التقى قائدا جهاز المخابرات التركية والإسرائيلية قبل نحو 10 أيام من الإعلان المرتقب للتسوية التركية – الإسرائيلية في 26 يونيو لمناقشة تفاصيل الصفقة، وذلك وفقًا لما نقلته صحيفة حريات التركية عن هآرتس الإسرائيلية.
ذكرت الصحيفة بأنه من المتوقع الإعلان عن تطبيع العلاقات بين البلدين اليوم في 26 يونيو، بعد أن وصل رئيس الموساد الإسرائيلي، يوسي كوهين، إلى تركيا في زيارة سرية قبل نحو 10 أيام للتفاهم مع رئيس الاستخبارات الوطنية التركية، هاكان فيدان، حول نقاط الاتفاق الرئيسية، سيّما ما يتعلق منها بأنشطة حماس.
“بموجب الاتفاق لن تعمل تركيا على تمكين حماس من تنفيذ أو تخطيط أو توجيه أي نشاط عسكري ضد إسرائيل، ومع ذلك، قد تستمر مكاتب حماس بالعمل ضمن الداخل التركي لغرض النشاط الدبلوماسي”، جاء في تقرير هآرتس.
تأتي هذه المعلومات التي كشفت عنها الصحيفة بعد لقاء الرئيس التركي رجب طيب أرودغان في 24 يونيو مع زعيم حركة حماس الفلسطينية خالد مشعل في إسطنبول، حيث ناقش الجانبان سبل حل الخلافات بين الفلسطينيين فضلًا عن سبل تقديم المساعدة الإنسانية التركية، وفقًا لما ذكرته وكالة الأناضول التابعة للحكومة التركية.
الجدير بالذكر هنا، بأنه تم تعليق العلاقات التركية-الإسرائيلية في عام 2010 بعد أن اقتحمت القوات الخاصة الإسرائيلية سفينة مافي مرمرة، وهي جزء من “أسطول الحرية لغزة” المتجه إلى القطاع في محاولة لكسر الحصار الإسرائيلي على الفلسطينيين في غزة، ونتيجة لهذا الهجوم قُتل ثمانية مواطنين أتراك ومواطن أميركي واحد من أصل تركي، وتوفي العاشر متأثرًا بجراحه بعد ثلاث سنوات.
ذكرت صحيفة هآرتس بأن وكيل وزارة الخارجية التركية، فريدون سينيرليوغلو، ومبعوث رئيس الوزراء الإسرائيلي، يوسف تشيخانوفير، واللذان يرأسان وفدا البلدين، سيجتمعان في روما في 26 يونيو لمراجعة مسودة مشروع الاتفاق النهائي لآخر مرة.
وفي هذا السياق، نقلت هآرتس عن مسؤول إسرائيلي كبير قوله: “لا يمكننا الجزم بالتوصل إلى أي اتفاق حتى تخرج المسودة النهائية إلى العلن”.
نتنياهو في روما لإجراء محادثات مع كيري
وفي الوقت عينه، من المقرر أن يحضر رئيس الوزارء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى روما اليوم، 26 يونيو، للقاء وزير الخارجية الأميركي جون كيري، حيث يشير تقرير هآرتس بأن نتنياهو يعتزم عقد مؤتمر صحفي مساء اليوم، في حال تم وضع اللمسات الأخيرة على الاتفاق مع تركيا، ليعلن عن الاتفاق، وأوضحت بأنه وعقب المؤتمر الصحفي قد يعمد رئيس وزراء كيان الاحتلال للقاء كيري لتناول العشاء ومناقشة القضية الإسرائيلية- الفلسطينية بشكل أساسي.
كما ذكرت صحيفة هآرتس بأنه حتى لو أعلن الجانبين التوصل للاتفاق في 26 يونيو، فإن التوقيع الرسمي على الاتفاقية سيتأخر نحو أسبوع أو أسبوعين.
الجدير بالذكر هنا بأن تركيا اشترطت ثلاثة شروط من إسرائيل لتطبيع العلاقات المتوترة، أولها، المطالبة بتقديم اعتذار رسمي عن حادثة مافي مرمرة، وهو الطلب الذي تم الوفاء به عام 2013 عندما عبّر نتنياهو عن “أسفه” بشأن الخسائر في الأرواح.
أما الطلب الثاني فيتمثل بدفع إسرائيل لتعويضات لأسر ضحايا السفينة، حيث أشارت هآرتس في هذا السياق بأن الاتفاقية تنص على وجوب إيداع إسرائيل لمبلغ يقدر بـ20 مليون دولار في صندوق إنساني كتعويض لعائلات الأتراك الذين قتلوا وجرحوا خلال الهجوم على مافي مرمرة.
وأخيرًا، يتمثل الطلب التركي الثالث برفع الحصار الإسرائيلي على قطاع غزة، حيث يشير تقرير الصحيفة الإسرائيلية إلى أنه، وكجزء من الاتفاقية، ستقوم إسرائيل بتمكين تركيا من إقامة مشاريع البنية التحتية في قطاع غزة، بما في ذلك بناء مستشفى، محطة كهرباء، ومحطة لتحلية المياه، حيث سيتم تمرير جميع المواد اللازمة لهذه المشاريع عبر ميناء أشدود الإسرائيلي.
يجدر بالذكر أخيرًا بأنه وفي حال تم الإعلان عن الصفقة اليوم فمن المتوقع أن يتم عرض الاتفاق على مجلس الوزراء الأمني الإسرائيلي، حيث يُتوقع أن تتم الموافقة عليه.