لا يكون الجنس غريزة طبيعية في بني آدم في كل الأحيان، بل أحيانًا يمكن استغلاله ليكون أحد الجرائم التي يمكن وصفها بأنها هدر لحق الإنسانية، ويمكن أن تكون تجربة قاسية ومؤلمة للكثير من الفتيات وكذلك الرجال، فهناك حول العالم عادات وطقوس للجنس ربما لم تسمع عنها من قبل، وربما تبدو لأصحابها هي مجرد طقوس تربوا عليها منذ الصغر، إلا أنها في نظر العالم المتمدين، هي جريمة في حق الإنسانية، وإهدار لحق المرأة وحريتها.
في مالاواي بالقرب من جنوب إفريقيا، يتاقضى عامل الجنس 3 دولارات ليقوم بممارسة الجنس مع فتيات في عمر الثانية عشر لمدة ثلاث ليال متتالية، تحت إشرف والديهم وذلك بعد وصولهن سن البلوغ، في عملية تُعرف بالتطهير، والتي لا يراها المجتمع هناك بكونها نوعًا من الاستغلال الجنسي، أو الاغتصاب.
لا يشترط أن يمارس العامل الجنس مع الفتيات الصغار فحسب، بل يشترط على المناطق التي مازلت تتبع هذه العادة أن تقوم المرأة بتأجير هذا العامل ليقوم بممارسة الجنس معها في حالة إن مات زوجها قبل ان تدفنه، وفي حالة حدوث إجهاض للمرأة الحامل، فعليها أن تقوم بتأجير هذا العامل كذللك، فضلًا عن ذلك لا يحق للفتاة رفض عملية التطهير التي يفرضها عليها أهلها في ذلك السن، وذلك لاعتقادهم الشديد بأن رفض الفتاة أن تبدأ رحلتها من الطفولة إلى الأنوثة يعود عليها بالتعاسة في حياتها وسوء الحظ، كما يؤمنون بأنه يجلب الأمراض لها ولعائلتها كلها.
تقول إحدى الفتيات التي مرت بتلك التجربة في تقرير للبي بي سي بأنها لم يكن لديها خيار آخر غير أن تخوض تلك التجربة، حيث قام أهلها بتهويل النتائج المتوقع حدوثها إن رفضت الفتاة، وأخبروها بالمرض والموت الذي أصاب عائلات لفتيات أخرى رفضن القيام بعملية ” التطهير”، حيث تم إخبارها بأن ممارسة الجنس مع العامل هو أمر طبيعي في هذا السن، وأن كل من هن في سنها قد قاموا بذلك أيضًا.
لا يقتصر الأمر في مالاوي فحسب، فهناك قبيلة “وودابيه” والتي تحتفل سنويًا بسرقة زوجات الآخرين، وهي عادة مشهورة في غرب إفريقيا يقوم الرجال فيها بوضع مساحيق التجميل، وارتداء أزياء معينة، ليقوموا بإغراء زوجات أخريات، بشرط أن تكون من نفس القبيلة، ولا يجد الرجل حرجًا في أن تُسرق زوجته، وذلك لأنه سيقوم بسرقة واحدة أخرى.
رجال قبيلة وودابيه
كما هناك قبيلة سامبيانس، وهي القبيلة التي تقوم بفصل الذكور عن الإناث في مرحلة مبكرة من العمر، فيتم عزلهم في عمر السبع سنوات، لينعزل الذكور عن كل ما هو أنثوي لمدة عشر سنوات متواصلة، وذلك لإيمانهم في محافظة ذلك على الرجولة وتعزيزها في الفتيان منذ عمر مبكر.
لا تكون الطقوس الجنسية بتلك الغرابة دائمًا، ففي المجتمعات المتحضرة كان الحمل قبل الزواج ليس بأمر يدعو لدهشة الحاضرين في الزفاف، فمشهد العروس الحامل في بريطانيا كان هو السائد في حفلات الزواج في القرن العشرين، كما أنه كان بتشجيع من الوالدين، وهو أن يتم الارتباط بين المتحابين وأن يقوما بتجربة الحياة معًا قبل أن يقررا الزواج، وهو ما يجعلهما متفاهمان أكثر بعد الزواج، وما يجعل كل منهما متأكد من قراره، كما فضل الأغلبية أن تكون الأنثى حاملًا قبل الزواج، ذلك قبل أن تغيّر الكنيسة الكاثولكية رأيها في مباركة الحمل قبل الزواج الرسمي.
زواج المتعة في إيران
أما حديثًا في إيران، وجد الشباب الإيرانين حلًا لكل من أراد أن يقيم علاقة جنسية قبل الزواج باختراعهم لفكرة ” الزواج المؤقت”، وهو الزواج الذي يدفع فيه الزوجين من أجل حفل صغير، ويقوموا بالإمضاء على عقد يشترط زواجهم لمدة قصيرة يتم تحديد تاريخها في العقد، ويحق لهما التعامل كزوجين خلال تلك الفترة، إلا انه يجب عليهما إنهاء ذلك العقد بمجرد انتهاء المدة، وذلك ألا يقعا في حرمة الزنا، والتي تم اختراع الفكرة من أجل تفاديها، وعدم مخالفة أوامر الدين الإسلامي.
لا تعود تلك الطقوس الغريبة إلى القرن العشرين أو الواحد والعشرين فقط، بل تعود تلك الهالة من الغرابة حول الطقوس الجنسية إلى حقبات قديمة في التاريخ، حيث كان رفض ممارسة الجنس يعد من الخطايا، ففي عهد “بابل”، حيث كان من المتعارف عليه أن ممارسة الجنس مع المرأة في المعبد بعد ان يتم تقديم المال لها، يعد من الأعمال المرضية للإله، وأن من يرفض طلب المرأة في ذلك، يعتبر من المذنبين.
يحتفل الكثيرون منا بعيد الحب في الرابع عشر من فبراير بشراء الورود وحجز أغلى المطاعم من أجل لقاء رومانسي مع شريك حياتهم، إلا أنهم في عهد الإمبراطورية الرومانية، وعلى الرغم من كل الأحداث التاريخية العظيمة التي حفلت بها الإمبراطورية، إلا أن الاحتفال بعيد الحب كان مهينًا للمرأة بشكل مبالغ فيه، فكان الخامس عشر من فبراير هو عيد الاحتفال بالحب والخروج في الشوارع من أجل ذلك، ولكن عن طريق الجلد بالسوط، فتصطف النساء مهما كانت حالتهن الاجتماعية، ليقوموا بتلقي ضربات السوط من الرجال، وذلك بسبب إيمانهم بأن ضربة السوط ستمنحهن مزيدًا من الخصوبة وكذلك الحظ في الزواج أو الحصول بأطفال.
كما اشتهر الإمبراطور في بعض الحقبات التاريخية بممارسة الجماع في الأماكن العامة وأمام الجماهير، وهو ما كان يعتبره عملًا يظهر اتصاله الجيد بالإله، وهو ما يقنع العامة به في قدرته على الحكم، وحصوله على مزيد من الرزق الإلهي من المحاصيل والإزدهار في البلاد.
لم يتوقف الأمر عند تلك الحقبات من التاريخ، ولا عند تلك المجتمعات التي يمكن أن يعيد البعض أسباب تلك الطقوس الغريبة إلى جهل العامة فيها، إلا أن الطقوس الجنسية الغريبة مازلت مستمرة حتى عصر السرعة الحالي، والتي تم تدخل شبكات العصابات العالمية فيها، حيث تأخذ مسميات مختلفة بداية من الإتجار بالبشر إلى شبكات المخدرات والدعارة، أو إلى الإتجار بالمرأة من أجل بيعها كعمالة رخيصة في الدول التي تحتاج إلى أيدي عاملة، كن ومازال البشر يتخذون من الجنس أداة ليتحول من غريزة إلى جريمة في حق الإنسانية.