أكدت صحيفة “حربيت” التركية المعارضة في تقرير منشور لها انعقاد ثلاثة لقاءات بين مسؤولين في المخابرات المصرية، ومسؤولين من حزب العمال الكردستاني، في العاصمة المصرية القاهرة، خلال الأشهر الأخيرة، وذلك بالاعتماد على تقارير استخباراتية تركية.
تشير هذه التقارير إلى أن اتصالات سرية بين الجانبين تمت بوساطة عراقية، حيث سافر وفد من حزب العمال الكردستاني إلى القاهرة عبر منحه تأشيرات لمصر من خلال السفارة المصرية في بغداد.
وتضيف هذه التقارير أنه كان في استقبال وفد الحزب المصنف كمجموعة إرهابية في تركيا وفدًا من قيادات المخابرات العامة المصرية، الذين طلبوا من حزب العمال الكردستاني مساعدتهم في جمع المعلومات عن قيادات جماعة الإخوان المسلمين المصريين المقيمين على الأراضي التركية، وفي المقابل تعهدت المخابرات المصرية بتقديم الدعم المالي والتسليح للحزب.
وبحسب الصحيفة التركية فإن اللقاء الأول تم في فبراير الماضي وتبعه اجتماع آخر في شهر أبريل شارك فيه 7 من قيادات حزب العمال الكردستاني، أورد التقرير أسمائهم، وهم مصطفى كاراسو عضو قيادة اتحاد المجتمعات الكردستانية (المظلة التي يعمل تحتها جميع التنظيمات التابعة للكردستاني)، وغولشان إكسان وسيد خان أياز، وهما المسؤولان عن العلاقات الخارجية في اتحاد المجتمعات الكردستانية، وكذلك وليد خليل وقيادي آخر باسم حركي هو آزاد، واثنان آخران قال معد التقرير أنه لم يستطع التعرف عليهما.
وفي النهاية يُشير التقرير إلى أن الطرفان اتفقا على أن تقوم عناصر حزب العمال الكردستاني بجمع معلومات للمخابرات المصرية عن أعضاء قيادات الإخوان المسلمين المتواجدين في تركيا، وكذلك القيام بعمليات ضدهم إن استدعى الأمر ذلك، بينما ستقدم مصر للكردستاني السلاح والأموال، ويضيف التقرير “يُعتقد أنه لم يحدث أي اتصال بين الطرفين بعد ذلك”.
جدير بالذكر أن العشرات من أعضاء جماعة الإخوان المسلمين المصرية سافروا إلى تركيا عقب الانقلاب العسكري في الثالث من يوليو عام 2013، واحتضنتهم الحكومة التركية بعد حملة اعتقالات عشوائية من النظام المصري الجديد التي حدثت بصفوف الجماعة، حيث يمارس التنظيم من الأراضي التركية الآن نشاطات سياسية معارضة للنظام في مصر، وهو ما قد يفسر رغبة المخابرات المصرية في جمع معلومات حول هذه الأنشطة.
كما يمكن قراءة هذا التحرك المصري تجاه حزب العمال الكردستاني “المصنف كمجموعة إرهابية في تركيا” في إطار رد فعل مصري على التوترات بين النظام المصري والقيادة التركية عقب الانقلاب العسكري في مصر الذي ترفض تركيا الاعتراف بمشروعيته حتى هذه اللحظة، رغم المحاولات الإعلامية لتجاوز هذه النقطة، إلا أنه لا يزال الطرفان في خلافات شديدة أدت لقطع العلاقات على خلفية الموقف التركي من الوضع في مصر.
كما يذكر أن مصر أعطت الضوء الأخضر، لحزب الاتحاد الديمقراطي (الذي تعتبره تركيا الجناح السوري للعمال الكردستاني)، ويسيطر على مساحات واسعة في شمال سوريا، بفتح مكتب له في القاهرة، وهو تطور يُوضح توجهات النظام المصري المعادية للطرف التركي في قضية حساسة كقضية الشمال السوري والموقف من إقامة دولة كردية على هذه الأراضي التي تسيطر عليها قوات الاتحاد الديمقراطي.
هذا وقد سبق للقاهرة استقبال وفدًا من حزب العمال الكردستاني في آواخر العام 2014 غداة قمة ثلاثية مصرية – يونانية – قبرصية غير مسبوقة في القاهرة بدت موجهة إلى أنقرة بالأساس، استقبلت مصر بعدها وفدًا من الحزب في زيارة استمرت بضعة أيام التقى خلالها مسؤولين وقيادات حزبية مصرية، ووصفت دوائر رسمية مصرية حينها الزيارة بأنها محاولة “لمنع تدهور علاقات الشعبين” المصري والتركي في ظل تصاعد الخصومة الرسمية.