لماذا يقتل الأسد أحد أهم المعتقلين لديه؟

dr-abbas-good

بعد أكثر من عام على اعتقاله، وقبل أيام من موعد الإفراج عنه، قتلت قوات النظام السوري جراح العظام البريطاني عباس خان.

وقال رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون إن الطبيب البريطاني عباس خان الذي كان محتجزا في سجن في سوريا “قتلته السلطات السورية” قبل أيام من اطلاق سراحه حسبما وعد النظام والدته التي ذهبت إلى سوريا قبل أربعة أشهر للمطالبة بالإفراج عن ابنها.

النظام السوري من جانبه أعلن عبر نائب وزير الخارجية أن عباس خان انتحر شنقا “باستخدام ملابس السجن”، لكن أشقاء خان وصفوا تلك التصريحات بأنها “كاذبة وضرب من ضروب الخيال” لإنهم تلقوا خطابا من أخيهم يعرب فيه عن تطلعه لقضاء أجازة عيد الميلاد مع اسرته.

وقال شقيقه أفروز -في تصريحات صحفية أمس- “شقيقي كان على استعداد للعودة إلى المنزل، وكان سعيدا وينتظر إطلاق سراحه بفارغ الصبر”. وأضاف “نحن منهارون ومتأثرون جدا، ونشعر بالغضب حيال وزارة الخارجية (البريطانية) التي أبطأت خطواتها لنحو 13 شهرا”.

وفي تعليق على الخبر أدانت منظمة العفو الدولية مقتل الطبيب، وقالت أنها تلقت أسماء أكثر من ألف شخص قُتلوا أثناء احتجازهم من قبل قوات الأمن السورية منذ بداية الثورة في مارس/ آذار ٢٠١١، وقال مدير حملة سوريا في المنظمة “نعلم جيدا أن تعذيب المعتقلين يجري هناك على نطاق واسع مع الإفلات من العقاب من قبل السلطات السورية، ويتم في الكثير من الأحيان احتجازهم في زنزانات مزدحمة تنتشر فيها الحشرات، ويحرمون من العلاج الطبي، وتساء معاملتهم حتى من قبل الأطقم الطبية”.

ويقول بول وود مراسل بي بي سي في بيروت إن خان قد يكون ضحية لصراع سلطة بين الرئيس السوري بشار الاسد وأجهزته الامنية. حيث كان الديكتاتور السوري قد أصدر عفوا عن الجراح البريطاني إلا أن أجهزة الأمن قتلته قبل إطلاق سراحه المقرر هذا الأسبوع.

وقال النائب البريطاني جورج غالاوي أنه كان على استعداد للسفر إلى دمشق الجمعة لإحضار خان والعودة به إلى لندن.

وقال حساب حملة الإفراج عن خان على موقع تويتر أنهم ما يزالون بحاجة إلى المساعدة حيث أن عباس خان لم يُعد إلى منزله بعد، حيث يجب أن يعود لتلقي المعاملة اللائقة بعد وفاته.

وتفاعل العديدون على موقع تويتر مع خبر وفاة خان، خاصة من بلده بريطانيا

عباس خان كان متزوجا ولديه ابنة في السابعة من عمرها تُدعى رقية.

وفي رسائله المكتوبة بخط اليد قال خان أنه أُجبر على ضرب المساجين الآخرين، والبقاء في أوضاع مؤلمة للغاية، ولم يُسمح له بدخول الحمام أو بالعلاج الطبي. وعندما قابلته أمه فاطمة، قبل أشهر في محبسه، قالت أن ابنها أصبح وزنه لا يتعدى ٣٢ كيلو غرام كما أنه كان بالكاد قادرا على المشي، وأخبرها أنه تعرض لتعذيب شديد.

الكاتب الصحفي البريطاني روبرت فيسك تساءل عن السبب الذي يجعل الأسد يقتل أهم معتقل لديه؟ بل عمن قتله من الأساس إذا كان الأسد قد أصدر عفوا عنه؟ لكن كعادة الأسئلة من هذا النوع، الإجابات تبقى رهينة الوقت، والحقيقة تظل مرهونة بمحاسبة القاتل.