تنشر ويكليكس 294.548 بريدًا إلكترونيًا مُسربًا من حزب العدالة والتنمية عُرفت بـ “رسائل أردوغان”، يعود أقدمها إلى عام 2010، أما أحدثها فكان بتاريخ 6 يوليو/ تموز 2016، أي قبل محاولة الانقلاب بأسبوع واحد فقط، حيث أعلنت ويكليكس عن تأخير ميعاد نشر الرسائل المحدد له مُسبقًا، فقد حصلت على تلك الرسائل قبل الانقلاب بعدة أيام، لتقوم بنشر أول دفعة منها أمس الثلاثاء في الساعة الحادية عشر مساءً.
تحتوي الرسائل المنشورة الآن على مسائل حساسة تخص الشأن الداخلي التركي، إلا أن ويكليكس أكدت بأن مصدر تلك التسريبات لا يمت بصلة لمدبري الانقلاب وليست له علاقة بالأحزاب المعارضة كذلك، مما يطرح علامة تعجب حول مصدر التسريبات التي يعود أحدث تاريخ فيها إلى قبيل الانقلاب بأسبوع واحد فقط!
يحتوي الجزء الأول من التسريبات على 762 عنوانًا بريديًا يبدأ أصحابه بحرف “A” وينتهي الترتيب بحرف الـ “i”، وتختص الرسائل بمعلومات من حزب العدالة والتنمية تخص بنية السلطة السياسية في تركيا، كما أشارت ويكليكس في تغريدة على حسابها على تويتر يوم الإثنين تقول: “استعدوا للقتال فنحن سننشر أكثر من 100 ألف تغريدة عن بنية السلطة السياسية في تركيا”.
ANNOUNCE: Get ready for a fight as we release 100k+ docs on #Turkey's political power structure. #TurkeyCoup #Soon pic.twitter.com/dhJuWza4Es
— WikiLeaks (@wikileaks) July 18, 2016
تظهر وثائق ويكليكس الآن في وقت شديد الحرج لنظام أردوغان، والتي تشير إلى إشارات استفهام كثيرة حول أسئلة غير واضحة الإجابات حتى الآن، منها ما إذا كانت محاولة الانقلاب الفاشلة هي تدبير من أردوغان نفسه لإحكام قبضته على المعارضة في البلد، أو أنه سمح لمحاولة الانقلاب بالحدوث رغم علمه بها، فقط لتكون مبررًا لحملة الاعتقالات الجماعية التي يشنها أردوغان الآن على قادة الجيش والقضاة والنواب، بالإضافة إلى منعه من السفر لما يقرب من 15 ألف أكاديمي في الجامعات الخاصة والحكومية وعزله الكثير منهم عن مناصبهم التعليمية في الجامعات والهيئات التعليمية، وذلك بالإضافة إلى شكوك حول مسألة إعادته حكم الإعدام إلى القانون التركي من جديد بعد أن تم إلغاؤه كليًا، وذلك من أجل معاقبة مدبري محاولة الإنقلاب.
تعرض موقع ويكيليكس للهجوم الإلكتروني عن طريق القرصنة، بعد نشر أول دفعة من الرسائل المسربة على الموقع، أشارت ويكليكس إلى أن مصدر الهجوم مجهولًا بالنسبة إليهم، إلا أنهم نشروا تغريدة بعد عدة ساعات تفيد بحظر الموقع في تركيا.
بعض مما نشرته ويكليكس على صفحتها الرسمية على موقع تويتر
WikiLeaks ordered to be blocked nationwide in #Turkey after releasing 300 thousand emails from #Erdogan's party AKP pic.twitter.com/Q5vWWimklY
— WikiLeaks (@wikileaks) July 20, 2016
حظر موقع ويكليكس في تركيا بعد نشره لـ 300 ألف رسالة مسربة لحزب العدالة والتنمية
#Wikileaks'in yayınladığı maillerde AKP Milletvekillerinin cep telefonu numaraları var. h/t @necmialaca pic.twitter.com/VCrYrqIRg8
— WikiLeaks (@wikileaks) July 20, 2016
تحتوي الدفعة الأولى من الرسائل على رسالة تحتوي على قائمة بأسماء وأرقام هواتف نواب حزب العدالة والتنمية
"Censorship is always a sign of fear" – somebody is very scared of WikiLeaks #Turkey #AKPemails — fight back https://t.co/MsNZhrTzTL
— WikiLeaks (@wikileaks) July 19, 2016
يعد فرض الرقابة على ويكليكس علامة واضحة على الخوف منا بشدة
تُنسب كل الرسائل إلى الحساب البريدي للموقع “akparti.org.tr”، وهو الموقع الرسمي لحزب العدالة والتنمية، الحزب الحاكم في تركيا، كما تغطي الرسائل بنية السياسة التركية الخارجية والداخلية، كما تكشف الكثير من المعلومات عن أردوغان رئيس الحزب الحاكم قبل أن يكون رئيسًا للجمهورية التركية.
بيان من قراصنة مجهولين مؤيدين لتسريبات ويكليكس الأخيرة يشيرون إلى احتمالية كون الحكومة التركية وراء هجمات القرصنة المستمرة على موقع ويكليكس، كما أن لأحزاب المعارضة التركية الحق في الحصول على المعلومات المنشورة من تسريبات ويكليكس، ولهذا يقول البيان بأن الحكومة التركية ستستمر في حملتها على موقع ويكليكس للحصول على أية معلومات ستنشرها ويكليكس قريبًا مع الدفعات القادمة.
PRESS STATEMENT #OpTurkey pic.twitter.com/MY5R8KSEot
— Anonymous (@YourAnonGlobal) July 19, 2016
موقف النشطاء الأتراك من التسريبات على تويتر
لماذا تنشروا هذه الوثائق الآن، هل هناك هدف محدد، أم تريدون خدمة مدبري الانقلاب، أم أنكم وجدتم هذه الوثائق الآن؟
@wikileaks Take your dirty hands and plans away from my country!
— aslabirdaha (@aslabirdaha) July 18, 2016
“ابعدوا أيديكم القذرة عن بلادي”
Looks like wikileaks will add some fuel to the Turkish fire… Questionable timing of course… https://t.co/e7RVl61yPA
— Peter Nut (@nipped) July 18, 2016
” يبدو أن ويكليكس ستصب الزيت على النار، إنه توقيت مريب بالتأكيد”
يثير توقيت انتشار التسريبات الكثير من الشكوك حول مصدرها، فحجم تسريبات كتلك تعود إلى ما يقرب خمس سنوات ماضية من فترة حكم حزب العدالة والتنمية لا يشير إلا لكون احتمالية المصدر هو مصدر مقرب لمدبري الانقلاب، أو له علاقة بشكل أو بآخر بمحاولة الانقلاب الفاشلة، حيث إن تاريخ الرسائل يعود إلى تاريخ حديث للغاية قبيل الانقلاب بأسبوع واحد، وذلك يشير بأصابع الاتهام إلى مصدر حكومي من الممكن أن يكون أدلى بها لويكليكس.
صرّحت ويكليكس على موقعها وعلى حسابها على تويتر بأنها لا تؤيد الانقلاب ولا تؤيد حزب العدالة والتنمية كذلك، ولا تتخذ موقفًا من القضية أو تنحاز لأحد أطرافها، فهي فقط تريد نشر الحقيقة، والتي لا يرغب الكثير في ظهورها، كما هو من الواضح من عمليات القرصنة والهجوم على الموقع منذ نشر التسريبات وحتى الآن.