خالد سلام
كان قائدًا فلسطينيًا كبيرًا، وكان من أهل العقد والحل، بل كان كل شيء في فلسطين، بيده المال والوظائف والترقيات، يمنح ويمنع كما يشاء، حتى وصل به الأمر لأن يتنقل بدبابة إسرائيلية من رام الله حتى بيت لحم، ويضع خريطة الإبعاد للمقاومين المعتصمين في كنيسة المهد سنة 2002، وقد تم تنفيذ خطة خالد سلام بالكامل، بعد أن وافق عليها الراحل ياسر عرفات.
خالد سلام أو محمد رشيد، القائد الثوري الكبير الذي التحق بصفوف الثورة الفلسطينية حتى صار المستشار الخاص للرئيس ياسر عرفات، والذي كان قد اختفى عن الساحة الفلسطينية أكثر من عشر سنوات، ظهر من جديد في فندق الملك ديفيد في القدس، كما ذكرت ذلك صحيفة الحياة الجديدة، والتي أضافت:
إنه نزل بجواز سفر كندي، وبرفقه مجموعة من المسؤولين الأكراد، ثم حل خالد سلام ضيفًا على عضو الكنيست المتطرف عن حزب الليكود أيوب قرا والذي يطالب بطرد العرب، بعد ذلك ذهب خالد سلام إلى مستشفى نهاريا، برفقة أحد ضباط الاستخبارات الإسرائيليين الكبار، ليلتقي بشخص سوري يتلقى العلاج هناك واسمه مصطفى علي اللبابيدي، وهو أحد كبار قادة حركة أحرار الشام، بهدف أن تكون أحرار الشام الجهة الرئيسية للمفاوضات السورية التي تحظى برضا أمريكا، بعد ذلك توجه خالد سلام ومن معه إلى الحدود السورية الإسرائيلية وبالتحديد إلى منطقة القنيطرة في الجهة التي تحتلها إسرائيل، وأجروا لقاءً آخر مع مجموعة من المعارضة السورية المقيمة في تلك المنطقة، والتي هي على علاقة مفتوحة مع الأمن الإسرائيلي، وقد شاركت الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية بهذا اللقاء.
وأضافت صحيفة الحياة الجديدة: إن دولة الإمارات على علاقة وثيقة بما يقوم به خالد سلام، خاصة وأن إقامته محصورة الآن بشكل كبير ما بين أربيل وأبو ظبي.
لن أتطرف في مقالي إلى أصدقاء خالد سلام وحلفائه، وهم كثر، ولكنني سأكتفي بذكر أحدهم، وهو المدعو سمير غطاس أو محمد حمزة، لتؤكد لي المعلومات السابقة أن خالد سلام قد ترقى بعمله ضد الأمة العربية والإسلامية ، فبدل أن يكون رجل المخابرات الإسرائيلية في فلسطين، فقد صار اليوم رجل المخابرات الإسرائيلية والأمريكية في كل المنطقة العربية والإسلامية.
ظاهرة خالد سلام أو محمد رشيد، تفرض على الفلسطينيين أن يفتشوا في دفاترهم العتيقة جيدًا، وأن يضعوا إصبعهم على مئات الشخصيات القيادية التي تشبه خالد سلام أو محمد رشيد، وتشبه سمير غطاس أو محمد حمزة، وما زالوا يقبضون على عنق القرار الفلسطيني حتى يومنا هذا، الكشف عن زملاء خالد سلام مهم في هذه المرحلة التي تتعثر فيها المصالحة الفلسطينية، لتنفلت الأبواق مشيرة إلى أن أسباب الفشل يرجع إلى تعنت حركة حماس في موضوع الموظفين، وإصرارها على إدراجهم ضمن الكادر الوظيفي للسلطة، في كمين إعلامي محكم وقعت فيه حركة حماس، كما وقع فيه من قبل مبعدو كنيسة المهد الذين صدقوا أن إبعادهم عن مدينتهم سيكون لفترة زمنية محدودة، وسيعودون ثانية، ولكنهم ما زالوا مبعدين حتى يومنا هذا.
لقد تم تشويه الأسباب الحقيقة لفشل المصالحة، من خلال التركيز على موظفي حركة حماس، لذلك سأفترض موافقة حركة حماس على طرد كل موظفيها التي قامت بتعينهم بعد الانقسام، والذين كانوا معينين قبل الانقسام، بل سأفترض إلزام موظفي حركة حماس بالإقامة الجبرية في بيوتهم، على أن يكون مقابل ذلك التنازل موافقة رئيس السلطة على التخلي عن برنامج منظمة التحرير الفلسطينية، واعتماد وثيقة الوفاق الوطني، فهل سيوافق محمود عباس على ذلك؟
كل عاقل سيقول لا، لن يوافق محمود عباس، ولن يتخلى عن برنامج منظمة التحرير، لذلك فإن الواجب الوطني يشترط لتحقيق المصالحة بأن نفتش عن مئات الشخصيات التي تشبه خالد سلام، أو محمد رشيد، ونزجرهم من كل المواقع القيادية، ونقدم الوقحين منهم إلى محاكمات ثورية عادلة، قبل أن نفتح دفتر المصالحة، ونكتب في منتصف السطر: بسم الله الرحمن الرحيم.