مع حلول الذكرى الثالثة لاندلاع الثورة التونسية، تنقسم آراء التونسيين حول عدد من الملفات السياسية والاجتماعية والاقتصادية، وتجتمع حول إقرار شعبي ورسمي بأن أهداف الثورة لم تتحقق بعد، وبأن التونسيين شعبا وسلطة في حاجة إلى بذل المزيد من الجهد لأجل تثبيت التجربة التونسية على طريق الثورة وأهدافها التي طالب بها التونسيون يوم قالوا: “شغل.. حرية.. كرامة وطنية” و”خبز وماء وبن علي لا”.
وفي رسالة وجهها رئيس الوزراء التونسي، علي العريض، إلى عموم الشعب التونسي، من مدينة سيدي بوزيد، حاضنة الثورة ومكان انطلاقتها الأولى، قال فيها: “تأتي هذه الذكرى العزيزة وقد نجحنا جميعا في عديد الاختبارات وتجاوزنا الكثير من المشاكل ونحن اليوم أكثر استعدادا لمواصلة مسيرتنا المباركة من أجل استكمال الانتقال وبناء الديمقراطية وتحقيق التنمية وإرساء دعائم تونس التي حلمنا بها جميعا”.
ورغم إقرار العريض بضرورة مضاعفة “الجهود من أجل تدارك التعثّر في مطلب الكرامة الذي لا تزال الفئات الملتفّة حوله من جهات محرومة وعاطلين عن العمل وشباب ونساء وعائلات معوزة تنتظر المزيد من الإجراءات والمعالجات النوعية بسرعة ونجاعة أكثر”، فإنه أكد بشدة على أنه “لا مجال في تونس الثورة أن يقايض أحد شعبها بالكرامة مقابل تنازله عن الحرية”.
وتضمنت رسالة علي العريض، كلمات حول دول الربيع العربي، والصعوبات التي تمر بها، حيث قال: “لا يجب أن ننسى أنّ العالم من حولنا يرقب تجربتنا في الانتقال الديمقراطي ويأمل أن تواصل شق طريقها نحو النجاح بإذن الله لتكتمل لها مآثر انطلاق الربيع العربي ومآثر نجاح الربيع العربي في زمن تبحث فيه شعوبنا العربية والإسلامية عن نجاح يفتح لها الأمل في التحرر والتنمية ويفتح للعالم نافذة جديدة من أجل عدالة أكثر في العلاقات الدولية”.
وحول نتائج الحوار الوطني الذي انتهى قبل يومين إلى التوافق على وزير الصناعة الحالي، مهدي جمعة، رئيسا للحكومة القادمة، قال علي العريض: “يحقّ لنا اليوم أن نفرح جميعا وقد نجحت نخبنا السياسية والمدنية في تثبيت قيمة الحوار كآلية لتجاوز المشاكل والعقبات وتعزيز الشرعية الانتخابية التي أفرزتها انتخابات 23 أكتوبر بشرعية توافقية هي اليوم علامة مميزة للثورة التونسية”.
وفي ختام كلمته خاطب علي العريض التونسيين قائلا: “نتمنى أن تأتي علينا الذكرى الرابعة لاندلاع الثورة وقد أنجزنا دستورا جديدا وانتخابات حرة وشفافة تعبر بها تجربتنا إلى مرحلة الاستقرار والبناء”، مع العلم بأنه يفترض أن يصادق العريض على الدستور خلال الأسبوعين القادمين وقبل أن يستقيل من منصبه ويسلم منصب رئاسة الوزراء لوزير الصناعة الحالي ورئيس الحكومة القادمة مهدي جمعة.
وخارج تونس، وعلى موقع تويتر، تفاعل عدد من النشطاء العرب مع ذكرى اندلاع الثورة التونسية، وانطلاق الربيع العربي فكتبوا:
اليوم الذكري الثالثة لثورة تونس .. لرحيل بو عزيزي شرارة الثورة وملهمها .. وبداية الربيع العربي ..
— كريم فريد (@KareemFarid) December 17, 2013
اليوم ذكرى ثورة #تونس التي فجرت آمال العرب بالتحرر، فيما فجرت طاقات شياطين الثورة المضادة الذي خافوا من فقدان سيطرتهم على السلطة والثروة.
— ياسر الزعاترة (@YZaatreh) December 17, 2013
زي النهاردة اشعل في جسده النار ليشعل النضال الثورة بـ الوطن العربى #بو_عزيزي #تونس 17/12/2010
— إنجي (@ENJY_YOUSSEF1) December 17, 2013
اليوم هو ذكري شرارة الربيع العربي بوعزيزي…اثبت للعالم قبل ان تثبت لنفسك ان شخص واحد قد يغير مصير الامم
— Ahmed Osama ELQuersh (@2ershy) December 17, 2013
في حين نشر التونسيون صورا لبعض الفعاليات الشعبية التي أقيمت بهذه المناسبة: