بدأت تنتشر في السنوات الأخيرة الماضية ظاهرة العمل عن بُعد أو ما يطلق عليه “الفري لانسر” فكثير من الشركات المختلفة أصبحت تعتمد على هذا النوع من الأعمال لأسباب عديدة، فالأفراد العاملون بهذه الصيغة يعملون في المنزل أو في أي مكان في العالم عبر الإنترنت وبدون عقود طويلة الأمد، أما الأجر فيختلف عن شروط الدفع التقليدية كما في الراتب الشهري حيث يتم الاتفاق بين صاحب العمل والعامل على ثمن معين للعمل تكون وحدة القياس فيها إما الساعة أو الوحدة أو المشروع أو أجر يومي أو أجر على المشروع كاملاً عند انتهائه، ومن هنا تبرز أكثر العوائق والسلبيات لهذا النوع من الأعمال حيث يسلم العامل المشروع في الوقت المحدد ولكن صاحب العمل يماطل أحيانًا في دفع الأجر بعد تسليم المشروع.
ومن التخصصات المطلوبة في العمل عن بُعد، العاملين في مجال المقاولات والهندسة، والتصميم الجرافيكيس، والديكور الداخلي والإعلانات، والترجمة، وتحرير النصوص، وكتابة المقالات، والتسويق الشبكي، والتسويق الإلكتروني، والتسويق عبر الهاتف، وإدخال البيانات، وبعض أعمال السكرتارية، وحجز تذاكر الطيران، وبعض أعمال العلاقات العامة عبر الإنترنت، وتصميم وإدارة المواقع الإلكترونية، والدراسات والتحاليل التسوقية وبعض الأعمال المحاسبية.
مزايا العمل عن بُعد
– يتمتع العاملون عن بُعد بحرية اختيار الأعمال التي يودون القيام بها والأشخاص الذين سيعملون معهم.
– يتيح العمل عن بُعد للعاملين بناء سيرة ذاتية مميزة ناجمة عن تشكيلة الأعمال التي قاموا بها في أماكن ومواقع مختلفة وقد يسهم هذا التنوع في خلق وظيفة دائمة في المستقبل.
– يعد الإنترنت الأداة الوحيدة التي يحتاجها العامل عن بُعد بدون الالتزام بمكان محدد طالما أن الإنترنت متوفر.
عيوب العمل عن بُعد
– عدم ثبات العمل وبالتالي عدم ثبات الدخل، فأحيانًا لا يستطيع العامل عن بعد العثور على مشروع مناسب لفترة طويلة يغطي له تكاليف معيشته.
– فقدان مزايا التوظيف الدائم من التأمينات والمعاشات والإجازات المدفوعة والمكافآت الحوافز وغيرها.
– أحيانًا يضطر العاملون عن بعد للعمل أوقاتًا زائدةً لتنفيذ المشروع في الوقت المحدد دون الحصول على مقابل عن هذه الساعات الزائدة.
– افتقاد العمل عن بُعد للكثير من التشريعات التنظيمية والقانونية لتحديد الأجور والعلاقات والارتباطات بين العامل وصاحب العمل.
– الانفراد في البيت للعمل وعدم الاختلاط مع الناس قد يؤدي لعزلة اجتماعية، خاصة في الوظائف الروتينية.
أفضل الأماكن للعمل عن بُعد
أصبح عالم العمل عن بُعد أكثر تنظيمًا من ذي قبل حيث تعقد اجتماعات سنوية في أوروبا وآسيا للعاملين عن بعد يتم فيها طرح الكثير من القضايا للنقاش، وقد أسس المبرمج الهولندي بيتر ليفلز في العام 2014 موقعًا إلكترونيًا باسم”Nomad List” يسعى لجمع مختلف المعلومات التي تخدم الموظفين والعاملين عن بعد في الظروف المختلفة التي يواجهونها، وأدلى مختلف الأعضاء معلومات استنادًا إلى تجاربهم الشخصية، من ضمنها معلومات عن أحوال الطقس وسهولة التواصل باللغة الإنجليزية والأمن وتوافر الإنترنت وتكاليف المعيشة الشهرية وغيرها، وبحسب الموقع فقد جاءت قائمة المُدن الأفضل للعالمين عن بُعد وفق الترتيب التالي:
10- طوكيو – اليابان
العامل عن بًعد في طوكيو يحظى بفرصة التعرف على تجربة وثقافة مختلفة في مختلف النشاطات في الحياة العامة وخصوصًا في المأكولات والمطاعم، ويواجه العامل عائق صعوبة التواصل باللغة الإنجليزية، بينما تبلغ تكاليف الإقامة الشهرية في المدينة حوالي 2755 دولارًا.
9- هوتشي – فيتنام
تتميز هذه المدينة بانخفاض تكاليف المعيشة بها، لذا تحظى برواج لدى العاملين عن بعد حول العالم، حيث تصل تكلفة المعيشة الشهرية إلى حوالي 732 دولارًا، بينما تعاني هذه المدينة من صعوبة التواصل مع الناس باللغة الإنجليزية فضلاً عن العدد المحدود للاشتراك في الإنترنت.
8- هونغ كونغ
المدينة تعد من المدن الحديثة حول العالم وفيها حركة تجارية كبيرة في الاستثمارات وحركة رأس المال لما تتميز به المدينة من موقع ومن مرونة في القوانين، ويجد العديد من رواد الأعمال مدينة هونغ كونغ خيارًا سهلاً ومريحًا لأعمالهم، الإنترنت متوفر ولا يوجد صعوبة في الاشتراك فيه كما أن مناخ المدينة معتدل، ولكن تعاني من تلوث في الهواء بسبب الازدحام وتصل تكاليف المعيشة الشهرية في المدينة إلى 1825 دولارًا تقريبًا.
7- براغ جمهورية – التشيك
براغ مشهورة بالمناظر الخلابة والهندسة المعمارية المميزة عن مدن أوروبا الأخرى، وتعد الخيارات الترفيهية للمدينة متاحة بكثرة إلا أن المدينة كما هونغ كونغ فهوائها ملوث وهناك صعوبة في التواصل باللغة الإنجليزية وتصل تكاليف المعيشة في براغ 2179 دولارًا شهريًا.
6- أمستردام – هولندا
بالتزامن مع انتشار العديد من مناط العمل الحديثة والمبتكرة فيها انتشرت شركات جديدة في المدينة، توفر المدينة كما سابقتها خيارات واسعة من الترفيه، كما أن هواءها نقي، إلا أن المدينة تعد من المدن العالية التكلفة إذ تصل تكاليف المعيشة فيها إلى 3628 دولارًا شهريًا.
5- سان فرانسيسكو – الولايات المتحدة
تتميز المدينة بجودة حياة عالية وخدمة إنترنت قوية، إلا أنها من المدن الباهظة الثمن في الولايات المتحدة، حيث تبلغ تكلفة المعيشة في البلاد تقريبًا 4523 دولارًا شهريًا.
4- برلين – ألمانيا
تتميز المدينة بجاذبيتها للمستثمرين لما تحويه من جودة عالية في كل مناحي الحياة ولا تجد فيها صعوبات تذكر من حيث التقنية والخدمات واللغة وتبلغ تكاليف المعيشة بها قرابة الـ 2323 دولارًا شهريًا.
3- لندن – بريطانيا
جاءت العاصمة البريطانية لندن في المركز الثالث لما توفره من مرونة في قطاع المال والأعمال فضلاً عن حزمة الخدمات الحدثية التي تقدمها المدينة لساكنيها، إلا أنها تعتبر من المدن الباهظة للمعيشة حول العالم، حيث تبلغ تكاليف الإقامة بها 3264 دولارًا شهريًا.
2- بانكوك – تايلاند
تتميز بانكوك في تايلند بتكاليف معيشية متوسطة تبلغ حوالي 1439 دولارًا شهريًا كما أن أجواءها الترفيهية والتجارب المختلفة التي تتيحها تعطي تجربة فريدة للشخص العامل عن بعد، وهي من أشهر المدن للموظفين العاملين عن بعد.
1- شيانج – ماي تايلاند
في المرتبة الأولى حلت هذه المدينة الجبلية كمكان آمن وهادئ للعمل وبتكلفة معيشية منافسة ورخيصة تبلغ حوالي 963 دولارًا في الشهر وتتميز بتوفر باقة من الخدمات التقنية وأهمها سرعة الإنترنت، والتجربة الثقافية الشرق آسيوية.