لا شك وأن قضاء مناسبة دينية واجتماعية كالأعياد خارج الأوطان أمر شاق على النفوس التي ألفت هذه المناسبات منذ الصغر في سياق اجتماعي معين بشكل أقرب للعادات والتقاليد المحببة لأبناء كل مجتمع، ولكن مع مرور السنين تتبدل أحوال الصغر، لتجد نفسك خارج هذا الإطار وعليك أن تتعايش منه.
في البداية لابد وأن تعلم أن سياق العيد بشكله القديم لن يعود في حالتك وأنت في الغربة سواء كانت الغربة إجبارية “منفى” أو اختيارية، لذا عليك محاولة التأقلم قدر المستطاع مع السياق الجديد الذي يأتي العيد، والأمر بالطبع يختلف من شخص لآخر حسب درجة اندماجه في مجتمعه المحلي.
اصنع أنت سياق جديد للعيد
إذا كنت تنتظر تلك الأجواء المحببة إلى قلبك التي ألفتها وأنت تعلم جيدًا بُعدها، عليك أن تصنع أنت هذه الأجواء بحسب ما يتلائم مع طبيعة المكان الذي تتواجد فيه، ومع مرور الوقت ستصبح هذه الأجواء هي عاداتك الأقرب إليك في عيدك الجديد.
ولا يمكن أن نتجاهل أن هناك مظاهر اجتماعية مشتركة إلى حد كبير في استقبال الأعياد لا سيما الدينية منها، فعلى سبيل المثال صلاة العيد تقام في كل مكان، وهي بلا شك ستكون أحد أهم محاولاتك لصناعة أجواء العيد الخاصة بك.
لا تجلس فريسة للوحدة
تحدثنا على المستوى العام الخاص بسياق الأعياد، أما الآن نحن على المستوى الإجرائي في بداية عيدك لا تجلس وحيدًا، ولا تترك شعور الوحشة والغربة يلتهمك، فوسائل الاتصال الحديثة لم تدع لك مجالًا لذلك.
بداية يمكنك التواصل مع الأهل والأصدقاء في بلدك، وهي وسيلة جيدة في بدايتها لتجاوز حالة الاغتراب، لكن بنصائح مجربة لا تكثر من هذه الاتصالات بشكل غير معتاد حتى لا تقع في حالة من النوستالجيا والحنين لشكل العيد القديم.
على مستوى آخر فعّل من تواصلك مع محيطك الاجتماعي الأقرب إليك في غربتك، وتزاور معهم وتبادل التهاني بالعيد، فهذا من شأنه أن يكسر حدة عيد الغربة، وقد ثبت أن الأشخاص الذين ليدهم محيط اجتماعي أوسع في الغربة أقل إحساسًا بها أثناء الأعياد.
انطلق وتعرف على عيد غيرك
لا شك وأن أيما مكان سيكون بها من يحتفل بعيدك حتى ولو كانوا نفر قليل، ولكن بالتأكيد لهم عاداتهم وتقاليدهم الموروثة في الأعياد، لذا يمكن أن تشاركهم إن استطعت أو على الأقل يمكنك التعرف إليهم.
أعياد اليوم مختلفة
ولا يمكن أن تغفل أن الأعياد والمناسبات أصبح لها مفهوم مغاير بعض الشئ عن تلك الموروثات القديمة، في ظل هذه الأحداث المتسارعة والمحيط الاجتماعي المتغير، أصبح العيد فرصة لقضاء عطلة طولة نسبيًا للخروج من أجواء العمل التي لا تنتهي.
ومحاولة استغلال عطلة العيد بهذا المفهوم تهون كثيرًا، وعليه فإن قضاء العطلات قد يكون أيسر في الغربة، لما يمكن أن تستمتع به أدوات ووسائل أكثر مما ألفته في موطنك، يشمل هذا كله وسائل الترفيه الحديثة المعتمدة على التكنولوجيا، ويشمل ذلك أيضًا البرامج السياحية لاكتشاف البلد الذي تعيش فيه.