منذ الأشهر الأولى للثورة المصرية، ومع رحيل مبارك، عرف المصريون شكلا جديدا من أشكال السخرية السياسية لم يعهدوها من قبل، فمع النجاح الساحق الذي حققه “باسم يوسف” والذي ظهر في حجم مشاهدات برامجه على موقع يوتيوب ولاحقا على الفضائيات، وانعكس بوضوح شديد على الأثر السياسي الذي حققه باسم يوسف خلال العام الذي تلى وصول الرئيس المصري محمد مرسي إلى السلطة.
ومع تفاعل المصريين، سلبا وإيجابا مع السخرية السياسية، ورؤية الأثر الواضح الذي حققته البرامج الساخرة على الأرض، بدأ بعض الأشخاص في التفكير والعمل على إنتاج برامج ساخرة بعضها يُحاكي أسلوب “باسم يوسف” و”البرنامج”، وبعضها يُبالغ في الابتذال، والبعض الآخر يتلمس طريقه بجد شديد في عالم من السخرية، مثل جو تيوب الذي شوهد حتى الآن قرابة ٢٢ مليون مرة، منذ أول حلقاته مع بداية العام الجاري.
ومع الانقلاب العسكري وسقوط الرئيس مرسي ثم المذابح التي تلته والتي لم تنته بمذبحة فض اعتصامي ميداني رابعة العدوية ونهضة مصر بالقاهرة، استطاع أحد الشباب المصريين أن ينتج برنامجا على الإنترنت، ومنذ حلقته الأولى التي نُشرت آخر أغسطس/ آب الماضي، استطاع برنامجه على يوتيوب أن يحصد قرابة مليون ونصف المليون زيارة.
البرنامج الذي أذيعت أولى حلقاته يوم ٢٩ أغسطس الماضي، حمل شعار “بالهجايص” وهي كلمة في الدارجة المصرية تعني الكلام الشعبي غير المُنمق. ويُقدم البرنامج عبر كل حلقة كمّا مميزا من المعلومات بشكل شيق وجذاب وطريف للغاية.
وفي البرنامج يُحاول الشاب الذي يُطلق على نفسه اسم “ألشخنجي” أن يقارن بين التجارب الدولية وبين الوضع في مصر، مثل الانقلاب العسكري وتبعاته في تشيلي، أو مثل دور العسكر في الهند، أو عن التجربة التي خاضها نيلسون مانديلا ضد النظام العنصري في جنوب إفريقيا.
على صفحته على فيسبوك جذب الشاب المصري، الذي لم يُعلن عن اسمه حتى الآن، جذب قرابة ١٠٠ ألف متابع، بالإضافة لأكثر من ٧٠ ألف مشترك على صفحته على فيسبوك. ويقوم الشاب بكتابة نصوصه كاملة، بالإضافة إلى تصوير نفسه وإخراج حلقاته وعمل المونتاج الخاص بها بدون مساعدة.
وخلال الساعات الأخيرة، نُشرت حلقة جديدة من البرنامج الذي أُطلق عليه “ألش خانة”. حيث شوهدت الحلقة التي حملت عنوان “مانديلا: سلميتنا بطعم الرصاص!” أكثر من ٦٥ ألف مرة خلال عشر ساعات فقط من رفعها على موقع يوتيوب.