في ظل تراجع عدد السياح الأوروبيين القادمين إلى المغرب، تسعى المملكة لكسب ثقة السياح واكتساح أسواق جديدة على رأسها السوق الروسية، من خلال تنويع خدماتها وتطويرها.
ومن المنتظر أن تعتمد الفنادق المغربية ما يعرف بـ “النظام المفتوح” في تقديم خدماتها للسياح الروس نتيجة ازدياد أعدادهم في المملكة، حسب ما أفادت به وكالة “إنترفاكس” الروسية، الأحد 10 يوليو، كما وقع المغرب مؤخرًا، عددًا من الاتفاقيات السياحية مع روسيا لاستقبال السياح الروس بالمحطات السياحية المغربية، وتتضمن خدمة “النظام المفتوح” تناول كافة الوجبات والمشروبات مجانًا ضمن سعر الغرفة، وعلى مدار 24 ساعة.
وعقب الأزمة بين روسيا وتركيا من جهة وروسيا ومصر من جهة أخرى، سعى المغرب لاستقطاب السياح الروس، وتسويق نفسه كواحد من أكثر الوجهات السياحية أمانًا في شمال إفريقيا، ويطمح المغرب إلى جلب 800.000 سائح روسي عام 2020، وكان المغرب قد استقبل 47 ألف سائح روسي سنة 2013 بارتفاع بلغ 59%.
وتحتل روسيا المرتبة التاسعة في لائحة شركاء الرباط التجاريين، حيث تمثل صادرات المغرب إلى روسيا 0.9% من إجمالي صادرات البلاد، ووارداتها منها تمثل 16.3% من إجمالي الواردات، خلال عام 2014.
وبلغت عائدات قطاع السياحة خلال الربع الأول من العام الجاري 2016، 1.24 مليار دولار، مسجلة ارتفاعًا نسبته 6.5% مقارنة مع الفترة نفسها من السنة الماضية، فيما لم يتجاوز عدد السياح خلال الربع الأول من العام الجاري 1.2 مليون سائح، بتراجع بلغ 1.5% مقارنة مع نفس الفترة من السنة الماضية، حيث بلغ عددهم مليونًا و219 سائحًا.
تراجع السياح الفرنسيين
وتراجع معدل السياح الفرنسيين القادمين إلى المملكة المغربية، كما تراجع عدد السياح القادمين من ألمانيا وإسبانيا، مقابل ارتفاع السياح القادمين من الولايات المتحدة الأمريكية وهولندا وإيطاليا، وتؤكد نفس الأرقام الرسمية أن ليالي المبيت تراجعت بحوالي 0.7% برسم الثلاثة أشهر الأولى من السنة الجارية، ما يتسبب في تراجع قيمة مضافة بنسبة 0.1 %.
وبلغ عدد السياح الذين زاروا المغرب خلال السنة الماضية 10.177 مليون سائح، بتراجع قدره 1% مقارنة مع 2014، ويشغل القطاع السياحي في المغرب أكثر من 480 ألف شخص، يعتبر القطاع أول مصدر للعملة الأجنبية بالبلاد.
ويطمح المغرب في أن يكون من بين أكبر 20 وجهة عالمية بحلول عام 2020 وفرض نفسه كمرجع في مجال التنمية المستدامة في منطقة البحر الأبيض المتوسط.
وتتركز السياحة في المغرب حاليًا إلى حد كبير في وجهتين رئيستين اثنتين: مراكش وأكادير، والتي تمثل أكثر من نصف ليالي المبيت الدولية.
هل تؤثر عودة العلاقات الروسية التركية على السياحة في المغرب
يخشى القائمون على القطاع السياحي في المغرب أن تؤدي عودة العلاقات الروسية التركية واستئناف الرحلات بين البلدين بعد توقف دام عدة أشهر، إلى تراجع عدد السياح الروس القادمين إلى المملكة، واستأنفت الأسبوع الماضي رحلات “تشارتر” بين روسيا وتركيا وسيكون هناك 17 رحلة بعد إعلان الرئيس فلاديمير بوتين الشهر الماضي رفع العقوبات عن السياحة إلى تركيا مع انتهاء الأزمة التي نجمت عن إسقاط سلاح الجو التركي طائرة روسية قرب الحدود السورية في تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي.
وجاء المغرب ضمن لائحة البلدان العشرة التي تعد أفضل الوجهات السياحية التي يمكن زيارتها سنة 2015، والتي توصي بها “لونلي بلانيت” دار النشر الأسترالية المعنية بنشر دلائل الأسفار، ويطلع على منشوراتها 40 مليون شخص في العالم.