تقترب من طفلك وأنت في غاية السعادة كي تحتضنه، لكنه ينظر إليك بعمق دون أن يبتهج بالأمر، كأن أحدًا يكلمه بلغة غريبة لا يفهمها، هذه للأسف إحدى أكبر مشاكل الطفل المتوحد، الذي قد يكون لديه مشكلة في قراءة المشاعر في وجوه الناس المحيطين به، لا يعرف ما إن كان هذا غضب أم حزن أم سعادة، لكن طالبًا في جامعة ستانفورد قام مع فريقه بتطوير نظارة جوجل لصنع “نظارة التوحد”.
ما هي نظارة جوجل للتوحد؟
جوليان براون الذي يبلغ عشر سنوات، هو أحد الأطفال الذين اختارتهم جامعة ستانفورد لتجربة نظارات جوجل المخصصة للتوحد والتي ما تزال في المرحلة التجريبية، مع 100 طفل آخر مصاب بالتوحد، ليروا ما إن كانت ستساعدهم في ترجمة تعبيرات الوجه أم لا، عن طريق خاصية التعرف على الوجوه الموجودة بها، والتي طورتها ستانفورد.
جوليان الصغير قال إن الآلة لا تقرأ الأفكار، لكنها تستطيع أن تقرأ المشاعر الموجودة على الوجه، وهو يرتديها كل يوم ثلاث فترات تبلغ كل منها عشرين دقيقة، تكون النظارات فيها صديقته في تعامله مع أفراد الأسرة ورفيقة الألعاب والوجبات، في الوقت الذي يعمل فيه البرنامج على الهاتف الذكي، ويقوم بتسجيل الفترات.
كيف تعمل النظارة صديقة الطفل؟
النظارة لها كاميرا أمامية، مع شاشة صغيرة موجودة أعلى العين اليمنى، وعندما تقوم الكاميرا برصد مشاعر معينة بواسطة خاصية التعرف على الوجوه، مثل السعادة أو الحزن، يرى جوليان على شاشة العرض أمامه كلمة “سعيد” أو “حزين”، أو بشكل أبسط، يرى وجهًا تعبيريًا كرتونيًا يبتسم أو يعبس، كما أن النظارة تختبر قدرة الطفل على قراءة تعابير الوجه.
كيف بدأت الفكرة؟
طالب جامعة ستانفورج الذي بدأ الفكرة استوحاها من ابن عمه الذي كان مصابًا بمرض التوحد، فابتكر تقنية لتعقب وجوه مجموعة واسعة من الناس ورصد المشاعر التي تظهر على وجوههم، ثم تعاونت معه شركة “جوجل” عندما وفرت لجامعة ستانفورد 35 نظارة جوجل، لكنها لم تشارك في المشروع، ومع أن الشركة أعلنت السنة الماضية توقفها عن إنتاج النظارات بعد أن فشلت في حصد الجمهور الكافي، إلا إنها وجدت طريقها للكثير من الباحثين الطبيين.
مشروع قراءة الوجوه لم يكن الوحيد، فقد كانت هناك تجربة بحثية أخرى تخص المتوحدين، تابعة لجامعة كامبريدج، وقد هدفت كذلك لمساعدة الأطفال المصابين بالتوحد على تطوير قدرتهم على قراءة الوجوه ومهاراتهم الاجتماعية، الشيء الذي دفع روبيرت رينج، الرئيس التنفيذي لمؤسسة Autism Speaks للقول أن “التكنولوجيا القابلة للارتداء هي المستقبل، إنها سوف تلعب دورًا محوريًا في فهمنا وإدارتنا وتشخيصنا للتوحد.”
هل سيأتي يوم يرتدي فيه كل الأطفال المتوحدين نظارات جوجل؟
مع أن الدراسة ما تزال في مراحلها الأولى، إلا إن الأطفال المشاركين ظهرت عليهم نتائج إيجابية في قدرات قراءة الوجوه، كما أن ردود فعل العائلات كانت مشجعة، وقد قالت والدة جوليان إن النظارات شجعت طفلها على النظر إلى الآخرين في وجوههم، ويتوقع أن تتاح هذه النظارة في غضون سنتين إذا كانت محصلة نتائج الدراسة جيدة.