يحفل كل اجتماع للبنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي بقضايا مهمة تصعب المهمة على رئيس الفيدرالي حول تبيان وضع الاقتصاد الأمريكي محليًا وما قد يؤثر عليه عالميًا، وقد كشف المركزي أمس الثلاثاء عن توقعاته بخصوص أسعار الفائدة في المستقبل والسياسة المالية والاقتصادية المتبعة، وتشير التوقعات في الاجتماع المقرر للاحتياطي اليوم مساءً أن تبقى أسعار الفائدة بدون تغيير، ورغبة الفيدرالي بالانتظار مدة أطول لقرار رفع الفائدة ويعود هذا بسبب البيانات الاقتصادية للاقتصاد الأمريكي في الأشهر الماضية.
الاقتصاد الأمريكي… أداء مخيب
استطاع الاقتصاد الأمريكي إضافة 38 ألف وظيفة حسب البيانات الصادرة في الثالث من الشهر الجاري في تقرير قسم العمل بينما كانت التوقعات تشير إلى إمكانية إضافة 162 ألف وظيفة، لذا جاءت النتائج أقل من التوقعات بفارق كبير وبشكل صادم للأسواق المالية الأمر الذي انعكس على أدائها بشكل مباشر، كما أصدر قسم العمل تقريره حول معدل البطالة في البلاد والذي جاء عند 4.7% بينما المتوقع كان عند 5%، علمًا أن انخفاض معدل البطالة كان بالدرجة الأولى بسبب انخفاض معدل مشاركة القوة العاملة والتي انخفضت في العام الجاري إلى مستوى 62.6% وهو قرب أدنى مستوى له في أربعة عقود، ويذكر أن عدد الأمريكيين من غير القوة العاملة ارتفع إلى مستوى قياسي حيث بلغ 94.7 مليون شخص بزيادة قدرها 664 ألف شخص.
هذه البيانات تثير الشكوك حول مدى قوة الاقتصاد الأمريكي والمنحى الذي يسير فيه مستقبلاً، والتحسن الذي يسعى الفيدرالي لتحقيقه من خلال رفع معدل الفائدة لصيف هذا العام.
العديد من المحللين الاقتصاديين نظروا إلى هذه الأخبار على أنها ليست مبشرة وغير جيدة وتدل على مؤشر انحداري يسير فيه الاقتصاد الأمريكي، ويترقبون ما ستقوله جانيت يلين اليوم مساءً في المؤتمر الصحفي.
حيث من المقرر أن تعقد جانيت يلين اليوم مساءً عند حوالي التاسعة والنصف مساءً بتوقيت استنبول، مؤتمرًا صحفيًا بعد اجتماع الفيدرالي لبيان خطة الفيدرالي بخصوص الفائدة والاقتصاد الأمريكي والتعقيب على آخر الأخبار الاقتصادية الواردة على المستوى والمحلي والدولي، وفيما يلي أهم الأمور التي من المتوقع أن تتناولها يلين في المؤتمر:
- الاقتصاد الأمريكي
من المتوقع أن يعدل المسؤولون تقييماتهم لمعدلات التوظيف في بيان سياساتهم الصادر يوم أمس الثلاثاء، والاعتراف بالتباطؤ الحاد في معدل التوظيف لشهر مايو/ أيار الجاري، بالإضافة لبيانات سوق العمالة التي بقيت عند مستوياتها المنخفضة القياسية، ومن ناحية أخرى قد يرفع الفيدرالي تقييمه للنمو الاقتصادي وسط مؤشرات على قوة الطلب.
- الاستفتاء البريطاني
في الـ 23 من الشهر الجاري بريطانيا على موعد مع استفتاء بشأن تقرير بقائها مع الاتحاد الأوروبي أو خروجها منه، حيث سيكون للنتيجة انعكاسات اقتصادية كبيرة على مستوى الاقتصاد البريطاني والعالمي على حد سواء، وحذرت منه يلين الأسبوع الفائت خصوصًا مع تنامي الأصوات التي تريد الخروج من الاتحاد، لذا من المؤكد أن توجه أسئلة لرئيسة الاحتياطي في المؤتمر الصحفي عن المخاطر التي من الممكن أن يتعرض لها الاقتصاد الأمريكي إذا خرجت بريطانيا من الاتحاد.
- توقعات التضخم
تتوقع يلين تحقيق معدل تضخم عند 2% خلال أربع سنوات، ولكن مسؤولين في الاتحادي حذروا من انزلاق التضخم عن التوقعات كما ظهر في الورقة التي قدمت مساء أمس الأربعاء حول بيان سياسات الفيدرالي، وتشير توقعات عديدة أن الكثير من القضايا الحاصلة على المستوى المحلي والعالمي ستسهم في تخفيض معدل التضخم، وكانت يلين عبرت عن قلقها الأسبوع الماضي فيما إذا سترتفع معدلات التضخم على النحو الذي توقعته عند 2%.
- توازن المخاطر
مرت ستة أشهر منذ إطلاق مسؤولي الفيدرالي تقييماتهم عن التوازن بين المخاطر والنظرة المستقبلية للاقتصاد الأمريكي، فعلى الرغم من اعتراف مسؤولين بتراجع المخاطر العالمية فقد تشكلت مخاوف جديدة بسبب أرقام العمالة الصادرة مؤخرًا مطلع هذا الشهر وهذا يجعل الوضع بالنسبة للمسؤولين في وضع الانتظار والترقب، وعدم اتخاذ خطوات إجرائية جديدة على مستوى رفع الفائدة ومدى تحسن الاقتصاد الأمريكي.