مرتديا البدلة العسكرية على غير عادته، قال رئيس جنوب السودان، سيلفا كير، أن “الحكومة بسطت كامل سيطرتها، ظهر أمس الاثنين، بعد محاولة انقلاب فاشلة، تم القبض على بعض منفذيها”، متهما نائبه السابق، ريك مشار، بالوقوف وراء محاولة انقلاب “فاشلة”، معلناً عن فرض حالة الطوارئ في جوبا، وحظر التجوال بدءً من الساعة السادسة مساء حتى السادسة صباحا، دون أن يحدد أمداً لانتهاء الحظر والطوارئ.
وحسب ما نقلته وكالة الأناضول، فقد تواصلت الاشتباكات، التي اندلعت مساء يوم الأحد، بين وحدات مختلفة من الحرس الرئاسي في جوبا، حتى ظهر أمس الإثنين، حيث اعتقلت قوات الأمن أمس جير تشوانغ ألونغ، وزير الداخلية الوطني السابق في حكومة جنوب السودان، بتهمة التحريض على ارتكاب محاولة الانقلاب.
مع العلم بأن ألونغ، الذي ينحدر من مقاطعة “بيجي” في ولاية جونقلي، كان يشغل منصب وزير الداخلية قبل إعلان استقلال جنوب السودان، وعين في وقت لاحق وزيرا للطرق والجسور في الحكومة الجديدة التي تشكلت في يوليو/ تموز 2011، قبل أن ينضم مؤخرا إلى مجموعة ريك مشار، نائب رئيس جنوب السودان السابق، المعارضة لطريقة حكم الرئيس سلفاكير.
ومن جانبها أعلنت السفارة الأمريكية في جنوب السودان، اليوم الثلاثاء، عن “تعطل معظم شبكات الهاتف المحمول في أنحاء جوبا، واستمرار إغلاق المطار بالعاصمة حتى إشعار آخر”، مشيرة إلى استمرار إغلاق أبوابها وتعطيل الخدمات الروتينية التي تقدمها لرعاياها، داعية كافة إياهم إلى “أن يبقوا في منازلهم ويحافظوا على سلامتهم”.
وتشهد جنوب السودان مجموعة من التوترات السياسية منذ أن أقال سلفا كير نائبه ريك مشار في يوليو/تموز الماضي، كان أبرزها عقد مجموعة من الحركة الشعبية، الحزب الحاكم في جنوب السودان، بقيادة ريك مشار مؤتمرا صحفيا، في 6 ديسمبر/ كانون أول الجاري، اتهمت فيه رئيس الدولة بالفشل في إدارة الحزب والدولة، مطالبة إياه بإجراء إصلاحات سياسية داخل الحزب.
وخلال اجتماع مجلس التحرير القومي، أعلى هيئة سياسية للحزب، السبت الماضي، قال رئيس الجمهورية، التي انفصلت عن السودان عام 2011، أنه لن يسمح بأي تجاوزات داخل الحركة الشعبية، متهما المجموعة المعارضة له بأنها “تريد أن تعيد البلاد إلى الذكريات الأليمة”، في إشارة منه إلى انشقاق قاده نائبه ريك مشار عن الحركة الشعبية عام 1991 قبل أن يعود مجددا للحركة عام 2008، مما أثار حفيظة مشار ومجموعته ودفعهم للانسحاب من اجتماع مجلس التحرير، مبررين انسحابهم بما أسموه “غياب روح الحوار”.