ما حققه عادل من بقاء على القمة الرقمية 40 عامًا كان وسيظل حالة استثنائية غير مسبوقة عربيًا ولا عالميًا، نعم لا يزال في العالم نجوم تجاوزوا السبعين يواصلون البقاء في الدائرة مثل أميتاب باتشان في الهند أو جيراد ديبارديو فرنسا أو جاك نيكلسون وألباتشينو وتوم هانكس وغيرهم بهوليوود، إلا أنه ولا واحد من كل هؤلاء يقف على القمة الرقمية، عادل إمام احتفظ بالمقدمة الرقمية عندما انتقل من السينما للتليفزيون، فلقد وصل إلى رقم 35 مليون جنيه وهو الرقم الذي لم يصل إليه أي فنان في مصر.
لا شك أن عادل إمام يتمتع بمكانة خاصة عند المشاهد العربي منذ زمن، ولا شك أنه يعلم جيدًا أن المشاهد العربي ينتظر عمله السينمائي أو التلفزيوني في كل عام، مهما كبر بعادل إمام العمر، إلا أنه مازال لديه القدرة على الأداء بنفس الجودة ونفس الطريقة التي يتوقعها منه المشاهد، وهو دومًا ما يُحطم التوقعات، وحتى إن لم يفعل، فهو يقدم للمشاهد من كل عام أداءً يُرضيه ويمتعه.
عادل إمام وتهمة ازدراء الأديان
لا يعد موسم رمضان الحالي هو المرة الأولى التي يُهَاجم فيه الفنان عادل إمام بتهمة ازدراء الأديان، فقد لاحقته تلك التهمة من قبل وكادت أن تودي به في السجن بحُكم القانون المصري الذي يعتبر ازدراء الأديان شيئًا يُعاقب عليه القانون، وهي التهمة المقررة عقوبتها قانونًا بنص المادة 98 من قانون العقوبات، والتى تنص على “يعاقب بالحبس مدة لا تقل عن ستة أشهر ولا تجاوز خمس سنوات أو بغرامة لا تقل عن خمسمائة جنيه ولا تجاوز ألف جنيه كل من استعمل الدين فى الترويج أو التحبيذ بالقول والكتابة أو بأية وسيلة أخرى لأفكار متطرفة بقصد إثارة الفتنة أو تحقير أو ازدراء الأديان السماوية أو الطوائف المنتمية إليها أو الأضرار بالوحدة الوطنية أو السلام الاجتماعى”.
في عام 2012 أصدرت محكمة جنح مستأنف الهرم حكمها ببراءة الفنان عادل إمام من تهمة ازدراء الدين الإسلامى، بعدما تبين للمحكمة عدم صحة ادعاء مقدم البلاغ بأن المشاهد الفنية للفنان عادل إمام تحمل فى طياتها إساءة للدين الإسلامى وخاصة أفلام “الإرهابى” و”مرجان أحمد مرجان” و”الزعيم” و”حسن ومرقص”، وأن المتهم لم يرتكب أى تهمة تشير إلى ازدرائه للدين الإسلامى أو أي أديان سماوية أخرى، وإنما القصد من تلك الأعمال الفنية هو إظهار بعض الأنماط السلوكية الخاطئة لبعض الفئات فى المجتمع.
إلا أنه يأتي عام 2016 حاملًا نفس التهمة من جديد للفنان عادل إمام، ولكن ليس من قِبل الدولة أو القانون هذه المرة، بل من أوساط مواقع التواصل الاجتماعي، التي شنّت حملات موسعة من الاعتراض على مسلسل “مأمون وشركاه”، وهو مسلسل عادل إمام الجديد، الذي أدرج فيه عائلة من كل ديانة ليعيشوا سويًا، اتهم العديد من نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي الفنان عادل إمام بسخافة المحتوى ومحاولة افتعال الكوميديا عن طريق حقائق مغلوطة عن الأديان الثلاثة التي يتعامل معها في المسلسل، على الرغم من نفي عادل إمام لتلك التهم مصرحًا بأن المسلسل يدعو للسماحة بين الأديان وسيؤكد على ذلك الحلقات المتبقية من المسلسل.
اتهم كل من المسلمين والمسيحين عادل إمام بتصوير كلا الدينين بحقائق مغلوطة، فصوّر المسلسل الشخصية السلفية بمشهد الشخصية الإرهابية والذي يناقض تصويره للشخصية المسيحية واليهودية بأنهم أشخاص طيبو القلب، تم تصوير الشخصية السلفية بالشخصية المتحكمة والمسيطرة في كل من حولها بداية من أسرته إلى كل شخص حوّله، حيث أثارت شخصية زوج ابنه عادل إمام السلفي جدلًا على مواقع التواصل الاجتماعي، وعلّق على ذلك الفنان عمر خورشيد قائلًا على صفحته على الفيسبوك: “ما فعله المتأسلمون بالمظهر هو ما أساء إليه، تبقى السنة الحسنة وليتعفن المتأسلمو، ويجب على الإعلام تحسين الصورة لا المشاركة في تشويهها، كما يفعل الجهلاء من الغرب”.
وهنا بعضًا من تعليقات نشطاء الفيس بوك على شخصية “المعتز بالله” السلفي في المسلسل:
أما بالنسبة للجانب المسيحي، فلم يرض عن تصوير الدين المسيحي في المسلسل بهذا الشكل، حيث صوّر المسلسل الدين المسيحي بطبيعة الحياة الغربية المنفتحة، وهو ما لا يمت للدين المسيحي بصلة واعترض بعض نشطاء الفيسبوك على ذلك، مشيرين أنه لا دخل للثقافة الغربية بالدين المسيحي، صور المسلسل إباحة الخمور والزنا بالنسبة للمسيحين في المسلسل، كما صور المسيحين بأنهم عباد لآلهة ثلاث وهو ما اعترض عليه المسيحيون بشدة، ورفضوا تصوير دينهم بتلك الطريقة المستخفة للعقول والمستهزئة بالمُشاهد.
ينفي عادل إمام الاتهامات السابقة، ففي حديثه عن المسلسل في العديد من البرامج التلفزيونية أكد أن هدف المسلسل هو الدعوة للتسامح بين الأديان السماوية الثلاثة، وليس التحقير من دين أو تفضيل دين على آخر، كما أنه لا يفهم الاتهامات بالعنصرية لأحزاب دينية بعينها، فالمسلسل هدفه كوميدي بالنهاية، ولا يهدف لإثارة حنق الجماهير باختلاف طبقاتهم.