افتتاحية الواشنطن بوست، ترجمة وتحرير نون بوست
منذ بداية الأزمة السورية قبل قرابة ثلاث سنوات، أوجدت إدارة أوباما أسبابا لتبقى بمعزل. كل خيار لتورط الولايات المتحدة في المعركة، مثل دعم الثوار المعتدلين، أو فرض حظر للطيران فوق سوريا، كان يتم رفضه بحجة أنه يحتوي على مخاطر، ما الذي من الممكن أن يحدث إذا فشلت الولايات المتحدة في احتواء الوضع؟ وفي هذا الإطار يجب أن ننظر إلى أخبار يوم واحد من الأحداث في سوريا:
– ألقت مروحيات النظام السوري “براميل متفجرة” على منطقة سكنية في أكبر مدن الدولة المُسيطر عليها من قِبل الثوار. قُتل العشرات بينهم ٢٨ طفلا على الأقل.
– أطلقت الولايات المتحدة نداء في جنيف لجمع ٦.٥ مليار دولار لمساعدة السوريين الذين فقدوا منازلهم، أو هُجروا منها، ففي الدولة التي يبلغ تعدادها ٢٢ مليون نسمة، ٨ مليون شخص في حاجة ماسة للمساعدة.
-الواشنطن بوست نشرت تقريرا عن استغلال الأطفال وتدريبهم على السلاح كمقاتلين وهم لم يتعدوا العاشرة من عمرهم، من قِبل مسلحين تابعين أو مقربين من القاعدة.
-العشرات قُتلوا في تفجيرات في العراق، في أعنف هجمات منذ خمس سنوات، العراق يُعاني، وهناك العديد من العوامل التي أدت لذلك، مثل الانسحاب الأمريكي، وأزمات المالكي، لكن ليس هناك عامل أكبر من زيادة تواجد القاعدة في المنطقة.
– هجمات جديدة على الجيش اللبناني، الولايات المتحدة أنفقت أكثر من مليار دولار لدعم الجيش اللبناني منذ ٢٠٠٦ بحسب الوول ستريت جورنال.
– في مكان بعيد عن سوريا، في بلغاريا، تدفق السوريين على البلاد أدى لغضب الحزب اليميني وتصاعد نفوذه في الدولة
الأخبار تستمر، فمئات الآلاف اللاجئين يضغطون على لبنان وتركيا والأردن، هناك ضغوط كذلك على الأقلية المسيحية في سوريا، وخسارة لا يمكن تعويضها في المواقع الأثرية والمساجد التي بُنيت منذ قرون طويلة، والأسواق الكبيرة وغيرها.
مع كل تلك الأخبار، من المستحيل أن نعرف ما الذي كان من الممكن أن تحققه الولايات المتحدة إذا قادت تحركا في سوريا، لكن من الصعب أن نتخيل أن يكون الوضع أسوأ مما هو عليه.
لكن الفائدة الوحيدة لتراخي واشنطن هو قدرتها على التنصل من مسؤولية ما يقع في سوريا!، ورغم ذلك تبقى هذه الفائدة مؤقتة. بالفعل، الولايات المتحدة هي أكبر مانح لمساعدات اللاجئين في سوريا، لكن على الرغم من ذلك يتزايد معدل كراهية الأمريكيين في سوريا، وإدارة أوباما أو خلفه قد يكتشفون لاحقا أن عدم التدخل في المستنقع السوري تتجاوز تكلفته كثيرا تكلفة التدخل المناسب في الوقت المناسب.