أعلنت جمعية الدراسات الأمريكية (SAS) انضمامها الى مقاطعة المؤسسات الأكاديمية الاسرائيلية استجابة لنداء منظمات المجتمع المدني الفلسطينية، والتي تعتبر من أضخم المنظمات الأكاديمية في الولايات المتحدة الأمريكية بأكثر من 5000 أكاديمي عضو فيها والتي تكرّس نفسها لدراسة التاريخ والثقافة الأمريكية.
وقالت الجمعية في بيان صادر عنها: “في حين أن جمعية الدراسة الأمريكية تسعى لتحقيق العدالة الاجتماعية لمكافحة جميع أشكال العنصرية … وفي حين أن الولايات المتحدة تلعب دوراً هاماً لتمكين الاحتلال الاسرائيلي من فلسطين وتوسيع المستوطنات غير الشرعية والجدار العازل في انتهاك لحقوق الانسان … فان الجمعية يشرفها تلبية نداء مؤسسات المجتمع المدني الفلسطينية لمقاطعة المؤسسات الأكاديمية الاسرائيلية”.
القرار الذي تم طرحه العام الماضي تمت الموافقة من الأعضاء بنسبة أكثر من 66 %، والذي قال عنه ستيفن ساليت أحد أعضاء الجمعية وهو أستاذ مشارك في جامعة فرجينيا للتكنولوجيا: “ان الأغلبية الساحقة التي صوتت لصالح القرار توضح أننا نرفض التواطؤ مع العدوان الاسرائيلي، ويعد هذا الموقف كذلك تضامناً مع حرية الفلسطينيين التاريخية وتشير الى حقبة جديدة من الاشتباك مع السكان المستعمرين”.
القرار الذي شارك فيه الكاتب الشهير والباحث أنجيلا ديفيس قال عنه: ” التشابه بين ممارسات جيم كرو التاريخية والأنظمة المعاصرة من عزل فلسطين المحتلة جعل هذا القرار ضرورة أخلاقية”، وأضاف : “اذا كنا قد تعلمنا الدرس الأكثر أهمية الذي قاله مارتن لوثر كينغ – أن العدالة غير قابلة للتجزئة – ينبغي علينا أن نكون واضحين في حراكنا الشعبي في التضامن مع القضية الفلسطينية “.
وعلى اثر هذا القرار واجهت الجمعية العديد من الهجمات والانتقادات من مؤيدي اسرائيل، بما في ذلك مكالمات هاتفية وردت الى الجمعية من رئيس جامعة هارفارد ومسؤولين في الادارة الأمريكية معتبرين مقاطعة المؤسسات الاسرائيلية انتهاكاً لحقوق الحرية الأكاديمية ومعاداة للسامية.
في المقابل ردّ على هذه الاتهامات مدير مركز الدراسات والبحوث الأمريكية في الجامعة الأمريكية ببيروت أليكس لوبين فقال :”الحرية الاكاديمية تعني القليل جداً عندما يتعلق الأمر بالفصل العنصري في اسرائيل، بينما كان التغيير الذي جاء به جيم كرو من خلال الحوار الاكاديمي والاحتجاجات اضافة الى بعض حالات مقاطعة المؤسسات التي تشجع الفصل ، وكذلك التغيير الذي جاء كان في جنوب افريقيا لم يأتي من خلال الحوار الأكاديمي، وانما من خلال الاحتجاج والمقاومة والمقاطعة الدولية”.
وأضاف: ” قرار المقاطعة يتصدى لحالة التمييز العميقة ضد الفلسطينيين ويتوافق مع قرارات الجمعية الأمريكية للدراسات السابقة في مناهضتها للعنصرية في مناطق أخرى، هذا القرار لا يستهدف الاسرائيليين واليهود أو أياً من الأفراد، بل ان الجمعية تؤكد معارضتها لكافة أشكال التمييز العنصري بما فيها معاداة السامية وكراهية الاسلام”