حالة من الترقب الحذر تسود لواء ذيبان بعد تدخلات واجتماعات للعمل على حل نزع فتيل الأزمة في اللواء، وسط تخوفات لدى المحتجين من إقدام الحكومة على نقض بنود الاتفاق الذي نص على الإفراج عن جميع المعتقلين ووقف ملاحقة المطلوبين.
وكان رئيس الوزراء هاني الملقي التقى صباح الجمعة الدكتور فايز الهروط والشيخ خالد بن طريف، والنائبين السابقين علي السنيد وعبد الحافظ الشخانبة للتباحث في كيفية إنهاء الأزمة وإعادة الهدوء إلى لواء ذيبان.
لم يكن اجتماع وجهاء مأدبا مع الملقي هو الوحيد، بل تعددت الاجتماعات وتسارعت، فكان اجتماع مدير مخابرات مأدبا ومدير شرطتها ومحافظها مع عدد من ممثلي المحتجين برئاسة النائب السابق نصر ضامن الحمايدة ، وعضوية خليل الهواوشة والمحامي علي بريزات في مبنى محافظة مأدبا.
تم من خلاله الاتفاق على الإفراج عن جميع المعتقلين، وكف يد الأجهزة الأمنية عن الملاحقين، إضافة إلى تلبية مطالب المحتجين بتوفير فرص عمل، وذلك وفق بيان صدر عن “شباب ذيبان” الجمعة.
التمسك بالإفراج عن كافة المعتقلين
وفي وقت لاحق من مساء اليوم الجمعة، قال محافظ مادبا د.محمد السميران أن الأجهزة الأمنية قامت باﻻفراج عن 16 موقوفا من شباب ذيبان، فيما يقول ناشطون أن هناك عدداً آخر من المحتجين لم يتم الافراج عنهم حتى اللحظة. فيما يستكمل ناشطون اعتصامهم السلمي على دوار ذيبان، للمطالبة بالإفراج عن باقي المعتقلين وتحقيق مطالب المحتجين وسحب القوات الامنية من المدينة.
إلى ذلك، لم يبد نضال الطوالبة وهو أحد المحتجين والمتعطلين عن العمل أي تفاؤل تجاه ما تم من اتفاق في مبنى محافظة مأدبا أو حتى في مبنى رئاسة الوزراء.
وبين الطوالبة في حديث سابق لشبكة ”أردن الإخبارية”: “بداية ليكن من المعلوم أن كل من اجتمع مع رئيس الحكومة صباح الجمعة بشأن قضيتنا لم يتصل بنا ولم ينسق معنا، لذلك نحن لا نعترف بهم ولا بما طرحوه من أفكار وحلول حول قضيتنا، حيث لم نفوضهم ولم نكلفهم بالحديث نيابة عنا”.
وحول إن كان هناك مؤشرات تشير إلى إمكانية نجاح الاتفاق الذي تم في مبنى محافظة مأدبا، قال الطوالبة إن “قوات الدرك ما زالت موجودة على دوار الحرية وبكثافة ولم تنسحب كما تم الاتفاق عليه”.
هل يعود المحتجون إلى الشارع مرة أخرى؟
وفي حال لم تف الحكومة بوعدها في تنفيذ جميع بنود الاتفاق دون استثناء، أفاد الطوالبة إلى أن “المحتجين سيعودون إلى الشارع الليلة ليواصلوا احتجاجهم السلمي حتى تتحقق كل مطالبهم المشروعة التي ينادون بها منذ نحو شهرين”.
وأعرب الطوالبة عن تخوفه من “قيام الحكومة بشراء الوقت لامتصاص غضب المحتجين والعمل إنهاء القضية على طريقتها ومن ثم نقض بنود الاتفاق والضرب بها عرض الحائط”، على حد تعبيره.
في السياق، ألقت الأجهزة الأمنية الجمعة القبض على شخصين متهمين بإحراق منزل والد المدير العام لقوات الدرك اللواء الركن حسين حواتمة الذي يسكنه شقيقه المحامي حسن حواتمة، وفق مصدر أمني.
وقال المصدر إن “الشخصين الموقوفين كان بحوزتهما زجاجات مولوتوف، وقد اعترفا بإضرام النار بالمنزل الذي يقطنه شقيق اللواء الحواتمة فجر يوم الخميس الماضي”، مؤكدا على أنه سيتم تحويلهما إلى الجهات المختصة لاتخاذ الإجراءات القانونية بحقهما.
وكان لواء ذيبان شهد احتجاجات واشتباكات واسعة مع قوات الدرك إثر قيام الأجهزة الأمنية بهدم خيمة اعتصام المتعطلين عن العمل، الأمر الذي أسفر عن وقوع إصابات بين المحتجين وقوات الدرك واعتقال 19 شخصا.
المصدر: شبكة أردن الإخبارية