ترجمة حفصة جودة
توفي ثمانية أشخاص على الأقل وأصيب العشرات في منطقة كشمير المتنازع عليها، بعد اندلاع موجة من الغضب عقب مقتل زعيم الشباب المسلحين المحليين أمس.
كان برهان واني – المسؤول الإعلامي، ونجم وسائل التواصل الاجتماعي لجماعة حزب المجاهدين الانفصاليين – قد قُتل أمس في تبادل لإطلاق النار مع قوات الأمن الهندية يوم الجمعة، وبالرغم من حظر التجول ووجود أوامر بمنع التجمعات في الأماكن العامة، قام الآلاف من الناس بنعيه والتنفيس عن غضبهم ضد السلطات الهندية مما أدى إلى تصاعد العنف.
ويُعتقد أن بلاغًا إلى السلطات هو ما أدى إلى وفاة واني واثنين من رفاقه في تبادل لإطلاق النار مع السلطات الهندية يوم الجمعة في منطقة كوكيرناج الجنوبية.
تعتبر كشمير – ذات الأغلبية المسلمة – بؤرة مشتعلة للتوترات بين الدولتين المسلحتين نوويًا، الهند وباكستان، اللتان خاضتا حروبًا عديدة من أجل تلك المنطقة، حيث تطالب كلا البلدين بكشمير، لكنهما تحكمان أجزاءً منفصلة منها، ففي الجانب الهندي نجد سياسيين انفصاليين ومتمردين يرفضون الحكم الهندي على المنطقة ويطالبون بالاستقلال أو الانضمام لباكستان منذ عام 1989.
قام عشرات الآلاف من الأشخاص أمس – بتشجيع من الزعماء الانفصاليين – بتحدي حظر التجول للمشاركة في جنازة واني في ترال التي تبعد 24 ميلاً جنوب سريناجار، المدينة الرئيسية في كشمير، وكان هذا الحدث مميزًا بالمشاعر المعادية للهند، حيث هتف الناس “ارحلي يا هند” و”نريد الحرية”، ثم قاموا بإطلاق النيران تحية لقائدهم.
بعد فترة وجيزة، اندلعت الاشتباكات في عدة أحياء جنوب كشمير، حيث قام المواطنون بإلقاء الحجارة على القوات الهندية والتي قامت بالرد باستخدام الرصاص الحي والخرطوش والغاز المسيل للدموع، وانتشرت الاشتباكات لتصل إلى سريناجار وعشرات الأماكن على الأقل في وسط وشمال كشمير.
تشييع جثمان برهان واني
وقال رئيس الشرطة الاستخباراتية المحلية، شيف ساهي، إن سبعة أشخاص قد قُتلوا في “عمل انتقامي” قامت به القوات الحكومية، بينما غرق رجل آخر أثناء محاولته الفرار من القوات، وأصيب 60 مدنيًا على الأقل في تلك الاشتباكات، وأضاف ساهي أن المتظاهرين قد قاموا بالهجوم على عدة مواقع للشرطة والأمن، مما أدى إلى إصابة 90 شخصًا من القوات الحكومية بجروح.
وردًا على هذا العنف، تم تعليق خدمات الهاتف والإنترنت والقطارات في أجزاء من كشمير، ودعا الانفصاليون إلى إضراب عام أدى إلى إغلاق المحلات التجارية والشركات والمكاتب الحكومية.
يُعتبر حزب المجاهدين أحد أكبر الجماعات الانفصالية المسلحة في كشمير كما أنه مُدرج على قائمة الجماعات الإرهابية من قِبَل الحكومات الهندية والأمريكية والبريطانية، ويُعتقد أن واني أحد أصغر قادة الفرق الموالية لباكستان.
يقول نور أحمد بابا أستاذ العلوم السياسية بجامعة كشمير المركزية “إن واني قد أصبح رمزًا للمقاومة والتحدي ضد الدولة الهندية، لأنه كان حادًا في رسائله السياسية”، وأضاف قائلًا: “لقد أعاد إحياء التمرد في وقتٍ ابتعد فيه الناس عن الكفاح المسلح، وأصبح واجهة للشباب المتمرد وبطلًا للعديد من كبار السن وليس للشباب فقط”.
جرافيتي في سريناجار عاصمة كشمير الهندية
كان واني معروفًا باستخدام وسائل التواصل الاجتماعي ومقاطع الفيديو علنًا لتجنيد الشباب المحليين والتواصل مع الناس، وكان مصدرًا لإلهام المسلحين في المنطقة، وفي تحدٍ صارخ للسلطات، كان مشهورًا بعدم ارتداء قناع في مقاطع الفيديو التي ينشرها.
وبالرغم من اندلاع العنف، رحب العديد من المسؤولين في الهند بوفاته، وقال المفتش العام سيد جاويد مجتبى جيلاني “إن مقتله أكبر نجاح ضد المسلحين في السنوات الأخيرة”.
وفي دلهي، قال سياسيون إن تلك الاحتجاجات “مؤسفة”، وقال غلام نبي أزاد زعيم المعارضة في مجلس الشيوخ: “يجب ألا يتغاضى الناس عن مقتل الإرهابيين، فهم مسؤولون عن قتل المئات من الأبرياء”.
ومع ذلك، دعا بعض السياسيين في كشمير إلى “التعقل”، وحذّر عمر عبد الله رئيس الوزراء السابق لولاية جامو وكشمير من أن “قدرة برهان على تجنيد المسلحين في قبره، تفوق ما كان بإمكانه أن يفعله في وسائل التواصل الاجتماعية”.
المصدر: الإندبندنت