ويعاني الأسير الفلسطيني القابع في سجن مستشفى العفولة جنوبي الأراضي المحتلة عام 48 من انغلاق في الشرايين وسط تحذيرات رسمية وحقوقية محلية من وفاته في أي لحظة .
البرغوثي – حامل الجنسية الأردنية – الذي يُطلق الفلسطينيون عليه لقب “أمير الظل” نسبةً لكتاب ألفه من داخل زنزانته ضمن رسالة أوصلها لابنته الكبرى حكمت عليه إسرائيل بالسجن 67 مؤبد إضافة إلى 5200 عام وهو أعلى حكم ضد أسير فلسطيني.
ويخوض البرغوثي (41 عاماً) إضراباً مفتوحاً عن الطعام لليوم الثاني والتسعون على التوالي ضمن معركة أطلق عليها المعتقلون الفلسطينيون في السجون الإسرائيلية “الأمعاء الخاوية” للمطالبة بنيل حقوقهم من سلطات السجون في إسرائيل.
وحذرت جمعية فلسطينية لرعاية شئون الأسرى والمحررين من خطورة الوضع الصحي للأسير البرغوثي.
وبحسب جمعية واعد للأسرى والمحررين في غزة فإن “الأسير البرغوثي الذي يقبع في مستشفى العفولة أصيب بانغلاق في الشرايين بحيث لم يعد جسده يتجاوب مع محلول الجلوكوز” .
وقال عبد الله قنديل الناطق باسم جمعية واعد في تصريح صحفي من خيمة التضامن مع الأسرى أمام مقر الصليب الأحمر بغزة الاثنين “لم تعد الإبر قادرة على الثبات في أوردة الأسير البرغوثي بسبب حالة الضمور والانكماش في خلايا جسده” .
وأشار قنديل إلى فشل الأطباء في إعطاء الأسير البرغوثي أية مدعمات طبية بسبب تردي وضعه الصحي ولأن الأوردة في حالة انكماش كاملة .
في حين اعتبر باحث في شئون الأسرى من غزة أن الوضع الصحي للأسير البرغوثي يتدهور بشكل كبير وخطير ما ينعكس على قامته وصحته بشكل مباشر.
وقال إسماعيل الثوابتة مدير المركز الفلسطيني للدفاع عن الأسرى في حديث لـ”نون بوست” :البرغوثي مصمم على الاستمرار في الإضراب عن الطعام، ويرفض أن يفك إضرابه بتاتاً” .
وأضاف : “يخوض البرغوثي إضرابا مفتوحا عن الطعام تضامنا مع الأسرى الأردنيين المضربين عن الطعام حيث وضعهم الصحي هم الآخرين صعب وبحاجة إلى موقف سياسي وتدخل فوري وعاجل من القيادة الأردنية حكومة وملكاً”.
وتأثر الهيكل العام للبرغوثي بشكل كبير نتيجة الإضراب الذي دخل شهره الثالث على التوالي ، وبات يشاهد الهزال والضعف على جسده نتيجة استمراره في الإضراب.
وأشار الثوابتة إلى أن آثار الإبر في يدي الأسير “عبد الله” باتت بارزة وعلامات الالتهاب واضحة إضافة أن الخطورة وصلت إلى بعض وظائف الكبد والكلى وبعض أجهزة جسده، وفق تعبيره.
وتابع “أيضاً هناك انغلاق في عدد من الشرايين في يديه ومناطق أخرى من جسده، وحاليا هو يعاني من آلام شديدة في الرأي وأنحاء متفرقة من الجسد، وكذلك هناك مضاعفات صحية سلبية انعكست على جسده نتيجة استمراره في الإضراب عن الطعام”.
وكان البرغوثي قد وجه رسالة مؤخراً إلى زوجته وابنته وأخته أكد فيها إصراره على خوض الإضراب وإمكانية أن يتوقف عن شرب الماء.
ونشرت وزارة الأسرى الفلسطينية الرسالة التي وجه فيها البرغوثي حديثه لزوجته قائلاً : “إليك زوجتي وحبيبة الروح (..) أقول عذرا كل العذر (..) أحدنا مضرب والأخر وهو أنت لا يتمكن من تناول كسرة الخبز إلا بعد جهد جهيد لان طعمها مر وعلقم” .
وقبل أسابيع أثيرت شائعات عن موت الأسير البرغوثي سريريا وهو ما نفته مؤسسات إعلامية وحقوقية فلسطينية واعتبره عار عن الصحة، متهمة “الإعلام الإسرائيلي بنشر هذا الخبر نقلاً عن مصادر فلسطينية لم يسمها” .
وتتواصل جهات رسمية وحقوقية محلية في الأراضي الفلسطينية مع أهل الأسير عبد الله القاطنين في العاصمة الأردنية عمان ومع المحامين المتابعين للأسرى الأردنيين المضربين عن الطعام داخل السجون الإسرائيلية .
ورأى المتحدث باسم فريق دعم الأسرى الإعلامي “فداء” أنس أبو خضير أن عزل البرغوثي في مستشفى العفولة لوحده بينما باقي الاسرى المضربين في مستشفى سوروكا يشير بنية إسرائيل إيذاء الأسير.
وقال أبو خضير :” ليس هناك ما يردع الاحتلال عن اغتيال البرغوثي لا دينيا ولا اخلاقيا ونعلم ضربه كل القوانين والمواثيق الدولية بعرض الحائط” .
وترفض إسرائيل الإفراج عن الأسير البرغوثي حتى لو فقد حياته داخل سجونها .