ألمحت بعض الدول الغربية للمعارضة السورية متمثلة في الائتلاف الوطني السوري أن محادثات جنيف 2 التي ستجري الشهر المقبل قد تؤدي الى تنحية الرئيس بشار الأسد وبالتالي ستكون الطائفة العلوية مفتاحاً لأي حكومة انتقالية.
الرسالة التي وصلت لأعضاء فاعلين في الائتلاف في الاجتماع الأخير لمجموعة أصدقاء سووريا الذي عقد مؤخراً في لندن تمحورت حول صعود دور القاعدة في سوريا متمثلة في الدولة الاسلامية في العراق والشام واستيلائها على مخزن للأسلحة تابع للجيس السوري الحر قرب الحدود مع تركيا.
وكان رئيس الائتلاف الوطني السوري أحمد العاصي الجربا قد قال في وقت سابق أنهم مستعدون للمشاركة في جنيف 2 وملتزمون دائماً بالحل السياسي اذا ما أوفى الغرب بوعوده تجاه الشعب السوري وايقاف القتل وفتح ممرات انسانية، اضافة الى توضحيه بأن لديه وعوداً مكتوبة من أصدقاء الشعب السوري في الغرب بأنه لا مكان للأسد في سوريا المستقبل، كما أن وثيقة لندن كانت قد أكدت على أنه لا مكان للأسد في العملية السياسية المستقبلية في سوريا، الأمر الذي يناقض رسائل الغرب الآن للمعارضة السورية.
وقالت رويترز أن أحد أعضاء الائتلاف والمقرب من السعودية قال :” أصدقائنا الغربيين أوضحوا في لندن أنه لا يمكن السماح بذهاب الأسد في هذا الوقت خشية منهم على الفوضى التي ستحدث وسيطرة الاسلاميين المتشددين من بعد ذلك ، البعض حسبما يبدو لا يمانعون حتى في أن يرشح نفسه مجددا العام المقبل متناسين انه استخدم الغاز السام ضد شعبه”.
التحول الواضح والتلقب في السياسات الغربية والأمريكية تحديداً بدا واضحاً بعد صعود الاسلاميين في القتال ضد الأسد ومحاولة بسط سيطرتهم على الأرض يوماً الى آخر مع تراجع دور الجيش الحر المتمثل في هيئة الأركان التابعة للائتلاف الوطني والتي يراها الغرب معتدلة ومؤهلة للعمل معها مستقبلاً على عكس الكتائب الأخرى.
وفي بيان صادر عن اجتماع مجموعة أصدقاء سوريا قال حول الاسلاميين المتشددين:”يقوضون عملية جنيف…ويهددون وحدة الأراضي السورية بالاضافة الى الأمن الدولي والاقليمي”، محمّلاً الأسد مسؤولية قيام مثل تلك المجموعات وداعين المعارضة السورية الى الالتزام بالقيم الديمقراطية.١١
روسيا الأخرى لديها وجهة نظر فيمن سيقود الجيش في المرحلة الانتقالية حيث ترغب أن يكون من الطائفة العلوية لما تراه في أن العلويين لديهم خبرة في الجيش والأمن على مدى خمسة عقود هم أفضل من يقاوم المتشددين الاسلاميين، جاء ذلك على لسان آفاق أحمد وهو أحد المنشقين عن جهاز المخابرات في النظام السوري والذي يعمل الآن لصالح المعارضة السورية.
عديد من السياسين السوريين المعارضين يعلمون نية الغرب باشراك الطائفة العلوية في أي مرحلة انتقالية في سوريا كونهم المهيمن على الشرطة والجيش والمراكز الأمنية الحساسة في الدولة، الا أن أحداً لا يعلم شكل هذا التمثيل في ظل الفتنة الطائفية التي وصلت الى أوجها بعد أن قاربت الثورة أن تدخل في عامها الثالث والدم هو سيد الموقف.