هو ما تحرمه العديد من الأنظمة، ويعاقب عليه قانون الكثير من الدول، إلا أنه حلال شرعًا في كثير من الثقافات والأديان، تعدد الزوجات، الذي يقول عنه رجل الأعمال المسلم آزاد شايوالا بأنه الظاهرة التي حظيت بتشويه إعلامي خلال السنوات الماضية، والتي تم إساءة تصويرها في الصحافة والإعلام، حيث كان ومازال يتم تصويره بأنه صورة من صور الاستغلال الجنسي المقنن، أو صورة من صور العبودية وهضم حقوق المرأة، إلا أن آزاد شايوالا، رجل الأعمال الشاب هو العقل المدبر خلف فكرة موقع لإيجاد الزوجة الثانية خصصه للمسلمين تحت اسم SecondWife.com، والموقع الثاني لتعدد الزوجات عمومًا وخصصه باسم Polygamy.com، ليصل الموقع إلى 35.000 مستخدم بالنسبة لموقع الزوجة الثانية و7000 مستخدم يستخدم موقع تعدد الزوجات.
يأتي آزاد بتأسيس الموقع المثير للجدل الذي يساعد الرجال في مواعدة الزوجة الثانية أو الثالثة أو حتى الرابعة، بل ويسهل الأمر على تعدد الزوجات الذي يراه حقًا مشروعًا لمن لم يكن مسلمًا، يقول آزاد بأن هدفه الأساسي ليس كسب المال، فهو يحاول أن يكسر الصورة النمطية لدى الغرب عن تعدد الزوجات، ويأخذه من جذوره المتأصلة في الثقافة الإسلامية ليحولها إلى ظاهرة عامة يقبلها المجتمع، بل ويؤسس لها أعمالاً تجارية كما فعل هو في موقعه.
يقول آزاد عن فلسفته القائمة خلف تأسيسه للموقع في حوار له على صحيفة الغارديان بأنه لا يرى هناك داع للرجل أن يعتمد على زوجة واحدة في حياته مادام له الحق في أن يختار من بين الاختيارات المتعددة، فيمكنه أن يختار الجميلة أو الجيدة في الطبخ أو قليلة الكلام أو الطويلة أو القصيرة، إلى آخره من متعدد النساء، فإذا بدأ الضجر يصيبه هو وزوجته الحالية، فبإمكانه أن يختار واحدة أخرى، ويعيد البهجة لبيته، وعندما تم سؤاله ما إذا كان لديه العديد من الزوجات أم لا، قال بأن لديه زوجة واحدة ولكنه ينوي الزواج بأخرى في القريب العاجل.
يحاول آزاد أن يجعل من موضوع الزوجة الثانية أمرًا مقبولًا مجتمعيًا، ففي بريطانيا حيث يعيش على سبيل المثال، هناك نسبة تصل إلى 42% من حالات الطلاق، فلم لا يبدأ آزاد بجعل الفكرة متاحة للجميع، ويحل مشكلة مجتمعية واضحة، وذلك بحسب حواره مع موقع فايس.
يقول آزاد في الحوار بأنه مؤمن بتعدد الزوجات، وهو رجل أعمال اعتاد على إدارة المشاريع بنفسه، ودعم مشاريعه الخاصة ماليًا، فالأمر ليس جديدًا بالنسبة إليه، إلا أنه وجد أن فكرة إدارة عمله الخاص في خدمة فكرة يدعهما هو شخصيًا حماسية للغاية، ومن هنا بدأت فكرة الموقع، حيث يقول آزاد بأن المجتمع يمارس تعدد الزوجات بالفعل، ولكن بطريقة مهينة لكرامة المرأة، فهناك نسب عالية للخيانة الزوجية في كل مجتمع وكل ثقافة، وهذا أكثر ما تبغضه النساء، لذا فإن تقنين وجود الخليلة في حياة الرجل بجعلها زوجة ثانية له هو، في وجهة نظره، ما يكرم المرأة ويعلي من مكانتها أكثر.
بحسب الطبيعة يقول آزاد بأن هناك نساء أكثر من الرجال في هذا العالم، وبحسب الاختلاف بين الذكر والأنثى فهو يرى أن الرجل أكثر ميلًا للإثارة الجنسية أما الأنثى فهي أكثر ميلًا للعواطف والاهتمام، ولكن هذا لا يكفي لجعل تعدد الزوجات أمرًا مقبولًا فحسب، فيقول آزاد بأن على الرغم من غفلة المهاجمين للطبيعة الكونية والاختلاف بين الذكر والأنثى بقولهم بأن ذلك يعد نوعًا من أنواع التعميم، وأن ليس لكل النساء نفس الاحتياجات العاطفية كما ليس لكل الرجال نفس الميول الشهوانية، ولكن يرد آزاد بتعجبه من عدد النساء المستخدمين في الدعارة الآن في الوقت الحالي، وكم عددهن مقارنة بعدد الرجال المُستخدمين في نفس المجال، كما يعقد نفس المقارنة عن عدد الراقصين في أندية التعري مقارنة بعدد الراقصات.
يشير آزاد إلى أن أصل التعدد يرجع إلى وضع حد لاستغلال المرأة، فالمرأة هي دومًا الخليلة والخادمة والراقصة، وكل ذلك لإرضاء احتياج الرجل الجنسي، وإذا كان كل ما سبق باختيار النساء وإرادتهن الشخصية، إذًا مرحى لهم ولكنه يشك بحسب كلام آزاد في الحوار.
ليس كل رجل يسير بدون وعي خلف احتياجاته الجنسية، ففي نهاية الأمر يريد الرجل عائلة مستقرة، ويريد أطفال، وهذا ما يساعد عليه التعدد، كما نوّه آزاد بأن عدد النساء مستخدمي الموقع زاد بنسبة 70 % عن عدد الرجال مؤخرًا، وهو ما يثبت نظريته الأخيرة في بحث النساء عن حل لإنهاء استغلالهن جسديًا بقبول كونهن في مرتبة الزوجة الثانية.
يقول آزاد بأنه كان متعصبًا لرأيه المسبق في أن عدد الرجال سيزيد بكثير عن عدد النساء في الموقع، كما أنه توقع وجود المسلمين منهم فقط، إلا أنه بعد أيام من إطلاق موقع الزوجة الثانية، وجد بأنه خاب ظنه بطريقة أدهشته، فلم يتفوق عدد الرجال على النساء بل بالعكس، بالإضافة إلى أنه وجد الهندوس والمسيحين واليهود والملحدين داخل قائمة مستخدمي الموقع كذلك.
يشير آزاد إلى أن هدفه خلف تأسيس الموقعين يعود إلى رغبته في تغيير وجهات نظر المجتمعات نحو تعدد الزوجات، وذلك من أجل استقرار عائلي أفضل مما هو الآن، ففي النهاية هو مسلم، ويرى بأنه سيتم مكافأته إذا أراد الخير للناس، وهذا ما هو في سبيله الآن بإدارته للموقع.