بلا شجب دولي ولا إدانة أكثر من 300 شخصًا قتلوا وجرح مئات في غارات سورية وروسية وأخرى لطائرات التحالف الدولي على حلب وريفها وريف دمشق وإدلب ومدينة منبج الخاضعة لسيطرة تنظيم الدولة الإسلامية “داعش”.
من بين هؤلاء 125 شخصًا قتلوا معظمهم نساء وأطفال في غارات للتحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة على قرية توخار كبير، فيما قالت وكالة أعماق التابعة لتنظيم الدولة الإسلامية “داعش” إن عدد القتلى بلغ أكثر من 160 مدنيًا.
هذه المجزرة بغطاء دولي وقعت بسبب فشل محاولات قوات سوريا الديمقراطية في اقتحام مدينة منبج، لتستهدف آلة القتل الدولية عائلات نزحت من عدة مناطق بريف منبج جراء الحرب الدائرة، حتى أن المصادر الميدانية أكدت أنه جراء الغارات التي شنتها الولايات المتحدة فجر أمس على قرية توخار بريف مدينة منبج أوقعت قتلى غالبيتهم نساء وأطفال, من بينهم عائلات بأكملها قضوا تحت القصف العشوائي.
#منبج_تباد
طائرات أمريكية ترتكب مذبحة ف منبج! عوائل كاملة أبيدت! أطفال ونساء وشيوخ والصور خارج نطاق الوصف
لاحول ولاقوة إلا بالله
— د. صنهات بدر العتيبي (@drsunhat) July 19, 2016
كما ذكرت ذكرت وكالة الأناضول التركية للأنباء أن القصف استهدف تجمعًا لمدنيين كانوا يحاولون الخروج من قرية توخار. وكانت الأنباء المتواردة قبل ذلك قد أكدت إن 23 شخصًا قتلوا أول أمس في قصف شنته طائرات التحالف الدولي على أحياء منبج وقرى في ريفها.
حين تتحدث أمريكا عن الديموقراطية أوحقوق الإنسان فهي مثل الشيطان حين يتحدث عن فضائل الإيمان
إيمان بالباطل#منبج_تباد pic.twitter.com/xScfY4atKa
— د . محمد البراك (@mohamdalbarrak) July 19, 2016
وأضافت الأنباء الواردة من منبج أن القصف تسبب في تدمير مبنى المطحنة وعدد من المساجد والمدارس, بالإضافة لأكبر مستشفيات المدينة. وأكدت أن عدد القتلى من المدنيين منذ بدء الهجوم على المدينة قبل شهرين بلغ 283 شخصًا قضى العدد الأكبر منهم في قصف للتحالف الدولي. ليصبح مدنيو منبج بذلك هدفًا مشروعًا للقتل تحت غطاء دولي.
#منبج_تباد
تكالبت عليهم الضباع
داعش من جهة وقوات الكرد الموالية للنظام والقصف الأمريكي من جهة ثالثة..
والعالم يتفرج ..
اللهم احفظهم بحفظك
— أحمد الكندري (@eng_alkandari) July 19, 2016
لا ردود أفعال دولية
اكتفت منظمة العفو الدولية بدعوة التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة لبذل المزيد من الجهد للحيلولة دون وقوع قتلى من المدنيين، في الوقت الذي خرج فيه المتحدث باسم التحالف العقيد كريس غارفر ليقول إن التحالف يدرس تقارير عن مقتل مدنيين لكنه “يتوخى الحذر الشديد” ليتأكد من أن الغارات لا تقتل سوى مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية.
أين النظام العالمي أما
تبدو له في الشَّام أخطارُ؟
أين القوانين التي وضعتْ
أوما لهذاالظلم إنكار؟#منبج_تباد#العشماوي pic.twitter.com/ipjVv0EhPN
— عبد الرحمن العشماوي (@Dr_Ashmawi) July 19, 2016
المجتمع الدولي لا يريد أن يعترف بقتل قرابة 300 مدني في غارات عشوائية على مدينة منبج منذ شهرين لاقتحامها، وهو اتباع واضح لسياسة الأرض المحروقة بعد فشل قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من طيران التحالف في التقدم البري على الأرض، لذا يمكن تصنيف هذه الأعمال العدائية ضد المدنيين كنوع من أنواع الانتقام والتنكيل الغير مبرر بالمدينة.
#منبج_تباد وصمت العالم يعطي القاتل إشارة خضراء لقتلها وحكومات الغرب التي تدعي الديموقراطية وحماية حقوق الانسان تتعامى
اللهم نصرك الذي وعدت
— عبد الرحمن العشماوي (@Dr_Ashmawi) July 19, 2016
ومن جانب الهيئة العليا للمفاوضات لقوى الثورة والمعارضة السورية فقد وجهت رسالة للأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بشأن القصف الذي يتعرض له ريف حلب ومدينة منبج خصوصًا، داعية المنظمة الدولية إلى تفعيل مبدأ حماية المدنيين في سوريا.
حيث قال المنسق العام للهيئة رياض حجاب في رسالته إن المدنيين في ريف حلب ومنبج يتعرضون لعمليات قتل بشكل غير مسبوق، وسقط المئات معظمهم من النساء والأطفال، كما دفنت عائلات بأكملها تحت الأنقاض نتيجة قصف طائرات التحالف الدولي، معتبرًا ذلك استكمالًا لما تفعله قوات سوريا الديمقراطية.
#منبج_تباد .. طيران أمريكي يشن هجمات وحشية على “منبج” تقتل وتصيب المئات. لم تخطئ طائرات أمريكا يوما بإصابة أتباع خامنئي بسوريا!!
— ياسر الزعاترة (@YZaatreh) July 19, 2016
ويبدو من سخرية الأحداث أن النظام السوري نفسه الذي قتل عشرات الآلاف من السوريين أدان مجزرة منبج على يد قوات التحالف الدولي، حيث طالب تطالب الأمم المتحدة ومجلس الأمن بإدانة مجزرة منبج وتحمل مسؤليتهما بمحاسبة من أسماهم “داعمي الإرهاب”.
إبادة جماعية! والعالم إما صامت أو مندد بلا أثر؟
أين المتباكون على قتلى الغرب؟! والمجللون معالمهم بالأحزان؟! الله المستعان!#منبج_تباد
— بسام بن رشيد (@basam193) July 20, 2016
أهمية مدينة منبج
كانت قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من الولايات المتحدة قد شنت هجومًا في نهاية شهر مايو الماضي لاستعادة آخر الأراضي التي يسيطر عليها تنظيم الدولة على الحدود مع تركيا، وتمكنت قوات سوريا الديمقراطية مدعومة بضربات جوية للتحالف الذي تقوده الولايات المتحدة من محاصرة المدينة لكن التنظيم ينفذ هجمات من حين لآخر للحيلولة دون وقوعها.
أليس لأرواح السوريين في منبج حرمة مثل أرواح الفرنسيين في نيس، أيها القتلة الأرهابيون. لكم الله يا أهل سوريا.#منبج_تباد
— يوسف القرضاوي (@alqaradawy) July 20, 2016
وتنبع أهمية مدينة منبج إلى جانب مدينتي الباب وجرابلس الحدودية مع تركيا من كونهم معاقل لتنظيم الدولة في محافظة حلب. ولمنبج تحديدًا أهمية استراتيجية كونها تقع على خط الإمداد الرئيسي للتنظيم بين الرقة معقله في سوريا والحدود التركية.
300 قتيل في #سوريا في يوم واحد
لله نشكو حالهم ولاننادي عالم ولا حاكم ،لاحياة لمن تنادي#منبج_تبادhttps://t.co/JVJeq0JUq9
— مــَـــــنارْ☁IraQ (@IraQ__m90) July 20, 2016
ويخوض تنظيم الدولة الإسلامية من جهته معركة للدفاع عن معاقله أمام التحالف الدولي والمليشيات الكردية على الأرض, ومؤخرًا قالت وكالة أعماق التابعة لتنظيم الدولة إن مقاتلي التنظيم سيطروا على جبلي الأقرع وأم السرج وقرية قرعة جنوب مدينة منبج، إضافة لقرية الهوشرية شمالًا. وأضافت الوكالة أن 34 من القوات الكردية المعروفة باسم قوات سوريا الديمقراطية قتلوا في الهجوم.
آثار الدمار الذي لحق بمنازل المدنيين إثر استهداف حي #الصاخور بصاروخ مظلي #وكالة_ثقة #حلب#منبج_تباد pic.twitter.com/YtplwCjPGi
— وكالة ثقة (@thiqanewsagency) July 20, 2016
مدينة منبج وريفها بحسب ناشطين تودع كل يوم عشرات القتلى ممن لا بواكي لهم، وكل ذنبهم أن تنظيم الدولة يسيطر على مناطقهم، والمليشيات الكردية وطائرات التحالف يخوضون حربًا ضد التنظيم للسيطرة على هذه المنطقة، وسط تعتيم إعلامي كبير من قبل المليشيات الكردية على كل الانتهاكات والمجازر التي ترتكب بحق المدنيين العزل في المدينة.
جرحى اطفال جراء الغارات الجوية على مدينة ادلب #منبج_تباد pic.twitter.com/6s7Ya64Gu4
— ثورة الكرامة (@Newsffffff) July 20, 2016