واجه استقبال المغرب لـ2500 طن من النفايات المطاطية والبلاستكية القادمة من إيطاليا، في وقت تستعد فيه لتنظيم الدورة المقبلة لمؤتمر الأمم المتحدة حول المناخ، انتقادات كبيرة من قبل منظمات المجتمع المدني والمهتمين بالمجال البيئي.
وعبّرت منظمات أهلية بمدينة الجديدة المغربية التي استقبل ميناؤها النفايات، عن احتجاجها عن عملية إنزال حوالي 2500 طن من النفايات بميناء الجرف الأصفر والتي كانت في طريقها إلى إحدى معامل الإسمنت بالدار البيضاء.
و ندد المركز الجهوي للبيئة والتنمية المستدامة بالمدينة، معتبرًا أنه “يتسبّب في إلحاق الضرر بالإنسان والحيوان والنبات، ويؤدي إلى ظهور العديد من الأمراض الخطيرة والمزمنة، ويصيب المتضررين بتشوهات خلقية وعادات مستديمة”.
ورجّحت مواقع صحفية أن يكون مصدر النفايات التي وصلت المغرب مطرح عمومي بإيطاليا يتواجد في ضواحي مدينة نابولي الايطالية (جهة كامبانيا )يطلق عليه اسم “تيرا دي فوكي”. ويحتوي هذا المطرح خمسة إلى ستة ملايين طن من النفايات الصناعية عبارة عن مكعبات بيضاء تم وضعها على بعضها البعض حتى تراكمت على مر السنين وغطتها بالبلاستيك الأسود لتقليص تأثيرها في الجو، ويعود بعضها إلى عشرات السنين.
صحف ومواقع إيطالية، نبهت، إلى الخطر الذي يمكن أن تشكله هذه النفايات، وتأثيرها على المياه الجوفية ومياه السقي. وتحدثت تقارير عن ارتفاع الوفيات بسبب أمراض السرطان وأمراض التنفس بضواحي نابولي.
وسبق لرئيس الوزراء الإيطالي، أثناء زيارة له لمكان النفايات في جهة كامبانيا، أن وعد بإفراغ الكميات الكبيرة الموجودة من النفايات في غضون ثلاث سنوات، وبقطع الطريق عن المافيا وجعلها ترفع يدها عن معالجة النفايات.
وقال إن “هذه النفايات سيتم التخلص منها بنقلها إلى مطارح أخرى ثم نقلها إلى خارج البلد، بينما سيتم الاحتفاظ بالباقي لمعالجته محليا باستعمال تكنولوجيا جديدة في مجال معالجة النفايات.”
و أعلنت الحكومة الجهوية لنابولي، في مارس الماضي أنها خصصت 118 مليون اورو لإتلاف النفايات المتراكمة عبر مختلف السنوات بجهة كامبانيا .
وفي مقابل ذلك أكدت الطاقة والمعادن والماء والبيئة المغربية، استقبال المغرب لهذه النفايات، القادمة من إيطاليا معتبرة إياها “غير خطرة”، وأن استقدامها وحرقها في مصانع الإسمنت تم “تطبيقا للاتفاقية الدولية الخاصة بالتحكم في النفايات، ولمقتضيات القانون المتعلّق بتدبير النفايات الذي يسمح باستيراد النفايات غير الخطرة من أجل إعادة تدويرها أو تثمينها كطاقة مكملة أو بديلة ببعض المصانع.
وقالت وزارة البيئة، إن استيراد هذه النفايات أتى في إطار شراكة بينها وبين جمعية مهني الإسمنت، للاستفادة منها وقودًا “في أفران مصانع الإسمنت، المجهزة بالمصفاة التي تحد من الانبعاثات الغازية”، متحدثة عن أن عملية الاستيراد “خضعت للمراقبة والتتبع انطلاقًا من إيطاليا إلى حين دخولها المغرب، وأن النفايات أخضعت لتحاليل قبل وبعد دخولها المغرب للتأكد من خلوها ممّا هو خطر أو سام”.
واعتبر ناشطون في المجال البيئي في المغرب أن هذه النفايات ستتسبب في إلحاق الضرر بالإنسان والحيوان والنبات، وستؤدي إلى ظهور العديد من الأمراض الخطيرة والمزمنة، وستصيب المتضررين بتشوهات خلقية وعادات مستديمة.
استقبال المغرب للنفايات الايطالية يأتي في ظرفية تستعد خلالها المملكة لتنظيم الدورة المقبلة لمؤتمر الأمم المتحدة حول المناخ.
وسبق لوزير الاقتصاد والمالية المغربي، محمد بوسعيد، أن أكد خلال كلمة له أمام ممثلي السفارات الأجنبية بالمغرب، بمناسبة قرب انعقاد المؤتمر، على أن المملكة أخذت على عاتقها حماية البيئة، وجعلتها ضمن أولوياتها.
وتسعى المملكة المغربية إلى أن يكون المؤتمر ال22 للأطراف في الاتفاقية الإطار للأمم المتحدة بشأن التغيرات المناخية (كوب22)، المرتقب في نوفمبر المقبل في مراكش، مؤتمرا للعمل.
ومن المنتظر أن يصل عدد المشاركين في قمة المناخ بمدينة مراكش إلى حوالي 25 ألف، منهم حوالي 13 ألف معتمدين من قبل السكرتارية العامة للاتفاقية الإطار للأمم المتحدة للتغيرات المناخية.