأسوأ في تاريخ الولايات المتحدة.
وعليه تتخوف من وقوع مثل هذه الحوادث في تجمعات مشجعي بطولة اليورو، خاصة وأن الأمر بهذه الاستراتيجية يصعب تعبقه والتنبؤ به مسبقًا، لأنه يعتمد على فرد واحد، ولا يكون بصورة مخطط كبير، ويتوقع ايضًا من السلطات الفرنسية زيادة الحذر ورفع من سقف التوقعات فيما يخص هذه الحوادث الفردية التي قد تتزايد الفترة القادمة.