على أنغام فن الصلام (slam)، أمام المسرح البلدي في قلب العاصمة تونس، تجمع مئات التونسيين، محبي الطرب والفن، وسط تعزيزات أمنية مكثفة، تحسبًا لأي هجمات إرهابية.
“الصلام” فن كلامي، يتيح الفرصة لأي فرد من أجل التعبير بحرية ويطرح مواضيعًا واقعية دون قيود ولا ضوابط، يعتمد على الخطابة وقوة الكلمة، يجذب الناس لطبيعة المواضيع التي يتناولها وقوة الكلمة التي يعبر بها.
دون بعد آذان مغرب يوم السادس عشر من رمضان بقليل، توافد المئات من محبي السهر والطرب، إلى شارع الحبيب بورقيبة، للترفيه عن النفس وإزالة تعب أطول يوم صيام.
“زينب” إحدى التونسيات، التي أتت للاستمتاع بفن “صلام” صحبة قريبتها، قالت لنون بوست”: “أتيت إلى هنا للاستمتاع بهذه الكلمات الرائعة لصدق المواضيع التي تتناولها”، وتضيف زينب “قرأت كثيرًا عن هذا الفن وسمعت عنه أكثر، أردت أن أشاهده وأسمعه وأتعرف عليه وعلى خصائصه مباشرة لا نقلاً عن غيري”.
يعود ظهور فن “الصلام” إلى سنة 1986، في الولايات المتحدة الامريكية، من طرف الشاعر والكاتب الأمريكي مارك سميث الذي تمرّد على الموجود وأراد جعل القراءات الشعرية أكثر جماهيرية، وتتناول المواضيع الاجتماعية والسياسية بدل التركيز على المواضيع العاطفية.
غير بعيد عن منصة الفرقة، وقف صبري جانب زوجته التي تحمل ابنها الصغير بين يديها، يصور بعض لقطات الحفلة: “كنت مارًا من هنا صحبة زوجتي وابني، فوجدنا هذا الحفل، أردت أن استكشف، إنها المرة الأولى التي أحضر فيها، إنه شيء جميل ورائع”.
كلمات تقرأ بطريقة لافتة، تعالج مواضيع معينة تشغل الناس والبلاد، مرة بطريقة جدية وأخرى بشكل هزلي، دون قيود ولا ضوابط، حرّكت شريان الحياة في قلب العاصمة وأدخلت مظاهر البهجة على الناس.
واكتشف التونسيون هذا الفن للمرة الأولى، يوم1 مارس 2008 في عرض “سلام عليكم” الذي قدّمه الثلاثي حاتم القروي (مؤدي الصلام)، ومهدي الرقيق (عازف جيتار)، ونجيب الرقيق (ضابط إيقاع)، في قاعة “التياترو” بالعاصمة التونسية، غير أنه مازال غائبًا بشكل كبير عن أذهان الجيل الحالي من الفنانين والجمهور على حد السواء.
وتزامنًا مع هذه الحفلة، شهدت العاصمة تونس وضواحيها حضورًا أمنيًا مكثفًا، حيث انتشر أعوان الشرطة والحرس في كامل طرقات تونس والمداخل المؤدية إليها، تحسبًا لأي طارئ يمكن أن يحدث، وتم تفتيش المارة والتثبت من الهويات.
وتعيش تونس خلال ليالي رمضان على وقع مهرجان المدينة الذي انطلق في العاشر من الشهر الحالي بعرض للفنان التونسي لطفي بوشناق بقصر المؤتمرات بالعاصمة، ويتواصل حتى الثاني من يوليو المقبل.