في دراسة لوكالة DW حول الطاقة الخضراء في ألمانيا، أشارت أستاذة اقتصاد الطاقة المستدامة، كلاوديا كيمفيرت، إلى أن الشركات القديمة المنتجة للكهرباء، بواسطة الفحم والطاقة النووية، تحاول التأثير على الرأي العام في ألمانيا ودفعه باتجاه قبول فكرة “الحد من تغيير مصادر الطاقة”، وذلك من خلال خلق عدد من الأساطير كالزعم بأن الطاقة الخضراء تؤدي إلى رفع الأسعار وأشياء أخرى ليس لها أي أساس علمي.
وتبلغ المبيعات السنوية لشركات الطاقة الكبرى حالياً في ألمانيا أكثر من 200 مليار يورو، وبسبب المنافسة الشديدة من قِبَل محطات طاقة الرياح والطاقة الشمسية والطاقة المتولدة من الكتل الحيوية، والتي يمتلكها بشكل رئيسي المواطنون والمزارعون وصغار المستثمرين، باتت محطات توليد الطاقة التقليدية تتراجعا أمام توسع الاستثمار في الطاقات المتجددة، وهو ما سيدفع هذه الشركات لإغلاق محطات الطاقة الأحفورية والنووية مستقبلا.
وتستغل شركات الطاقة الكبرى حجمها الاقتصادي الضخم ونفوذها السياسي للضغط على صناع القرار ومنعهم من دعم الطاقة المتجددة ودفعهم إلى كبح جماحها، ففي مفاوضات الائتلاف الحكومي الألماني اتفق الحزب الاشتراكي واتحاد الحزبين المسيحيين في ألمانيا على الحد من الزخم المتسارع في التحول إلى الطاقات المتجددة، وهو ما أثار انتقادات شديدة في أوساط الأحزاب المعارضة واتحادات حماية البيئة.
ويذكر أنه يتم، حالياً، توليد حوالي 25 في المائة من الكهرباء في ألمانيا من مصادر الطاقة المتجددة، ومن المرجح ارتفاع هذه النسبة إلى أكثر من 45 في المائة عام 2020، وذلك نظرا للتوسع السريع في الاستفادة من مصادر الطاقات النظيفة، فضلا عن دخول شركات السيارات والقطارات في هذا الصراع، ففي أوروبا تم تعليق خطط مشاريع الفحم والغاز المستقبلية إلى أجل غير مسمى وتم توقيف الاستثمار في التقنيات التقليدية في الوقت الراهن”.