تعود الفرقة الموسيقية السعودية لتواكب الحراك الثقافي والفني، بعد غياب سنوات عديدة، وذلك بعد موافقة وزير الثقافة والإعلام، ورئيس هيئة الإذاعة والتلفزيون عادل الطريقي على إنشاء فرقة موسيقية، يطلق عليها اسم “الفرقة الوطنية الموسيقية السعودية”.
ومن مهام الفرقة تنشيط الحراك الثقافة والمشاركة في المناسبات الوطنية والزيارات المختلفة في المملكة وخارجها، وذلك في إطار التعبير الموسيقي عن دور المملكة وحضارتها وموروثها.
كان صاحب الفكرة، وهو فنان سعودي يدعى حسن خيرات، قد لفت إلى أن الفرقة ستكون فرقة موسيقية لإحياء مناسبات الوطن والحياة، وستكون داعمة لـ”هيئة الترفيه”، كما ستحيي جميع المناسبات من الأعياد وغيرها، وذلك بالتنسيق مع هيئة الإذاعة والتلفزيون، كما ستسهم في جمع الموروث الشعبي من المناطق السعودية.
طرح الفكرة
طرح خيرات فكرة إنشاء فرقة موسيقية وطنية ليتم الموافقة عليها من قبل المشرف العام على القناة الثقافية محمد العيد، الذي بدوره رفعها إلى رئيس هيئة الإذاعة التلفزيون المكلف عبدالملك الشلهوب، ومن ثم إلى وزير الثقافة والإعلام الذي وافق عليها مطلع يونيو الماضي، ليتم استحداث إدارة جديدة في القناة تحت اسم “إدارة الموسيقى والفنون الوطنية” لتتولى مسؤولية الفرقة.
خيرات أوضح أن الهدف من إنشاء الفرقة هو إعادة الهوية الموسيقية السعودية إعلاميًا، في إطار ما أسماه تهذيب الذائقة العامة، معتبرًا أنها ستكون مصدرًا جاذبًا للشباب الموسيقيين، وستساهم في الاحتفالات الوطنية، وتشارك مع الهيئة العامة للترفيه في تطبيق “رؤية المملكة 2030”.
كانت الهيئة العامة للترفيه قد استحدثت بأوامر ملكية صادرة في مطلع مايو الماضي، وذلك لإنشاء الهيئة العامة للترفيه لأول مرة، لتختص بالنشاطات الترفيهية، وذلك أيضًا يأتي في إطار إعلان المملكة عن رؤيتها المستقبلية للمملكة في عام 2030.
إنشاء الفرقة الوطنية الموسيقية السعودية
سيترتب على تشكيل الفرقة إعادة جميع أعضاء الفرقة الموسيقية من الموظفين والمتقاعدين الموجودين في عدد من قطاعات الهيئة ووكالات الوزارة المختلفة، وتعتبر الفرقة خاصة بهيئة الإذاعة والتلفزيون بالتحديد القناة الثقافية، باعتبارها الأقرب من حيث التخصص والاهتمام بالنشاط.
ومن المرجح أيضًا أن يتم الاستفادة من الفرقة لدعم جميع برامج التلفزيون، فيما سيتم تأمين عدد من الآلات الموسيقية الحديثة، بحسب ما ذكرته جرائد محلية سعودية، كما سيتم استحداث استوديو مزود بنظام “بروتوز”، ليتم استخدامه في التسجيلات الموسيقية والغنائية، كما ستقوم بتجهيز استوديوهات كبيرة ليتم من خلالها تسجيل الأعمال الموسيقية.
فيما ستعمل الفرقة على استقطاب الكوادر السعودية الشابة، وذوي الخبرة أيضًا، كما أعلن خيرات عن إمكانية مشاركة الفنانات السعوديات، فيما سيجري تقسيم الفرقة لأقسام إدارة وتعليم وتلحين وتوزيع، بالإضافة إلى أقسام جمع الموروث وتوثيقه ليتم الاستفادة منه كوصلات موسيقية.
أمر ملكي لإنشاء مجمع يرعى الفنون
صدر أمر ملكي بإنشاء مجمع باسم “المجمع الملكي لرعاية الفنون”، وستكون الفرقة الموسيقية جزءًا من ضمنه، فيما سيكون المجمع فرعًا من جمعية الثقافة والفنون، ذلك بحسب ما قاله خيرات لموقع “هافينغتون بوست”.
فيما تمنى خيرات أن تحمل الفرق اسم “الفرقة الملكية السعودية الموسيقية”، وذلك لوجود فرق موسيقية سعودية ولكنها ليست وطنية، كان ذلك جراء تأخر الموسيقى السعودية عن مواكبة الركب. حيث لم تجد الموسيقى اهتمامًا يليق بها كسائر المجالات الأخرى. وما يجري على الأرض مجرد وجود فنان سعودي تصاحبه فرقة موسيقية أجنبية.
غياب موسيقي
افتقرت السعودية لوجود الفرق الموسيقية، وذلك بسبب ظهور مؤسسات الإنتاج المعنية بإنتاج الحفلات، وعدّ ذلك أحد أسباب تلاشي الفرقة الموسيقية التي امتلكتها هيئة الإذاعة والتلفزيون سابقًا، التي كان عددها يصل إلى 60 عازفًا، وتمتلك مجموعة من أفخر الآلات الموسيقية والأوتار والريش.
كما اختفت الفرق الموسيقية السعودية مع انقطاع البث الإذاعي في خمسينات القرن الماضي، وكانت بعض الأسماء والفرق قد برزت في هذا المجال في السابق، مثل فرقة الموسيقار طارق عبدالحكيم التي غلب فيها السعوديون، وأيضًا طلال مداح ومحمد عبده وعبادي الجوهر وعلي عبدالكريم ومحمد عمر ويحيى لبان وعبدالمجيد عبدالله.
ساهم أيضًا إغلاق القسم الموسيقي بجمعية الفنون السعودية بالعام 1988 في تلاشي وجود الفرق الموسيقية، إذ كانت الجمعية معنية بتعليم الموسيقي، واستقطاب المواهب وتأهيلها للانضمام للأوركسترا السعودية، خاصةً وأن وجودها أثر على الأنشطة الفنية العامة، الأمر الذي جعلها تتوقف.