تزين جامع عقبة بن نافع بمحافظة القيروان وسط تونس (156كم جنوب العاصمة)، مساء أمس، وأضيئت أنواره، لاستقبال آلاف الزائرين وحفظة القرآن من داخل البلاد وخارجها، لإحياء الذكرى الـ 1450 لنزول القرآن الكريم، وسط وجود أمني مشدد في محيط الجامع.
حيث نظمت، مساء أمس، احتفالية كبيرة أقيمت بالجامع بمناسبة الذكرى الـ 1450 لنزول القرآن الكريم بمشاركة 5 آلاف من حفظة القرآن من مختلف الجمعيات القرآنية والكتاتيب التونسية ومن خارج البلاد، وحضر الاحتفالية رئيس الحكومة التونسية الحبيب الصيد وعدد من أعضاء الحكومة ومن بينهم الناطق الرسمي باسم الحكومة خالد شوكات ووزير المالية سليم شاكر ووزير التجارة محسن حسن ووزير النقل أنيس غديرة، وأمناء عامون لأحزاب سياسية وشخصيات وطنية وعدد من رؤساء البعثات الدبلوماسية لعدد من الدول العربية مثل موريتانيا والسعودية وعدد كبير من الشيوخ والعلماء بتونس وفلسطين.
شهد الحفل تكريم أكبر حفاظ القرآن الكريم سنًا (100 عام و94 عامًا) وكبرى الحافظات (82 و66 عامًا) وأصغر الحافظين من الذكور والإناث (10 و12 عامًا) وتنظيم إفطارًا جماعيًا في الساحة الأمامية للجامع، كما أعلنت وزارة الشؤون الدينية التونسية، خلال هذه الاحتفالية، عن توأمة بين جامع عقبة بن نافع بالقيروان والمسجد الإبراهيمي بفلسطين بحضور وزير الأوقاف والشؤون الدينية لدولة فلسطين يوسف دعيس وعدد من الأئمة التونسيين والفلسطينيين.
يعدّ جامع عقبة بن نافع بالقيروان أو جامع القيروان الكبير من أقدم وأضخم الجوامع في تونس والمغرب العربي، بناه القائد الأموي عقبة بن نافع بعد فتحه إفريقية (تونس حاليًا) على يد جيشه، سنة 50 هجريًا، وجعله مصلى وملتقى، تبلغ مساحة الجامع الجملية ما يناهز 9700 مترمربع، يستند إلى مئات الأعمدة الرخامية ويوجد به مئذنة واحدة (31.5 مترًا) بـ 3 طوابق و6 قباب، ويعود بناء الجامع في شكله وحجمه وطرازه المعماري الذي نراه اليوم، أساسًا إلى عهد الدولة الأغلبية في القرن الثالث هجري (التاسع ميلادي).
وأكد بيان التوأمة الصادر عن وزارة الشؤون الدّينية التونسية على أهمية التعاون في مجال الشؤون الدينية من خلال ترميم المخطوطات وصيانة المعالم الدينية والزخارف والمكتبات والتعريف بالسياسة الدينية والدراسات العلمية والمكتبات بين المسجدين والبلدين وإحياء التظاهرات الدينية بشكل مشترك.
وشدد إمام جامع المسجد الأقصى عبد الكريم أنيس الزربا وإمام جامع عقبة بن نافع الطيب الغزي على أهمية هذه التوأمة، وقالا في تصريحات إعلامية على هامش هذه التظاهرة إنّ “التوأمة ستفتح آفاق التعاون الفكري والروحي بين أقدم المساجد في الإسلام وأنه ستكون هناك زيارات متبادلة وتأكيد لدور القرآن في مجابهة التطرف والغلو لدى فئة من الشباب”.
من جهة أخرى، تم الإعلان عن “بيان القيروان ليلة نزول القرآن”، وتم التأكيد فيه أن كتاب الله المجيد هو كتاب هداية ورسالة سلام وإيمان وتسامح واعتدال، معتبرًا أن من يقرأ القرآن ويتدبر معانيه لا يمكن أن يكون عنيفًا ولا لعّانَا ولا متنطعَا.
وأدان الإعلان “الإرهاب بجميع أشكاله ومظاهره مهما كانت بواعثه وأسبابه واعتباره تهديدًا خطيرًا للإنسانية وللأمن والسلم الدوليين”، وأكد على “ضرورة تضافر جهود الخير والعزائم الصادقة للقضاء على الإرهاب ونشر قيم الإسلام السمحة الرامية إلى تحقيق السلام والتعايش السلمي للأفراد والمجتمعات”، واستنكر الموقعون على البيان كل المحاولات التي ترمي إلى ربط الإسلام بالترويع والتخويف والإرهاب الإجرامي.
وزير الشؤون الدينية التونسي، محمد خليل ، أكد من جهته، في كلمة ألقاها بالمناسبة، على ضرورة إعلاء شأن الدين الاسلامي و القرآن الكريم والعمل بقيمه وتعاليمه.