ماذا حدث خلال ٢٢ ساعة تم فيها إفشال انقلاب كاد أن ينجح؟ ٢٢ ساعة تساوي أعمار آلافٍ كانت ستزهق أرواحهم؛ مستقبل بلد سينهار عشرات السنينن بحجم تركيا.
٢٢ ساعة أظهر فيها الشعب التركي؛ الاعلام؛ الشرطة؛ القوات الخاصة؛ المخابرات؛ المؤسسات و البلديات صورة من أبدع الصور في التاريخ الحديث. ووقف فيها الشعب التركي في كل الشوارع والميادين تحت الدبابات وأمام المدرعات في مظهر رائع لشعوب حرة.
الأمر كان مفاجئا للجميع حتى لأردوغان نفسه. لكن السيناريو الذي تم كان مفرحاً للجيمع.
لنرى ماذا حدث.
الساعة العاشرة مساءًا يوم الجمعة 15 يوليو تخرج دوي السلاح في مبنى الاركان العامة للجيش التركي. وفي نفس التوقيت قام مجموعة من جنود الجيش بإغلاق مداخل كوبري البسفور من الناحية الآسيوية بإسطنبول.
بعدها أعلنت المصادر الأمنية عن محاولة لانقلاب يقف وراءها جماعة فتح الله غولن.
الساعة الثانية عشر يتحرك أردوغان من الفندق الذي يقيم فيه بقرية مارماريس تجاه مطار إسطنبول. في نفس التوقيت تقريبًا تم قراءة بيان المجموعة الانقلابية على التلفزيون الرسمي التركي. حيث قامت المذيعة بقراءته تحت تهديد السلاح.
خرج أردوغان في مكالمة سكايب مناديًا الشعب الخروج للشوارع والاتجاه نحو المطار. وتلك اللحظة التي أظهرت أن الامر جد.
الساعة الواحدة صباحًا قام القمر الصناعي “ترك سات” بقطع البث عن التلفزيون التركي وكان ذلك خطوة هامة فقامت الطائرات بقصف مقر ادارة القمر في أنقرة.
الساعة الثانية بدأت الاعتقالات في صفوف الجنود المشاركين في عملية الانقلاب.
الساعة الثانية والنصف صباحاً تم القبض على 4 ضباط و13 جندي كانوا يحاولون الدخول إلى المجمع الرئاسي في أنقرة؛ وهذا كان مهم جداً وبداية تخلخل المجموعة الانقلابية.
قامت الطائرات التابعة للمجموعة الانقلابية قبيل الساعة الثالثة صباحاً بالقاء القنابل على مجلس النواب التركي وتدمير جزء منه وإصابة أفراد الأمن.
الساعة الثالثة صباحًا عاود التلفزيون التركي البث من جديد بعد السيطرة عليه واعتقال الجنود داخلها.
بعدها بفترة بسيطة وصل أردوغان إسطنبول. وكان وقت ظهوره مدروس.. وخروجه في مؤتمر صحفي متحدثا.
الساعة الرابعة قامت النيابة العامة في أنقرة بإصدار قرار اعتقال كل من شارك في هذه العملية الانقلابية التي سمت نفسها لجنة الصلح في الوطن.
الساعة السادسة والنصف صباحاً تم إسقاط المروحية التي استهدف مركز القمر الصناعي “ترك سات” في انقرة.
الساعة الساعة وخمسين دقيقة تم تعيين الجنرال قائد الجيش الأول “أمين دوندار” رئيساً عاماً للاركان بالوكالة؛ بعد انقطاع الاخبار عن خلوصي أكار رئيس الاركان.
الساعة السابعة والنصف القبض على قائد الجيش الميداني الثالث الجنرال اكرم جاغلر في مدينة ارزنجان.
الساعة السابعة وخمسين دقيقة وزير الداخلية التركي افكان أعلى يقوم بعزل 29 ألباي و5 جنرالات من وظائفهم بعد ثبوت تورطهم في الانقلاب. الساعة الثامنة والربع يتم القبض على قائد الجيش في منطقة أجة الجنرال ممدوح حقبلان.
الساعة الثامنة والنصف يتم تحرير رئيس الأركان خلوصي اكار وأخذه إلى مكان آمن.
الساعة التاسعة إلا ربع تقوم الشرطة بالسيطرة على الرئاسة العامة للجاندرما (الدرك).
الساعة العاشرة إلا ثلث يقوم 200 جندي بتسليم أنفسهم من داخل مبنى الأركان العامة بعد ترك أسلحتهم والقبض عليهم.
في نفس التوقيت يتم فتح التحقيق مع 2 من قيادات عليا سابقة في الجيش التركي بتهمة إهانة الوطن. وهم قائد القوات الجوية السابق وقائد التدريب في القوات البرية السابق.
الساعة العاشرة صباحاً 700 جندى آخرين يقومون بتسليم أنفسهم ممن كانوا داخل مبنى الأركان العامة. واعتقال جنرالين في مدينة بنجول.
الساعة الحادية عشر يقوم وزير الداخلية بعزل قائد أمن السواحل من مهامه.
الساعة الثانية عشر تقوم القوات الخاصة من الشرطة بعملية دهم في مبنى الأركان العامة وتعتقل أكثر من 200 جندي من داخل المبني بعد مشادات طويلة.
الساعة الثامنة إعلان انتهاء العمليات ضد المجموعة الانقلابية.
الساعة العاشرة مساءًا تقوم النيابة العامة في أنقرة فتح التحقيق مع 2745 من المنتسبين للحركة الانقلابية.
وخروج رئيس الوزراء التركي في مؤتمر صحفي وبجانبه رئيس الأركان وزيري الدفاع والداخلية.
توفي خلال ٢٢ ساعة ١٦٠ مواطنًا تركيًا جراء إطلاق النار عليهم من قبل قوات الجيش وإصابة المئات.
نجاح أردوغان وفريقه في افشال الانقلاب جاء من حسم الأمر بفضل جهاز المخابرات والقوات الخاصة والشرطة التي قامت بالتصدي لأفراد الجيش من المجموعة الانقلابية.