رحلات التضامن الدولية والعربية مع مدينة غزة، توقفت بسبب موقف الحكومة المصرية والإغلاق المستمر لمعبر رفح البري، وهذه الرحلات التضامنية انطلقت لكسر الحصار الإسرائيلي وما تتعرضت له غزة من انتهاكات إسرائيلية وصفت بجرائم حرب من العديد من المؤسسات الدولية والحقوقية.
وتعد رحلات التضامن الدولية مع قطاع غزة شريان الحياة، لحجم المساعدات الإنسانية والإغاثية والطيبة التي كانت ترافقها مما جعلها تساعد في تخفيف الحصار المفروض على القطاع منذ ما يزيد عن 10 أعوام.
وساعدت رحلات التضامن أيضا بشكل كبير في تعزيز نشاط الأماكن السياحية كالفنادق والمطاعم، كما استفاد العديد من المواطنين والمرضى في غزة، من الأطباء الذين كانوا يرافقوا هذه الرحلات الدولية لكسر الحصار.
الفلسطينيون والعرب بأوروبا كانت لهم نشاطات كبير في إرسال وتنظيم وإعداد هذه الرحلات إلى القطاع، كما كانوا يساعدوا بشكل كبير في توفير الأموال اللازمة لوصول هذه الرحلات، إلا أنها توقفت تمامًا بسبب الإغلاق المستمر لمعبر رفح البري.
إلى ميناء” أسدود” الإسرائيلي وصلت الأحد، أول سفينة تركية تحمل طن من المساعدات الإنسانية، لتفتيشها ثم إرسالها إلى قطاع غزة.
سفينة ” ليدي ليلى” المتنظر وصولها إلى قطاع غزة تحمل مواد غذائية وملابس وألعاب أطفال وغيرها، بحسب المعلومات التي نشرتها مصادر صحافية تركية، ووصول “ليدي ليلى” إلى غزة كان بموجب الاتفاق التركي الإسرائيلي، ما يعني إمكانية إرسال تركيا لسفن أخرى محملة بالمساعدات الإغاثية والإنسانية إلى قطاع غزة إذا ما أوجدت الجاليات المتضامنة أنشطة حقيقة في تركيا وخارجها.
وبعد وصول هذه السفينة إلى غزة، وتوقيع الاتفاق التركي الإسرائيلي، هنا يظهر السؤال: هل تركيا ستشرع في بناء قناة حيوية جديدة لرحلات التضامن الدولية القادمة إلى غزة من الدول الأوروبية والأفريقية والأسيوية والتي تساعد في كسر الحصار.
المواطنون في غزة والجمعيات الاجتماعية تدعو تركيا لأن تشرع في بناء هذه القناة الحيوية الجديدة بشكل فوري، لكنه الإجابة الصحيحة موجودة الآن موجودة لدى أصحاب القرار في تركيا.
نعم تعرض الاتفاق التركي الإسرائيلي، للكثير من الانتقادات اللاذعة من الكتاب وعدد من الإعلاميين، لعدم رفعه الحصار المفروض على القطاع منذ أعوام، وهؤلاء النقاد رفعوا سقف مطالبهم بعيدًا عن القراءات السياسية الحالية التي تعمل في ضوء الممكن.
الاحتلال الإسرائيلي رغم الجهود التركية لن يرفع الحصار بعد هذه الأعوام، لأنه جزءًا من حصار عربي أيضًا، وهذا السبب الذي دفع تركيا لأن تتراجع في مطلب رفع الحصار بسبب موافقة دول عربية عدة عليه.
عندما ندرك الممكن، ترى المواطنين والنقاد ترحب بالاتفاق التركي الاسرائيلي، وبالمساعدات الإغاثية التي ترسلها تركيا عبر ميناء “اسدود” الإسرائيلي.
والسؤال بعد هذه الاتفاق، هل تحمل ” ليدي ليلى” خلال الأيام المقبلة هذا الأمل، وهل تحمل مساعدات للمتضررين من العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة لاسيما أصحاب المنازل المدمرة كليًا، وهل يستيطع هذا الاتفاق التغلب على المشاكل والعراقيل الذي يضعها الاحتلال الإسرائيلي أمام ملف إعادة الأعمار؟