يتمتع العالم العربي بسينما غنية بالتنوع والاختلاف، نظرًا لتتابع الأحداث التي تجعل من التاريخ العربي غنيًا منذ ولادته وحتى اللحظة الحالية، إلا أنه وفي الآونة الأخيرة، ومع استمرار هوليوود في تصوير العالم العربي بأنه ساحة مفتوحة للحروب الأهلية والنزاعات الطائفية الآن، يقفد العالم اتصاله بالعالم العربي الحديث الذي يتأثر بتلك الأحداث العنيفة وتلك النزاعات الطائفية المستمرة، يفقد اتصاله بالشعب العربي المسالم الذي تفتقد هوليوود وجوده في الأفلام، لتصبح صورته محفورة في عقول الغربيين، وهي إما إرهابي، أو مسلم متطرف، أو ضحية لأفعال الأخير الإرهابية.
مرّ العالم العربي مؤخرًا بتغيّرات جذرية وأحداث متتابعة يصوّرها كل من الإعلام الغربي والسينما الغربية بكونها كوارث إنسانية، وهو ليس بكذب، إلا أنه في المقابل هناك أفلام عربية تصوّر لك ما آل إليه العالم العربي المعاصر وما تغيّر في الشعب العربي بعد مروره بتلك الكواراث الإنسانية والحروب الطائفية، هناك أفلام رائعة القصة تصوّر الأزمة السورية، وأفلام من العراق وفلسطين ومصر تجعل كل ما تتجاهله عيون السينما العالمية مرئيًا وواضحًا بشكل سينمائي مبدع.
إذا أردت أن تشاهد مشهدًا مخالفًا لم تعتد أن تراه في السينما من قبل عن العالم العربي، فعليك أن تنحي الإعلام الأجنبي والعربي جانبًا قليلًا، وعليك أن تشاهد بنفسك الأفلام التي تسلط الضوء على تجربة الشعب العربي مع الحرب، وما يحدث بعد تعرضهم لأزمات إنسانية أو صدمات شديدة، دعنا نُعرض عليك خمسة أفلام ستسهم في شرح العالم العربي المعاصر لك بطريقة مختلفة.
1-سُليمى
فيلم الرسوم المتحركة لجلال الماغوط، لا يصوّر المآسي الإنسانية للشعب السوري بعد الحرب، بل يصور حياة إنسانة مُعارضة مجهولة من أحياء دمشق، وشهادتها على الأحداث، كما يصوّر خبراتها في حماية هوية شعبها السوري، ساعدت فكرة الرسوم المتحركة المخرج على تصوير العديد من الأماكن المُدمرة والتي يصعب الوصول إليها والتصوير فيها على أرض الواقع، كما ساعدته تلك الفكرة على تصوير العديد من الأحداث الدموية بدون صور دموية واقعية على الإطلاق، وهو ما يجعل المشاهد يتابعه مع وصول الفكرة له بطريقة لا ينفر منها فورًا كما يحدث في بعض الأفلام الدموية.
إعلان فيلم سُليمى
2- فيلم “war canister” مخزن الحرب
هو فيلم من العراق، يروي فيه المخرج يحي العلاقي كيفية تأثير الحرب على الناس العادية، تدور أحداث الفيلم حول نقص البترول في العراق أثناء الغزو الأمريكي، حيث يقوم بطل الفيلم وهو فتى صغير بسرقة أسطوانات الوقود وتهريبها للعائلات المُحتاجة، يعد الفيلم من أفلام الدراما الكوميدية، وهو من أفضل أفلام الدراما العراقية المختلفة التي صوّرت العراق وقت الغزو الأمريكي.
إعلان الفيلم
3- كمكة
اختار المخرجان صورة المحجبات والمنتقبات على دُمى بطريقة ساخرة للتعبير عن ثقافة الغزيين في القطاع
هو فيلم فلسطيني أخرجه إسلام عليان وأريج أبو عيد، تدور أحداثه في تصوير الحياة الداخلية لقطاع غزة بعد الحصار، يصور الفيلم بطريقة ساخرة تأثير الحصار على المجتمع الغزي، والثقافة المختبئة عن عيون الإعلام والتي لا يتم تصويرها عند تصوير فظائع العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.
4- “Open Bethlehem” بيت لحم المفتوح
يصور فيلم بيت لحم المفتوح الصراع الإسرائيلي الفلسطيني بطريقة مختلفة هذه المرة، ليس عن طريق مشاهد العنف والأحداث الدموية، بل عن طريق السياحة في مدينة بيت لحم في الضفة الغربية، تدور الأحداث عن معاناة أهل بيت لحم الفلسطينين من التعامل الحياتي الطبيعي نتيجة عزل الاحتلال الإسرائيلي لهم في مقاطعات محددة من المدينة، يعد الفيلم ترويجًا للسياحة بطريقة درامية، وأحيانًا بطريقة ساخرة في تصوير آثار الاحتلال على الفلسطينين في المدينة.
5- المياه الفضية، في تصوير ذاتي لسوريا
تم تصوير الفيلم بلقطات تم تصويرها بتليفون محمول من مجهولين سوريين يصورون فيها تجربتهم مع الحرب مع عائلاتهم، كما تم استخدام منشورات مواقع التواصل الاجتماعي التي نشرها بعض من الشباب في توثيق الأحداث بشكل مباشر على الفيسبوك، يعد فيلم المياه الفضية أرشيفًا مرئيًا للثورة السورية، ليس هذا فحسب، بل هو دراما سينمائية مبدعة ترى فيها جمال السينما من خلال كاميرات تليفونية تصور المشاهد الإنسانية لمقاومة الاستبداد ولمقاومة الموت.
إعلان الفيلم
لا تعد القائمة السابقة هي القائمة الوحيدة للأفلام المختصة بتصوير الواقع العربي المعاصر بعد الأحداث الأخيرة، إلا أنها واحدة من عدة قوائم يجب عليك البدء بمشاهدتها والبحث عنها بنفسك، حان الوقت لنسيان الإعلام قليلَا، والبدأ في البحث عن الحقيقة بنفسك.