لن ينسى المدنيون تحت القصف في سوريا واليمن وفلسطين وأوكرانيا والمظلومون في سجون مصر، السيد بان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة ولو طال الزمان وحتى بعد انتصار ثوراتهم، فكلماته: أنا قلق من القتل الذي يحصل في سوريا، وأنا قلق من الانتهاكات ضد المتظاهرين، وأنا قلق من تطور الأحداث في اليمن… وغيرها من أحداث القلق، حيث قدرت عدد المرات التي قلق فيها بان كي مون في العام الماضي 2015 نحو 48 مرة.
الفترة التي قضى فيها بان كي مون خدمته في الأمم المتحدة شابتها الكثير من الأحداث الكبيرة على كافة المستويات السياسية والاقتصادية في بلدان الربيع العربي وأوكرانيا والأزمة المالية العالمية 2008، والقتل والقمع الحاصل من قبل الأنظمة الاستبدادية للمتظاهرين السلميين وتحول الثورات إلى ثورات مسلحة، وظهور تنظيم داعش وتحوله إلى الدولة الإسلامية، ويذكر أن منظمة الأمم المتحدة لم تستطع في فترة ولايته استصدار قرار لوقف أعمال العنف في العديد من البلدان العربية والانحياز للمظلومين فيها وحل الأزمات السياسية التي تعاني منها.
ولا يهتم المدنيون في تلك البلدان بجنسية خليفة بان أو كونه ذكرًا أو أنثى بقدر ما يهتمون بما سيقدمه لهم من ضمان وقف العنف والظلم الحاصل ضدهم، وإخراج المظلومين من السجون والمعتقلات، وأقصى ما يتمنوه ألا يأتي خليفة بان ويستبدل كلمة قلق بكلمة أخرى.
فترة بان شارفت على الانتهاء
شارفت فترة الأمين العالم للأمم المتحدة بان كي مون على الانتهاء مع نهاية العام الجاري، وتلقى مجلس الأمم المتحدة ترشيحات لشخصيات دبلوماسية من بينهم أربع نساء لتولي المنصب، بعد استصدار قرار في العام الماضي 2015 تبنت فيه المنظمة إمكانية تولي امرأة منصب الأمين العام للأمم المتحدة، وفي حال تم اختيار امرأة سيكون لها فضل السبق منذ تأسيس المنظمة في العام 1945 بعدما تعاقب على المنصب ثمانية رجال منذ التأسيس.
وسيتم اختيار الفائز من المرشحين الثمانية الذين ترشحوا لتولي المنصب في مجلس الأمن في يوليو/ تموز القادم ويقدم للمصادقة عليه في الجمعية العامة في سبتمبر/ أيلول العام الجاري، ويذكر أن قائمة المرشحين خلت من أي مرشح عربي.
من المرشحين لتولي المنصب؟
- سرجان كريم
من مقدونيا شغل منصب رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة عامي 2007 و2008 وسبق أن تولى منصب وزير الخارجية في بلاده عامي 2000 و2001 وعمل سفيرًا لبلاده في ألمانيا وسويسرا وليختنشتاين بين 1994- 2000.
سرجان يقترح في برنامجه التركيز على عدة أولويات أبرزها: دمقرطة الحكومات والإصلاح في منظمة الأمم المتحدة، وترسيخ السلم الإقليمي والعالمي ودعم التنمية ومواجهة تغيرات المناخ وتسريخ مساواة النوع وتقوية التعليم ومساهمة المواطن والهجرة، ويذكر أن سرجان يتقن تسع لغات ولديه خبرة سياسية طويلة ويحمل شهادة الدكتوراة في الاقتصاد من جامعة بلغراد.
- أنطونيو غوتيريس
برتغالي الجنسية تولى منصب المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين لمرتين حتى نهاية العام الماضي 2015، كما سبق وأن تولى عدة مناصب قيادية منها منصب رئيس وزارء في البرتغال خلال الفترة بين 1996 – 2002 وعمل رئيسًا للمجلس الأوروبي عام 2000 ورئيس المنظمة الاشتراكية الدولية من 1999 حتى عام 2005.
لأنطونيوس انتقادات لاذعة للمجتمع الدولي فيما يخص عجزه عن تحقيق السلام في العالم وحل المشاكل التي تعاني منها الدول على رأسها الفقر واللجوء والتغير المناخي، ويرى أن المجتمع الدولي “لا يزال عاجزًا عن منع نشوب الصراعات وحلها”، حيث أكد أن سبب نشوء الصراعات يعود إلى “الفقر وعدم المساواة وانتهاك حقوق الإنسان وتدمير البيئة”.
سبق أن انتقد تعامل البلدان الغنية مع أزمة اللاجئين السورية، وأنه لم يتشكل لدى العالم المتقدم مدى خطورة هذه الأزمة إلا عندما دخل اللاجئون إلى أوروبا، فصرح أنه “للأسف لا يلاحظ الأغنياء وجود الفقراء إلا بعد أن يدخل الفقراء باحات الأغنياء”.
- هلين كلارك
من نيوزيلندا شغلت ما بين عامي 1999 و2008 منصب رئيس الوزراء في بلادها بعدما كانت وزيرة للخارجية ثم أصبحت رئيسة برنامج الأمم المتحدة الإنمائي.
تنوي هيلين إصلاح مجلس الأمن الدولي من خلال جعل ألمانيا واليابان والهند والبرازيل أعضاءً دائمين فيه، حيث من الممكن أن يكون من بين الأعضاء الدائمين في المجلس عضوان دائمان من دول إفريقيا حتى يعكس تشميل المجلس في القرن الحالي.
- دانيلو تورك
سياسي وأستاذ جامعي من سلوفينيا شغل منصب رئيس مجلس الأمن ما بين أغسطس/ آب 1998 ونوفمبر/ تشرين الثاني 1999، وكان سفيربلاده في مجلس الأمن في نيويورك منذ العام 1992 حتى 2000 بحث في فترة ولايته لرئاسة مجلس الأمن قضايا دولية هامة منها كوسوفو والعراق وليبيا، وتولى منصب رئيس البلاد ما بين 2007-2012 وسبق أن عينه كوفي عنان الأمين العام السابق مساعدًا له، أعد العديد من الأبحاث حول القانون الدولي واهتم بمجال الطفولة حيث قدم العديد من المساعدات للأطفال في غزة ذوي الاحتياجات الخاصة عام 2009 وأسس عام 2010 مؤسسة “اتركوهم يحلمون” لمساعدة ضحايا العنف من الأطفال.
- إيرينا يوكوفا
دبلوماسية وسياسية من بلغاريا كانت عضو في البرلمان ومنسقة رئيسية لعلاقات بلغاريا مع الاتحاد الأوروبي بين عامي 1995- 1997 ثم وزيرة للشؤون الخارجية ما بين 1996-1997 وعملت سفيرة لبلادها في كل من فرنسا وموناكو والمغرب.
تولت منصب المدير العام لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم اليونسكو لولايتين منذ عام 2009، ويذكر أنها درست في الاتحاد السوفيتي سابقًا والولايات المتحدة وتتكلم 5 لغات بطلاقة، واهتمت بالقضية الفلسطينية حيث أدانت ممارسات الاحتلال الاسرائيلي وضغطت في اليونسكو من أجل حصول فلسطين على عضوية المنظمة.
- فيسنا بوسيتش
سياسية ودبلوماسية من كرواتيا كانت عضوة في البرلمان الكرواتي عام 2000 ونائبًا لرئيس الوزارء ووزيرة الخارجية عام 2011 ثم صارت نائبة لرئيس البرلمان في فبراير/ شباط من العام الجاري، وتقود حزب الشعب الليبرالي في كرواتيا، وأشرفت على انضمام بلادها للاتحاد الأوروبي عام 2013 وتقر أنها لا تريد إجراء تغيير جذري في الأمم المتحدة وتهدف للتركيز على صحة المرأة والرعاية الاجتماعية.
- ناتاليا غيرمان
سياسية ودبلوماسية من مالدوفا تولى أخوها ميرسيا سينغور أول رئيس لجمهورية مولدوفا بعد تفكك الاتحاد السوفياتي ما بين 1990 -1997، تولت ناتاليا عدة مناصب في حكومة بلادها من نائبة لرئيس الوزراء لوزيرة للخارجية والتكامل الأوروبي من 2013 إلى 2016 وشغلت منصب عضو في البرلمان المولدوفي، كما عملت كسفيرة لبلادها في النمسا والسويد والنرويج وفنلندا ولدى وكالات الأمم المتحدة في فيينا ومنظمة الأمن والتعاون في أوروبا وحلف شمال الأطلسي، وتم اختيارها من قبل الغارديان من بين أكثر سبع نساء تميزن في السياسات الكونية وريادة التحول في العالم.
- إيغور لوكسيتش
سياسي من جمهورية الجبل الأسود وهو أكاديمي نشر العديد من الأبحاث والمقالات في مجال الساسية والاقتصاد وشغل منصب وزير المالية لجمهورية الجبل الأسود عام 2001 ومنصب رئيس الوزراء بين عامي 2010-2012 ويتولى منذ أواخر العام 2012 وزير الخارجية والاندماج الأوروبي، يعتبر أصغر المترشحين لمنصب الأمين العام للأمم المتحدة ولد في العام 1976 وقال إن ترشحه يمثل “بلدًا صغيرًا تاريخه صاخب”.