المشروع الوطني السوري للأطراف الصناعية، هكذا يطلق على المشروع السوري الذي انطلق أول العام في مدنية الريحانية من إقليم هاتاي التركي المتاخم للحدود السورية لتعويض السوريين الذي فقدوا أطرافهم بفعل الصراع الدائر، حيث باتت الريحانية مقراً لإقامة كثير من السوريين الهاربين من القصف العشوائي لنظام الأسد، ومركزاً لكثير من المراكز الاغاثية والطبية في الجنوب التركي.
عبدالله الذي يبلغ من العمر 19 عاماً كان من أوائل من ساهم المركز في علاجهم جاء من ريف ادلب حيث كان قد أُصيب قبل أشهر من افتتاح العيادة أثناء سفره مع آخرين في “بيك أب” مليء بالنساء والأطفال من ادلب إلى دمشق حيث كانت تدور إحدى المعارك غرب الطريق، وبطريقة ما وجدوا أنفسهم أمام أحد حواجز جيش النظام الذي فتح النار عليهم بشكل مباشر.
يضيف عبد الله أن عناصر النظام استمروا في إطلاق النار بشكل مباشر عليهم ليصاب هو وأخوه أحمد الذي كان يقود، “نظرت إلى قدماي لأكتشف أن كلاهما مصابات والدم ينزف بشدة، كذلك أخي كان ينزف وشعرت في ذلك الوقت كما لو أنها نهاية حياتي”، عندها انحرف أحمد بسرعة إلى حاجز للجيش الحر الذي كان قريباً ونقلنا الى المستشفى.
بعد تلقي العلاج الأساسي لساقه التي تعرضت لأضرار بالغة لمدة 3 اسابيع، عاد عبد الله إلى بلدته بريف ادلب ، الا أن الخدمات الطبية هناك لم تكن مناسبة لحالته التي تحتاج متابعة باستمرار لذا قررت عائلته إعادته الى تركيا ، وبعد رحلة علاج غير ناجحة لمدة شهر ونصف قرر الأطباء بتر ساقه.
وحتى يوم إجراء العملية لم يكن عبد الله يعلم بما سيجري له، الا أن أحمد زاره قبل العملية بساعات وأخبره بعد بعض التلميحات أن الأطباء سيقطعون قدمك من فوق الركبة خوفاً من استمرار العدوى إلى سائر أنحاء جسده، يقول عبد الله: “وقتها كنت أريد أن أصرخ وأبكي”، الا أنني لم أكن قادراً على فعل شيء، ثم يضيف: “طلبت منهم أن يأخدوا لي صورة بهاتفي كآخر صورة لإنسان بكامل قوامه”.
لاحقاً انتشرت إشاعات عن بدء المشروع الوطني السوري للأطراف الاصطناعية الذي أعاد الأمل لكثير من السوريين بتعويض أطرافهم التي فقدوها إما بالقصف العشوائي لمنازل المدنيين او بالاستهداف المباشر من قبل قوات النظام، والذي كان عبد الله أحد المحظوظين الذين ساعدهم المركز بتعويضه بساق اصطناعية يستطيع من خلالها ممارسة كافة أنشطته.
كامل عملية الأطراف الاصنطاعية ما بين قياس ملائمتها للجسم وتركيبها وتجريبها والتي تتم بأكلمها في المركز تأخذ يوماً أو يومين بحد أقصى، بحيث يكون المريض قادراً على الحركة وتحريك الطرف الجديد بعدها بأريحية.
المركز الذي يقدم الخدمة بشكل مجاني ممول ومدار من قبل رابطة الأطباء المغتربين وهي منظمة سورية طبية غير حكومية تأسست على يد مجموعة من الأطباء السوريين للمساعدة في اغاثة ومعالجة السوريين داخل وخارج سوريا وتقديم الخدمات الطبية.