كشفت مصادر استخباراتية أميركية عن تدهور حاد في صحة ولي العهد السعودي محمد بن نايف مرجحة أن الكفة باتت تميل إلى ولي ولي العهد محمد بن سلمان.
وبحسب موقع شبكة “NBC” التلفزيونية الأميركية أن بروس ريدل، الضابط السابق في المخابرات الأميركية والمتخصص في شؤون الشرق الأوسط، وعضو الفريق الانتقالي في إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما، أكد أن القيادة الأميركية هي التي وجهت الدعوة إلى محمد بن سلمان للقيام بزيارة رسمية إلى الولايات المتحدة من أجل التعرف عن قرب على الشخصية التي ستعتلي على الأرجح، حسب تقديرات المسؤولين الأميركيين، عرش ملك المملكة العربية السعودية في القريب.
وأشار ريدل في تقرير نشره موقع “ NBC “ إلى أن صحة الملك سلمان بن عبد العزيز البالغ 80 عاما من عمره ليست على أحسن مايرام، فيما يعاني الأمير محمد بن نايف، ولي العهد المفضل أميركيا، من مرض جدي، وقد لا يعيش طويلا، الأمر الذي جعله خارج السباق على السلطة.
وكشف التقرير، الذي أعده روبيرت ويندريم وويليام أم. أركين، في هذا السياق ولأول مرة عن معاناة الأمير بن نايف من عواقب جروح خطيرة أصيب بها جراء استهدافه بعملية تفجير انتحاري نفذه أحد عناصر تنظيم “القاعدة” الإرهابي عام 2009.
وذكر التقرير بأن 3 من كبار الموظفين في المخابرات الأميركية أجروا تقييما لوضعه الصحي، وأحدهم تنبأ بأنه بوضع صحي هش، فيما اقتصر تقرير الثاني على القول إن صحته ليست جيدة جدا، بين ما قال الاستخباراتي الثالث إن ولي العهد السعودي يعيش حاليا على المسكنات القوية.
وعلى الرغم من المعلومات التي أوردها تقرير NBC، إلا أن مصادر سعودية مطلعة قالت للصحفية سيمون سيكميك من موقع ميدل إيست آي أن بن نايف البالغ من العمر 56 عاما يتمتع بصحة جيدة، حتى أنه كان في رحلة صيد مؤخرا في الجزائر.
وأشار التقرير إلى أن نخبة الأمن القومي في الولايات المتحدة تظن أن السعودية تقف الآن أمام مفترق طرق، وأنه إذا لم ينجح الأمير بن سلمان في خططه ومشاريعه وحروبه، سواء الآن، أو بعد أن يصبح ملكا، فإن البديل هو الانهيار، وحدوث حالة من الاضطراب والفوضى تصب في مصلحة الجماعات الجهادية المتطرفة.
وأكد ريدل أن الإدارة الأميركية أبدت اهتمامًا بالأمير بن سلمان منذ تعيينه في منصب الرجل الثالث في الحكم، وأن “الكثير من الناس (داخل الإدارة والمخابرات) قلقون من تهوره” على حد تعبيره.
ولفت التقرير إلى أن ولي ولي العهد السعودي دعم أيضا قرار تنفيذ حكم الإعدام بحق الشيخ نمر النمر وعشرات من النشطاء الشيعيين السعوديين في يناير من العام الجاري، ما أسفر عن تدهور حاد للعلاقات بين السعودية وإيران أصبح عاملا آخر عزز زعزعة الاستقرار في الشرق الأوسط.
ويؤكد سيطرة بن سلمان ما قاله سيمون هندرسون من معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى، والذي أكد أنه على الرغم من أن محمد بن سلمان هو الرجل الثالث في النظام السعودي رسميا، إلا أنه يمثل الرجل الأول بشكل فعلي.
من جانبه أكد ريدل أن الإدارة الأميركية، وبغض النظر عن جميع العثرات المحتملة التي قام بها محمد بن سلمان، اعترفت بأن خلافته في نظام الحكم السعودي “قوة قاهرة واقعية جدا” وأنه من الضروري التعرف بشكل أفضل على ولي ولي العهد السعودي، لا سيما أن الأخير لا يتكلم الإنجليزية.
لكن مصدرا بحرينيا أخبر ميدل إيست آي أن الزيارة قد تكون ضمن خطة طويلة الأمد لدعم ولي ولي العهد، الذي يُعتقد على نطاق واسع أنه سيصبح ولي العهد ووريث العرش عما قريب.
ولهذا السبب نظمت الإدارة الأميركية سلسلة لقاءات بين محمد بن سلمان وعدد من أصحاب السلطة في الولايات المتحدة، ومن بينهم أولا الرئيس باراك أوباما، وكذلك كل من وزير الخارجية جون كيري ووزير الدفاع أشتون كارتر ومدير الوكالة الاستخباراتية المركزية جون برينان ووزيرة التجارة بيني بريتزكير وعدد من كبار رجال مال وأعمال أميركيين.
وأشار التقرير في الوقت ذاته إلى أن القادة الأميركيين كانوا يفضلون إجراء لقاءات مماثلة مع المنافس الأساسي لمحمد بن سلمان في الصراع على السلطة بالسعودية، أي ابن عمه الأمير وولي العهد محمد بن نايف، الذي كان من أقرب حلفاء الولايات المتحدة في السعودية منذ أحداث 11 سبتمبر عام 2001، لكن الأخير، لن يصبح على الأرجح أبدا ملكا للسعودية.
لكن المصدر السعودي المطلع الذي صرح لموقع ميدل إيست آي قال بأن زيارة بن سلمان صُممت لإبعاد بن نايف عن المشهد، والتأكيد على كون بن سلمان هو الحليف الأول للولايات المتحدة بغض النظر عن الحالة الصحية لبن نايف.
المصدر: نون بوست + وكالات