أستأنف التحالف ضرباته ضد تنظيم الدولة الإسلامية انطلاقًا من تركيا بحسب الأخبار الواردة عصر اليوم 17 يوليو/تموز، بعدما أوقفت الحكومة التركية العمليات الجوية مؤقتًا جراء محاولة الانقلاب الفاشلة في تركيا حيث أغلقت الحكومة التركية المجال الجوي أمام الطائرات الحربية. ويشير استئناف العمليات العسكرية من قاعدة أنجيرليك أن عملية “تطهير القاعدة الجوية من المرابطين الأتراك المتهمين بمشاركتهم في الانقلاب قد انتهت”.
إلا أن مجرى العلاقات بين تركيا والولايات المتحدة لا ينحصر على قاعدة أنجرليك وإعادة فتح المجال الجوي أمام الطائرات المشاركة في قتال داعش في سوريا والعراق، حيث نقلت صحيفة الواشنطن بوست في تحليل لها أن العلاقات التركية الأمريكية قد تشهد مزيدًا من التعقيد في الفترة المقبلة وقد وقعت في حالة من الغموض وعدم اليقين في أعقاب محاولة الانقلاب الفاشلة في تركيا فالمسؤولين الأتراك والأمريكيين قضوا أشهرًا عديدة وهم يناقشون مسألة استخدام القوات الجوية الأمريكية لقاعدة أنجرليك في تركيا.
دعى الرئيس الأمريكي لاجتماع طارئ لفريق الأمن القومي يوم السبت لمناقشة تطورات الأحداث في تركيا، كما تابعها مع مستشاريه في السياسة الخارجية عن كثب.
والمعلوم أيضًا أن الولايات المتحدة تعتمد على تركيا بشكل كبير في قتال تنظيم الدولة الإسلامية وفي توفير ملاذ آمين للاجئين السوريين الفارين من جحيم الحرب في سوريا. وبحسب رويترز فإن جون كيري قال إن محاولة الانقلاب التي شهدتها تركيا لن تعطل معركة الولايات المتحدة ضد تنظيم الدولة.
وعقب ما حدث في تركيا دعى الرئيس الأمريكي فريق الأمن القومي إلى اجتماع طارئ السبت لمناقشة تطورات الأحداث في تركيا كما تابعها مع مستشاريه في السياسة الخارجية، بحسب صحيفة الواشنطن بوست.
وقالت الصحيفة أن فشل الانقلاب انعكس بشكل إيجابي على أجواء البيت الأبيض ووزارة الدفاع الأمريكية، وتخشى القيادة الأمريكية أن يتفرد أردوغان بالسلطة ويضيق الخناق على قادة المعارضة داخل البلاد، وبحسب أحد المسؤولين الكبار في البيت الأبيض فإنه لا يتوقع المزيد من الديمقراطية بعد محاولة الانقلاب الفاشلة تلك، ويضيف أن العلاقة بين تركيا والولايات المتتحدة ستزداد تعقيدًا.
والظاهر من التصريحات الورادة من قبل الطرفين أن العلاقة بينهما ستتجه للارتباك ولو مؤقتًا إلى أن يتم تذليل الصعاب لتقريب وجهات النظر بين الطرفين بخصوص الملفات الشائكة التي يشكل تسليم فتح الله غولن على رأسها.
تخشى القيادة الأمريكية أن يتفرد أردوغان بالسلطة ويضيق الخناق على قادة المعارضة داخل البلاد
أردوغان يريد غولن وأمريكا ترد
انتقد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الولايات المتحدة في أكثر من مناسبة على استضافتها للمعارض الإسلامي التركي فتح الله غولن في ولاية بنسلفانيا الأمريكية، وطالب أردوغان الولايات المتحدة بتسليم غولن لتركيا حيث تتهمه أنقرة أنه وراء محاولة الانقلاب الفاشلة.
وقد ردت الخارجية الأمريكية على تصريحات القيادة التركية أنها مستعدة للنظر في الطلبات التي تقدمها تركيا لتسليم غولن للمثول أمام المحكمة، وقد تحدث وزير الخارجية جاويش أوغلو مع جون كيري حول إعادة غولن إلى تركيا وبحسب وكالة الأناضول فإن جاويش وكيري تناولا مسألة الإجراءات القانونية لإعادة غولن والعوائق التي تقف أمام تلك الإجراءات.
تناول كل من جاويش أوغلو وكيري مسألة الإجراءات القانونية لإعادة غولن والعوائق التي تقف أمام تلك الإجراءات.
وقد أبلغ كيري نظيره التركي أن الادعاءات بتورط واشنطن في الانقلاب الفاشل تضر بالعلاقات بين البلدين العضوين في حلف شمال الأطلسي، وقال متحدث باسم الخارجية الأمريكية في بيان نقلته رويترز إن كيري حث تركيا على ضبط النفس واحترام سيادة القانون خلال تحقيقاتها في هذه المؤامرة، وقال أيضًا أن الولايات المتحدة مستعدة لتقديم المساعدة للسلطات التركية التي تباشر هذا التحقيق ولكن التلميحات أو الادعاءات العلنية عن أي دور للولايات المتحدة في محاولة الانقلاب الفاشلة كاذبة تمامًا وتضر بالعلاقات الثنائية بين البلدين.
واللافت في الأمر أن السفارة الأمريكية في أنقرة أصدرت بيانًا اعتبر ما يجري في تركيا أنها انتفاضة أو ثورة دون الإشارة إلى وجود انقلاب عسكري، ومن ثم عادت وعدلت البيان لتُضمن كلمة انقلاب.
أما صحيفة نيويورك تايمز فتتوقع أن تتراجع الحريات أكثر بعد الانقلاب الفاشل في تركيا وهذا سيشكل تحديًا للمجتمع الدولي الذي يواجه تنظيم الدولة في سوريا جارة تركيا، وتشير الصحيفة أن أردوغان سيستغل الأزمة ليسحق المتآمرين من الجنود والمعارضين من اليسار مستشهدين بأقوال أردوغان “سيدفعون الثمن الغالي” وأن ” هذه المحاولة هي منحة آلهية؛ لأنها ستساعدنا على تطهير الجيش”.
وتأكيد الولايات المتحدة ودعمها المطلق للحكومة المدنية المنتخبة انتخابًا ديمقراطيًا والمؤسسات الديمقراطية في تركيا يشير أن الشرق الأوسط المشتعل لا يتحمل تفكك دولة جديدة أخرى كتركيا التي تعد حيوية وحاجزًا قويًا للناتو ولديها أكبر جيش في المنطقة، بحسب الصحيفة.
والجدير بالذكر أن أردوغان أكد عزمه على متابعة ما سماه الكيان الموازي حتى النهاية وخلال كلمة تشييع بعض ضحايات الانقلاب تكلم أردوغان قائلًا أن الكيان الموازي أو ما سماه منظمة فتح الله غولن “تتساقط رويدًا رويدًا وأن الآلاف من أتباعها تم اعتقالهم”، مؤكدًا في الوقت نفسه أن كل أعضاء هذه المنظمة من جنرالات وغيرهم سيتم اعتقالهم واصفًا أن خطر هذه المنظمة على الدولة كخطر السرطان وهي منتشرة في كل أجهزة الدولة ويجب التخلص منها. وقال إنه ستتم مراسلة الولايات المتحدة وأوروبا عن طريق وزارتي العدل والخارجية للمطالبة بتسليم غولن وأتباعه.
وصف أردوغان خطر منظمة فتح الله غولن بالسرطان وأنها منتشرة في كل أجهزة الدولة ويجب التخلص منها، وأن كل أعضاء المنظمة من جنرالات وغيرهم سيتم اعتقالهم.
ويذكر أن القوات التركية استطاعت حتى الآناعتقال ما يقرب من 6 آلاف شخص في أنحاء الدولة من مختلف القطع المنضوية في الجيش التركي بسبب صلتهم بمحاولة الانقلاب الفاشلة فضلا عن القضاة الذين ثبتت بحقهم تعاملهم مع بشكل مباشر أو غير مباشر مع الانقلابيين.
ويذكر إلنور شفيق كبير مستشاري الرئيس أردوغان أن المحاولة الانقلابية فشلت بشكل كامل وأنه تمت السيطرة على البلاد كليًا إلا أن الاعتقالات بحق القادة العسكريين المسؤولين عن الانقلاب لا تزال مستمرة وأضاف شفيق أن الحكومة كانت على علم بوجود أشخاص متمردين يودون الانقلاب على السلطة والآن سيجري إخراجهم من الجيش بعد تحديد أسمائهم بشكل دقيق.