ينتظر زوجته القادمة من تونس في بهو مطار “أتاتورك” الدولي بمدينة إسطنبول التركية، حتى يزورا ابنهما الموقوف لدى الأمن التركي بعد أن كان يقاتل في صفوف تنظيم الدولة الاسلامية في سوريا، إلا أن الأجل وافاه قبل ذلك ولقي حتفه في التفجير الذي استهدف المطار، فكان ضحية من أراد أن ينقذ ابنه منهم.
“فتحي بيوض”، رئيس قسم طب الأطفال بالمستشفى العسكري في العاصمة تونس، عميد في الجيش التونسي، حطت رحاله قبل أسابيع في تركيا للنظر في تفاصيل تسلم ابنه من قوات الأمن التركية، بيوض راح ضحية “داعش” بعد أن نفذ منهم ابنه.
أعلنت وزارة الخارجيّة التونسية في بيان لها، اليوم الأربعاء، مقتل طبيب عسكري تونسي يدعى فتحي بيوض، رئيس قسم طب الأطفال بالمستشفى العسكري جراء الهجوم الإرهابي، فضلاً عن إصابة سيدة أخرى بجروح خفيفة، دون أن تقدم مزيدًا من التفاصيل حول هويتها.
وذكرت مصادر دبلوماسية تونسية أن ابن الضحية، كان قد غادر إلى العراق ثم إلى سوريا وهو الآن مسجون في تركيا، فيما ذكرت صحف تونسية أن الابن الذي التحق بتنظيم الدولة الإسلامية في سوريا، بعد أن تم استقطابه من قبل التنظيم عبر مواقع التواصل الاجتماعي، تم توقيفه فور دخوله تركيا.
وقتل 42 شخصًا بينهم 13 أجنبيًا وأصيب 239 بجروح مساء الثلاثاء في اعتداء نفذه ثلاثة انتحاريين في مطار أتاتورك الدولي بإسطنبول، بحسب حصيلة رسمية أعلنتها السلطات التركية.
وفي تصريحات له أمس، قال رئيس الوزراء التركي، بن علي يلدريم، إنَّ التحقيقات الأولية تشير إلى أن تنظيم “داعش” الإرهابي، يقف خلف الهجوم، وقال، يلدريم، إن التحقيقات ستنتهي خلال يوم أو يومين على الأغلب، مشيرًا إلى أن التفاصيل ستُنشر كاملة بما فيها هوية الانتحاريين.
ابن الطبيب لم يكن التونسي الوحيد الذي التحق بالتنظيمات المسلحة فالعديد من التقارير أشارت إلى انضمام أكثر من 5500 تونسي غالبيتهم تراوح أعمارهم بين 18 و35 عامًا إلى تنظيمات جهادية في الخارج لا سيما في سوريا والعراق وليبيا، بحسب تقرير نشرته في يوليو/ تموز 2015 مجموعة العمل التابعة للأمم المتحدة حول استخدام المرتزقة، فيما أشارت تقارير تونسية غير رسمية التحاق أكثر من ألفي تونسي بتنظيم داعش في سوريا، السنة الماضية.
ولقي الاعتداء الإرهابي الذي استهدف مطار “أتاتورك” الدولي في مدينة إسطنبول التركية، إدانات دولية واسعة من قبل العديد من الدول والمنظمات الدولية والأهلية التي أكدت تضامنها مع تركيا في حربها ضد الإرهاب، حيث أدانت الجزائر بقوة الاعتداء، وقالت خارجيتها في بيان لها أمس الأربعاء: “ندين بقوة الهجمات الإرهابية الثلاثة التي استهدفت مطار إسطنبول، ونتقدم بأخلص التعازي لعائلات الضحايا، ونعرب عن تضامننا لشعب وحكومة تركيا وللبلدان التي فقدت مواطنين أبرياء جراء هذا الهجوم الشنيع”.
وزارة الخارجية اليمنية من جهتها، قالت في بيان صحفي لها “ندين هذه الأعمال الإرهابية التي استهدفت الأبرياء بشكل متنافي مع كافة القيم الإنسانية والعقائد السماوية”، وأكدت “وقوفها وتضامنها مع الجمهورية التركية الشقيقة في مواجهة العنف والإرهاب”.
البحرين والإمارات وسلطنة عمان والكويت والأردن، أدانت هي الأخرى الاعتداء الإرهابي في بيانات منفصلة نشرتها وكالات الأنباء الرسمية في تلك الدول، من جهتها أدانت الخارجية التونسية هذا الاعتداء وقالت في بيان لها “ندين تونس بشدّة الاعتداء الإرهابي، ونستنكر بشكل عميق هذا العمل الجبان الذي خلّف قتلى وجرحى”،
أما الأزهر الشريف، فأعرب في بيان له عن “خالص تعازيه وصادق مواساته للشعب التركي وأسر الضحايا”، وقال الرئيس العراقي فؤاد معصوم، في برقية بعث بها لنظيره التركي: “باسمي شخصيًا وباسم حكومة وشعب العراق، أعرب لكم ولشعب تركيا الصديق عن مشاعرنا العميقة بالمواساة لكم ولذوي ضحايا الهجوم الإرهابي الذي استهدف أمس مطار أتاتورك في إسطنبول”.