هناك فرق شاسع ما بين قياس مدى ارتفاع السقوط والإحساس بالسقوط ذاته، وشتان الفرق ما بين رؤية الموجة وسماع صوتها تتحطم على صخور الشاطئ، وما بين إدراك ما يمكن للنار أن تفعله والشعور بلذعة حرارتها الحارقة.
بذات الطريقة غدا الاحتمال النظري بأن بريطانيا قد تغادر الاتحاد الأوروبي حقيقة واقعة، والتداعيات الضيقة والمباشرة لذلك تتجاوز مجرد انقلاب وتحوّل المواقف السياسية، تمزيق الولاءات الحزبية التقليدية، واستقالة رئيس الوزراء، لتشمل القارة بأكملها، لا بل العالم بأكمله ربما؛ فبريطانيا، وأوروبا بالتبعية، لن تعودا كما عهدناهما سابقًا بعد اليوم.
على الرغم من أن استطلاعات الرأي في اللحظات الأخيرة أحيت آمال وتفاؤل الراغبين في بقاء بريطانيا ضمن الاتحاد الأوروبي، إلا أن حملة معسكر المغادرة تسلّمت زمام المبادرة في بعض الأحيان وطفت على السطح كخيار بعيد ولكنه محتمل، وهذا ما حصل حقًا، ولكن على أرض الواقع، الاحتمالات الإحصائية للزلزال المدمّر لا يمكنها أن تعطيك ذات شعور الارتباك المذهل لترنح واهتزاز الأرض بعنف تحت قدميك.
نعم، صوتت بريطانيا للخروج من الاتحاد الأوروبي، والمقاطعات البريطانية التي كانت تتأرجح ما بين تأييد الخروج ورغبة البقاء، كبورتسموث، كوربي، ساوثامبتون، ونونيتون، سجّلت دعم حوالي ثلثي ناخبيها للخروج من الاتحاد الأوروبي، ولم يستطع زخم حملة البقاء في لندن واسكتلندا أن يغيرا من النتيجة النهائية التي حكمت باستقلال بريطانيا عن شركائها الأوروبيين.
إذن، كما تناهى إلى أسماع أغلبنا ربما، صوّت سكان المملكة المتحدة البارحة لصالح حملة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، التي يقودها عمدة لندن السابق بوريس جونسون، متفوقين على معسكر حملة البقاء، الذي يقوده رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، بواقع 52% مقابل 48%، حيث تشير الإحصاءات الأخيرة إلى تصويت 17,410,742 شخصًا لصالح مغادرة بريطانيا مقابل 16,141,241 شخصًا صوتوا لصالح بقائها، في استفتاء شهد نسبة إقبال وصلت إلى 72.16% من مجمل الناخبين المؤهلين للتصويت.
بريطانيا ما بعد الاتحاد الأوروبي: تخبط سياسي واستقالات واقعة ومحتملة
بمجرد صدور النتائج الرسمية لتصويت الخروج، أعلن رئيس الوزراء البريطاني في كلمة ألقاها في 10 داوننغ ستريت عن نيته لتقديم استقالته قبل حلول فصل الخريف القادم، مفسحًا المجال ربما لحلول أحد معارضي الاتحاد الأوروبي داخل حزبه لاغتنام مكاسب انتصارات الخروج من خلال تسلم منصب قيادة الحزب ورئاسة الوزراء، ومقحمًا اسمه في سجلات التاريخ باعتباره القائد الذي أخرج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي رغم الحملات الصاخبة التي عارضت الخروج.
بعد الاستقالة المتوقعة لرئيس الوزراء البريطاني، باشرت بعض الأقاويل تتدوال نية رئيس حزب العمال، جيرمي كوربين، للاستقالة من منصبه أيضًا، بعد أن تم انتقاده على موقفه المؤيد بضعف لحملة بقاء بريطانيا ضمن الاتحاد الأوروبي؛ فمع تأييد حوالي 60% إلى 70% من أعضاء حزب العمال لمعسكر البقاء، ستشتد حملة نواب حزب العمال في البرلمان المؤيدة لتنحيه عن قيادة الحزب، وقد تكون هذه اللحظة هي المنتظرة حقًا لمعارضي كوربين الكثر ضمن السلطة.
لم يضع كاميرون جدولًا زمنيًا كاملًا لاستقالته من منصبه، ولكنه أشار إلى أن تنصيب الزعيم الجديد سيكون بحلول أكتوبر من هذا العام؛ مما يعني أن معركة الزعامة ستجري في صيف العام الجاري، ومن المتوقع أن تنحصر ما بين المرشحين التاليين:
- بوريس جونسون:
عمدة لندن السابق، وأحد أقوى وأشد مؤيدي حملة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وهو على الأرجح أقوى مرشح لتسلّم قيادة حزب المحافظين البريطاني عقب كاميرون، بالنظر إلى أنه سياسي محبوب في نظر الجمهور البريطاني.
- روث ديفيدسون
تعد روث ديفيدسون، زعيمة حزب المحافظين الاسكتلندي، أحد القياديين المرشحين بقوة لقيادة الحزب في أحد الأيام، فعلى الرغم من أنها ليست عضوًا بالبرلمان في بريطانيا، إلا أن فرصها في ذلك تستحق الترقب في عام 2020.
يمكن اعتبار ديفيدسون، البالغة من العمر 37 عامًا من العمر، تجسيدًا للرؤية الليبرالية الجديدة لحزب المحافظين، خاصة أنها مثلية جنسية وتتمتع برؤى ليبرالية وتقدمية.
- جورج أوزبورن
كان جورج أوزبورن أحد أكثر المرشحين قرباً لتولي منصب صديقه المقرب ديفيد كاميرون، ولكن شعبيته ازدادت بالانخفاض على نحو مطرد سواء بين نواب حزب المحافظين أو ضمن القاعدة الشعبية للحزب، ولكن اليوم، أصبح من المسلم به على نطاق واسع بأن المستشار البريطاني قادر على تغيير مظهره العام بعد صدور نتائج الاستفتاء، حيث يرجح أن يعيد أوزبورن تأسيس نفسه في دور مختلف ضمن مجلس الوزراء على أمل الترشح لقيادة الحزب في المستقبل.
- تيريزا ماي
تعد تيريزا ماي امرأة هادئة ضمن السياسة البريطانية، ولكن هذا لا يعني بأن “ملكة الثلج” ليست مهتمة بالترشح لقيادة الحزب.
من منصبها كوزيرة للداخلية، استطاعت ماي تجنب المهاترات ضمن مناقشة استفتاء الاتحاد الأوروبي، ومن هذا المنطلق، يمكن أن تكون المرشح المثالي للتوفيق بين انشقاقات الحزب في أعقاب الحملة الدارماتيكية، وعلى اعتبار أن الحزب يريد حتمًا ترشيح أحد أنصار خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي من بين المرشحين النهائيين لزعامة الحزب، يمكن لماي أن تحوز فرصة مثالية باعتبارها أحد متشككي معسكر البقاء.
- مايكل غوف
حظي مايكل غوف في الأسابيع الأخيرة على تأييد كبير ضمن أعضاء القاعدة الشعبية لحزب المحافظين للترشح لقيادة الحزب؛ فوفقًا لاستطلاع أجراه موقع حزب المحافظين الرئيسي، يرغب 31% من أعضاء حزب المحافظين تسلّم غوف للقيادة خلفًا لكاميرون، ولكن مع ذلك أصرّ غوف مرارُا وتكرارًا بأنه غير مهتم بالمنصب، مشيرًا إلى أن صداقته مع كاميرون ستستمر بعد صدور نتائج الاستفتاء.
الغموض والفوضى الاقتصادية يسيطران على المشهد
بالتوازي مع التخبط السياسي، يسود الغموض الآن على المشهد الاقتصادي في البلاد، مع إقبال المستثمرين وصانعي السياسات والبلدان على انهيار فوضوي يحمل آثارًا مالية واقتصادية واسعة وربما مدمّرة، حيث دخل سوق الأوراق المالية بحالة من التذبذب المخيفة، بعد أن ارتفعت مؤشرات الأسواق العالمية في وقت سابق من هذا الأسبوع عندما رجّحت الاستطلاعات خيار البقاء، ولكن اختيار الناخبين مغادرة الاتحاد الأوروبي قوض بشدة من ثقة المستثمرين، مما انعكس بوضوح على مؤشرات الأسواق المالية.
مخطط بياني يوضح انخفاض مؤشرين من مؤشرات الأسواق المالية بعد صدور نتائج التصويت.
بالإضافة إلى ذلك، شهد الجنيه الاسترليني واليورو انخفاضًا كبيرًا في سوق الصرف، وسط مخاوف من أن الاقتصادات التي تشهد هشاشة مسبقة ضمن منطقة اليورو قد تتقوض جرّاء خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
سعر صرف الإسترليني مقابل الدولار.
سعر صرف اليورو مقابل الدولار.
فضلًا عما تقدم، يجب على بريطانيا عقب خروجها من الاتحاد الأوروبي محاولة عقد ترتيبات جديدة مع عشرات الدول، بما في ذلك الولايات المتحدة، والتي تستورد 16.6% في المئة من صادرات بريطانيا، وفي هذا السياق، أشار الرئيس الأميركي باراك أوباما بأن الولايات المتحدة ليست متسرعة في إبرام اتفاقية تجارة جديدة مع بريطانيا.
أكبر البلدان المستوردة للبضائع البريطانية.
بريطانيا والاتحاد الأوروبي: علاقة قد تستمر لعامين
عقب صدور نتائج الاستفتاء البريطاني، أصدرت المفوضية الأوروبية ورقة اعترفت فيها برغبة بريطانيا للخروج من الاتحاد الأوروبي، وحثتها على الإسراع باتباع الأصول المذكورة في المادة 50 من معاهدة الاتحاد الأوروبي، والتي تنص على الآتي:
– وجوب إبلاغ بريطانيا للاتحاد الأوروبي برغبتها بالخروج من الكتلة
تصف المادة 50 من معاهدة الاتحاد الأوروبي الخطوات الأساسية لعملية الانسحاب، والتي تبدأ رسميًا عندما يتم إخطار المجلس الأوروبي، حيث يكفي إبلاغ زعيم حكومة واحد من كل دولة من الدول الأعضاء الـ28 في المجلس الأوروبي، وبالطبع يشمل ذلك إبلاغ رئيس المجلس الأوروبي ذاته، علمًا بأن المادة 50 لا تحدد موعدًا محددًا لهذا الإخطار، ومن غير الواضح متى ستباشر بريطانيا عملية الخروج.
– تفاوض بريطانيا والاتحاد الأوروبي على شروط الانفصال
خلال هذا الفترة، ستبقى بريطانيا تخضع لجميع القواعد والنشاطات الاعتيادية للاتحاد الأوروبي، ولكن مع ذلك، لا يمكن للممثلين البريطانيين في المجلس الأوروبي المشاركة في المحادثات أو عمليات التصويت الخاصة بالانسحاب.
– إقرار شروط الاتفاق
يتم طرح شروط الاتفاق على هيئتي الاتحاد الأوروبي المخولتان بسن القوانين، البرلمان الأوروبي ومجلس الاتحاد الأوروبي، للموافقة عليها من خلال التصويت.
يجب على البرلمان الأوروبي، الذي يضم أكثر من 700 عضوًا منتخبًا من مختلف أنحاء أوروبا، الموافقة على الاتفاق بأغلبية الأصوات، ومن غير الواضح ما إذا كان سيُسمح للأعضاء البريطانين بالتصويت.
أما بالنسبة لمجلس الاتحاد الأوروبي، فيتكون من ممثلين من كل بلد، ولا يوجد قائمة موحدة للممثلين الحاضرين من كل دولة، حيث يحضر الوزراء من كل بلد اجتماعات المجلس على أساس المجال السياسي الذي تتم مناقشته، ولكن بجميع الأحوال، فإن المجلس يجب أن يوافق على شروط الاتفاقية بالأغلبية المطلقة، وفي هذه الحالة، فإن ذلك يعني 20 من أصل 27 عضوًا، باستثناء بريطانيا.
لا تحدد المادة 50 بطبيعة الحال الكيفية التي يجب اتباعها داخليًا ضمن البلاد التي ترغب بالانسحاب لتصديق الاتفاق، ولكن النشرة التي أصدرها مجلس العموم البريطانية تشير إلى أن الحكومة البريطانية ستطرح الاتفاق على البرلمان البريطاني قبل أن يتم التصديق عليه.
– شروط ختامية
يجب إتمام كافة هذه الخطوات خلال مهلة زمنية أقصاها عامين، تبدأ بمجرد إخطار المجلس الأوروبي، ويمكن تمديد هذه المهلة بإجماع المجلس الأوروبي، وفي حال انتهاء المهلة دون الانتهاء من الخطوات، ستفقد بريطانيا حقوق والتزامات العضوية، بما في ذلك حرية التجارة وحرية حركة الأشخاص ضمن الاتحاد.
خروج بريطانيا وتأثير الدومينو العالمي
توالت ردود الأفعال السياسية والاقتصادية من الدول بعد أن استفاق العالم على قرار بريطانيا بمغادرة الاتحاد الأوروبي في استفتائها التاريخي، وإليكم هنا بعضًا من ردود الأفعال الدولية:
- اسكتلندا
تشير الاحصائيات بأن 62% من الشعب الاسكتلندي صوّت لصالح البقاء ضمن الاتحاد الأوروبي، وهذه النتائج ترجح احتمالية طرح قضية انفصال اسكتلندا عن المملكة المتحدة للاستفتاء الشعبي مرة أخرى.
- رئيس الاتحاد الأوروبي
يقول دونالد توسك، رئيس الاتحاد الأوروبي، بأن الكتلة ستجتمع دون بريطانيا في قمة الأسبوع المقبل لتقييم مستقبلها، مشيرًا إلى أن المجموعة مصممة للحفاظ على وحدتها بدولها الـ27 بدون أي انشقاقات أخرى، وموضحًا بأن “ما لا يقتلك، يجعلك أقوى”.
- ألمانيا
عبّرت المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، عن أسفها لقرار بريطانيا بمغادرة الاتحاد الأوروبي، واصفة القرار بأنه “ضربة” لأوروبا، حيث جاء في بيان لها: “أخذنا علمًا بقرار الشعب البريطاني بكل أسف، ما من شك في أن ذلك يشكل ضربة لأوروبا، وعملية التوحيد الأوروبية”.
ولكنها حذرت في الوقت ذاته الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي من استخلاص استنتاجات متسرعة حول قرار بريطانيا للانسحاب من الكتلة، لأن ذلك يخاطر بالإمعان بتقسيم أوروبا.
في ذات السياق، وصفت وزارة الخارجية الألمانية في تغريدة لها على تويتر يوم خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي بـ”اليوم الحزين لأوروبا”، مضيفة بأن الأنباء الواردة من بريطانيا صادمة للغاية.
FM #Steinmeier: The early morning news from #GreatBritain are truly sobering. It looks like a sad day for #Europe+the #UnitedKingdom. #UK ??
— GermanForeignOffice (@GermanyDiplo) June 24, 2016
من جهة أخرى، حذّر مانفريد ويبر، أحد كبار النواب المحافظين الألمان والشخصية المقربة من ميركل، من أن بريطانيا سوف “لن تتلقى معاملة خاصة” ويجب أن تغادر الاتحاد الأوروبي في غضون عامين.
Exit negotiations should be concluded within 2 years at max. There cannot be any special treatment. Leave means leave. #Brexit 4/4
— Manfred Weber (@ManfredWeber) June 24, 2016
- فرنسا
قال الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند بأنه يأسف بشدة للقرار البريطاني، وأكّد بأنه يتوجب على الاتحاد إجراء تغييرات بغية المضي قدمًا؛ ففي تصريح تلفزيوني مقتضب، قال هولاند بأن التصويت وضع أوروبا على المحك، ودعا إلى تعزيز السياسات الصناعية والأمن، وتعزيز منطقة اليورو.
“للمضي قدمًا، لا يمكن لأوروبا أن تتصرف كما كانت تفعل من ذي قبل”، قال أولاند.
من جهة أخرى، دعا حزب الجبهة الوطنية اليميني المتطرف لإجراء استفتاء بشأن عضوية فرنسا بالاتحاد الأوروبي، حيث أشادت زعيمة الحزب مارين لوبان بالقرار البريطاني، واصفة إياه بـ”بانتصار الحرية”.
Victoire de la liberté ! Comme je le demande depuis des années, il faut maintenant le même référendum en France et dans les pays de l'UE MLP
— Marine Le Pen (@MLP_officiel) June 24, 2016
- إيطاليا
قال باولو جينتيلوني، وزير الخارجية الإيطالي، بأن بريطانيا ستبقى حليفًا على الرغم من نتيجة التصويت، حيث جاء في تصريحه: “كما يعلم الجميع، كانت إيطاليا تفضّل نتيجة مختلفة، لكننا نحترم القرار”، وأضاف: “لكن المغادرة تعني المغادرة، وبريطانيا العظمى ستبقى بالتأكيد صديقتنا وحليفنا في حلف شمال الأطلسي، ولكن قرار المغادرة قد اتُخذ، ويجب على بريطانيا اتباعه”.
وفي الوقت عينه، أكّد ماتيو رينزي، رئيس الوزراء الإيطالي التزام إيطاليا بالاتحاد الأوروبي قائلًا: “أوروبا هي وطننا، إنها مستقبلنا”، ولكنه اعترف بأن الكتلة بحاجة إلى تغيير “لجعلها أكثر إنسانية وأكثر عدلًا”.
من جهة أخرى، قال ماريو كالابريسي، رئيس تحرير صحيفة لا ريبوبليكا: “لطالما أبقت بريطانيا إحدى أقدامها خارج أوروبا؛ أوروبا ستصبح الآن أصغر حجمًا وأكثر هشاشة”.
La Gran Bretagna se ne va, era sempre stata con un piede fuori, ma adesso l'Europa è più piccola, fragile e viaggia coi fari spenti #Brexit
— mario calabresi (@mariocalabresi) June 24, 2016
كما وجدت صحيفة لا ستامبا بأن الخطر محدق الآن لانتقال العدوى إلى باقي أوروبا، خاصة مع انتشار الشعور المعارض للاتحاد الأوروبي في كافة أنحاء القارة، حيث وجد استطلاع حديث للرأي بأن 48% من الإيطاليين يرغبون بمغادرة الاتحاد الأوروبي إذا ما أتيحت لهم الفرصة للتصويت في استفتاء خاص بهم، وفي هذا السياق، رحّب ماتيو سالفاني، رئيس حزب رابطة الشمال المناهض للهجرة، بنتيجة الاستفتاء البريطاني ودعا إلى إجراء استفتاء خاص بإيطاليا.
- السويد
توقع كارل بيلدت، رئيس الوزراء السويدي السابق، حدوث فوضى “تفوق التصور” بعد النتيجة، مشيرًا إلى أن دولار زيمبابوي بدأ ينافس الاسترليني.
ومن جهة أخرى، وصفت آني لوف، زعيمة حزب الوسط السويدي، التصويت بأنه “يوم حداد، وكابوس”.
أما جوناس سجوستديت، زعيم حزب اليسار الذي يعارض الاتحاد الأوروبي، فقال بأن هذه النتائج يجب أن تلقى آذانا صاغية للاعتراف بفشل الاتحاد الأوروبي، والرجوع عن سياسية الانزواء في” برج ورقي” وافتراض أحقية الاتحاد، وبشكل مماثل، قامت بولا بيلر، من حزب الديمقراطيين المناهض للهجرة، بتهنئة المملكة المتحدة وأطلقت وسم “خروج السويد هو التالي” #SWexitisfollow
Congratulations!
And thank you! #Brexit #IndependenceDay #SwexitWillFollow https://t.co/e0AfymFpT0
— Paula Bieler (@PaulaBieler) June 24, 2016
- هولندا
دعا خيرت فيلدرز، زعيم الحزب اليميني المناهض للهجرة، لإجراء استفتاء على عضوية هولندا في الاتحاد الأوروبي بعد نتيجة بريطانيا قائلًا: “نريد أن نكون مسؤولين عن بلدنا، أموالنا، حدودنا، وسياسة الهجرة الخاصة بنا”.
ولكن رئيس الوزراء الهولندي، مارك روت، قلل من شأن هذه الدعوات قائلًا: “لا أعتقد بأن الهولنديين مهتمون حاليًا بإجراء استفتاء على ذلك”.
- الولايات المتحدة
ما زالت الولايات المتحدة تتخذ رد فعل حذر تجاه النتيجة، حيث اكتفى مسؤول في البيت الابيض بالقول بأنه يجري إطلاع الرئيس باراك على آخر التطورات، كما أوضح بأنه من المتوقع بأن يتحدث أوباما مع كاميرون “على مدار اليوم التالي”.
ومن الجدير بالذكر، بأن أوباما كان قد شجع بريطانيا على البقاء في الاتحاد الأوروبي، لكنه أوضح بأن القرار النهائي هو للناخبين البريطانيين.
- روسيا
أشار الكرملين بأنه يأمل في تحسّن “التفاهم” في مرحلة ما بعد الخروج من الاتحاد الأوروبي مع بريطانيا، ولكنه قلل من شأن الآراء التي تقول بأن نتيجة استفتاء يوم أمس ستنعكس إيجابًا على السياسة الخارجية الروسية.
“نأمل أنه وفي الواقع الجديد سيسود فهم لضرورة بناء علاقات جيدة مع بلدنا”، قال دميتري بيسكوف، السكرتير الصحفي لفلاديمير بوتين في أول تعليق علني للكرملين على التصويت، لكنه أوضح بأن خروج بريطانيا قد لا يؤثر على المواجهة بين الاتحاد الأوروبي وروسيا حول أوكرانيا وشبه جزيرة القرم، حيث جاء في البيان: “سواء أكانت بريطانيا في الاتحاد الأوروبي أم لا، هناك وجهات نظر مختلفة جدًا في أوروبا فيما يتعلق بسياسة العقوبات وفعاليتها”.
الجدير بالذكر بأن تصريحات بيسكوف الحذرة تتناقض بشكل صارخ مع الغبطة المقنعة بين صقور السياسيين في موسكو، الذين توقعوا أن يضع خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي نهاية للنفوذ “الأنجلوسكسوني”، أي الأمريكي، ضمن أوروبا.
- إيرلندا
تصويت بريطانيا لمغادرة الاتحاد الأوروبي له انعكاسات كبيرة وخطيرة جدًا على إيرلندا، حيث تخطط الحكومة الإيرلندية عقد اجتماع طارئ لمجلس الوزراء يوم الجمعة، وذلك لأن بريطانيا هي أكبر شريك تجاري لإيرلندا وأي خسارة للوصول إلى سوق المملكة المتحدة من شأنه أن يكون مدمرًا لاقتصاد البلاد.
- الدنمارك
“يجب علينا أن نحترم الخيار الذي اتخذه غالبية الشعب البريطاني، ولكن في ذات الوقت، لن أخفي حقيقة أنني أعتقد بأنها نتيجة حزينة جدًا لأوروبا والدنمارك”، قال لارس لوكي راسموسن، رئيس الوزراء الدنماركي، وتابع: “الأمر الآن متروك للحكومة البريطانية لتحديد الخطوات المقبلة للبلاد، آمل أن بريطانيا لا تزال تريد الحفاظ على علاقات وثيقة مع الاتحاد الأوروبي”.
- بولندا
وصف وزير الخارجية البولندي التصويت البريطاني بأنه “نبأ سيء بالنسبة لأوروبا وبولندا”، موضحًا بأن مغادرة بريطانيا للاتحاد الأوروبي ستسفر عن مشاكل جمة لمئات آلاف البولنديين الذين يعملون في المملكة المتحدة.
من جهته، قال أندريه دودا، الرئيس البولندي، بأن بولندا ترغب بالحفاظ على علاقات وثيقة مع المملكة المتحدة قدر الإمكان، مشيرًا إلى أن بريطانيا دولة أوروبية كبيرة، وحليف تاريخي لبولندا، ومؤكدًا بأن نتيجة الاستفتاء لن تغير ذلك.
- النرويج
صرّحت رئيسة الوزراء النرويجية إرنا سولبرغ، بأن “الناخبين البريطانيين قد قالوا كلمتهم”، ولكنها حذّرت من أن القرار قد يعطي “دفعة للقوى المتطرفة التي تريد تخفيض التعاون ضمن أوروبا”.
- أستراليا
طمأن رئيس الوزراء الأسترالي، مالكولم تيرنبول، مواطنيه مشيرًا إلى أنه لا داعي للذعر بشأن قرار خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي مع تراجع حصتها في السوق المحلية.
أوضح تيرنبول بأن علاقة أستراليا مع بريطانيا ستبقى وثيقة للغاية، موضحًا بأنه “لا يوجد سبب للاستراليين للقلق من هذه التطورات”.
- اليابان
قال شينزو آبي، رئيس الوزراء الياباني، بأن الأسواق المالية يجب أن تستقر في أعقاب تصويت بريطانيا لمغادرة الاتحاد الأوروبي، وذلك في ظل ارتفاع الين مقابل العملات الأخرى وهبوط الأسهم اليابانية.
“يجب أن نرد بحزم”، قال رئيس الوزراء في كلمة ألقاها في شمال اليابان يوم الجمعة، وتابع: “إن سوق الصرف الأجنبي والأسواق المالية الأخرى بحاجة لأن تستقر”.
فضلًا عن ذلك، تنامت المخاوف في طوكيو من أن رحيل بريطانيا من الاتحاد الأوروبي سوف يؤثر على المفاوضات حول اتفاقية التجارة الحرة بين أوروبا واليابان، حيث نقلت وكالة أنباء كيودو عن موتو هاياشي، وزير التجارة والصناعة، اعترافه بأن استكمال الصفقة قبل نهاية السنة “ستصبح عملية صعبة للغاية”.
- كوريا الجنوبية
أعلنت كوريا الجنوبية بأنها مستعدة لبحث اتفاق تجارة حرة ثنائية مع المملكة المتحدة، حيث قال يون بيونغ سا، وزير خارجية كوريا الجنوبية، أمام البرلمان صباح اليوم الجمعة، بأن وزارته ستبحث “مختلف الإجراءات”، بما في ذلك اتفاقية تجارة حرة ممكنة مع لندن، كما نقلت وكالة أنباء يونهاب.
- إسرائيل
لا تزال الحكومة الإسرائيلية تحاول أن تفهم تأثير نتيجة الاستفتاء على الدولة اليهودية، حيث هلل البعض لهذه النتيجة لاعتقادهم بأنها ستضعف الاتحاد الأوروبي وتخفف الضغط الأوروبي على إسرائيل لاحتلالها الضفة الغربية.
ولكن داخل الحكومة هناك حزن واضح تجاه استقالة ديفيد كاميرون، الذي كان يُنظر إليه كرئيس وزراء موالٍ بقوة لدولة الاحتلال.
“استقالة كاميرون أمر محزن ومؤسف، ولكنها تثبت كم هو قائد مسؤول ومحترم” قال جلعاد أردان، وزير أمن إسرائيل، وتابع: “طوال السنوات التي قضاها كرئيس للوزراء، طوّر كاميرون علاقات صداقة عميقة مع إسرائيل”.
- تركيا
حاولت تركيا استرداد ماء وجهها من الإهانة السابقة التي تلقتها من ديفيد كاميرون من خلال وصف نتيجة استفتاء بريطانيا بالمدمرة، حيث أشار تصريح منسوب للحكومة التركية، التي جوبهت مساعيها بالدخول إلى الاتحاد الأوروبي بالرفض حتى الآن، بأن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي هو بداية لتفكك التكتل.