الفن .. الضحية المنسية غالباً في الحروب والتي تخفت الأصوات التي تتحدث عنها في الوقت الذي ما زال يعاني فيه الانسان يعاني من آثار الحرب وتبعاتها بينما يرتفع القلق حول مصير اللوحات والمنحوتات والآثار التي الذي يرى البعض الاهتمام فيه مجرد سخافة في هذا الوقت تحديداً ، الا أن آخرين يميلون الى المحافظة على الآثار – بما في ذلك الحكومات- ، وعلى سبيل سبيل المثال فان لفلم رجال الآثار القادم والذي من بطولة جورج كلوني يحكي قصة حقيقة عن بعض الاشخاص الذين تم تكليفهم من حكومة الولايات المتحدة الامريكية خلال الحرب العالمية الثانية بالعثور على الفن الذي سرقه النازيون واعادته الى أصحابه الحقيقين.
اليوم ، يعود الحديث عن كيفية حماية هذه الأماكن التاريخية الغير مقدرة بثمن في الوقت الذي يحاول الناس النجاة بحياتهم في سوريا ، ففي خريف هذا العام في نيويورك أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية ومجلس المتاحف العالمي واليونوسكو والأمم المتحدة نشر قائمة مستعجلة بالأماكن الخطيرة الواجب حمياتها من النقل والاتجار بها تحت اسم “القائمة الحمراء”.
سوريا الغنية بكنوز القرون الوسطى والقديمة مثل المدن اليونيانية والرومانية والبيزنطية، و قرى ومواقع العصر البرونزي والحديدي، اضافة الى القلاع التي تعود لقرون قديمة جداً، فضلاً على الفن والزخارف والمنحوتات الاسلامية ، في الوقت الذي تقول الاحصائيات أن ما يقارب 90 ٪ من هذه المواقع التاريخية والغير مقدرة بثمن قريبة من مواقع القتال.
وللأسف ، فقد استغل بعض الانتهازيين و اللصوص نهب هذه المواقع الغنية بالثقافة السورية بلا رحمة وبيعها هذه الكنوز في السوق السوداء ، فمثلاً خلال الربيع الماضي تم نهاب شارع مرصوف بالحجارة بناه الامبراطور الرومانيماركوس أوريليوس في مدينة أفاميا بالكامل ، و راحت كثير من الاحجار الكريمة ضحية للصراع اضافة الى مئذنة المسجد الاموي في حلب التي تبلغ من العمر 1000 عام والتي تلقت ضربة أدت الى تدميرها بالكامل ، فضلاً عن الحرائق والطلقات التي أصابت المسجد وزخارفه .
ومع هذه المشاكل المتزايدة أصبح أمر أكثر خطورة، لذا اصبحت القائمة الحمراء حاجة ملحة، حيث أنها مبادرة تقوم باعلام جميع الموظفين المكلفين بانفاذ القانون ومفتشي الجمارك وتجار الفن والأماكن التي تعقد فيها المزادات والمتاحف حول العالم بجميع المواد التي قد تكون سرقت من سوريا وتتحرك في خطوط الشحن، ويقول مساعد وزير الخارجية الامريكية آن ريتشارد أن “القائمة الحمراء” تشمل جميع ما يمكن تخيّله مثل الكتابات القديمة والسفن والقطع النقدية والطوابع والمنحوتات والاكسسوارات.
وفي الاعوام السابقة تم انشاء قوائم مشابهة في بلدان اخرى ساعدت المسؤولين على حماية الآثار من النقل والسرقة، فمثلاً ساعدت قائمة شبيهة مسؤلين فرنسيين تحديد واستعادة بعض البضائع التاريخية من العراق والتوجو عام ٢٠٠٧ ، واوقفت سويسرا احدى المبيعات على شبكة الانترنت لكتابات مسمارية قديمة يعتقد أنه تم تهريبها من العراق ، اضافة الى ابريق من العصر الروماني تم تهريبه من افغانستان اعادته السلطات الامريكية مما يعني نجاح فكرة القائمة الحمراء لحماية الاثار السورية من التهريب.
المصدر : فورين بوليسي