أعلنت هيلاري كلينتون عن اختيارها تيم كين عضو مجلس الشيوخ وحاكم ولاية فريجينا السابق، نائبًا لها ورفيقًا في سعيها نحو البيت الأبيض في الانتخابات الرئاسية الأمريكية التي تُعقد في وقت لاحق من هذا العام.
نشأ كين البالغ من العمر 58 عامًا في مدينة كانساس، تخرج في جامعة ميزوري وحصل على شهادة في القانون من جامعة هارفارد، وعمل رئيسًا لبلدية ريتشموند، ثم أصبح حاكمًا لولاية فيرجينيا في الفترة ما بين 2006 حتى 2010، ثم أصبح ممثلًا عن الولاية في مجلس الشيوخ منذ عام 2013.
يجيد كين اللغة الإسبانية وبذلك يمكنه التواصل مع الناخبين من أصول إسبانية، كما أن فيرجينيا ولاية متأرجحة ونفوذه فيها قد يكون مفيدًا لكلينتون، لكن السيد كين شخص معتدل ووجوده قد لا يرضي القاعدة النشطة في الحزب الديموقراطي، كما أن دعمه لصفقات التجارة قد يوفر فرصة هجوم لترامب.
ويرجح متابعون أمريكيون أن هيلاري كلينتون قامت بأكثر الخيارات جرأة، حيث كان أمامها الاختيار من بين توماس بيريز وزير العمل وأول أمريكي من أصل إسباني يترشح لمنصب نائب الرئيس، وسيناتور كوري بوكر من ولاية نيوجرسي؛ وأول أمريكي من أصل إسباني يسعى للحصول على منصب نائب الرئيس، وجيمس ستافريديس أميرال بحري متقاعد وشغل منصب القائد الأعلى لقوات الحلفاء في حلف شمال الأطلسي.
I'm thrilled to announce my running mate, @TimKaine, a man who's devoted his life to fighting for others. -H pic.twitter.com/lTVyfztE5Z
— Hillary Clinton (@HillaryClinton) July 23, 2016
أنا سعيدة بإعلان تيم كين رفيقًا لي، هذا الرجل الذي كرس حياته للنضال من أجل الآخرين
تقول عدة مصادر مقربة إن عنصر “الخبرة” كان عاملًا أساسيًا في هذا الاختيار، وبالطبع لا يعاني كين من أي نقص في خبرته السياسية، وسوف يقوم كين بتقديم أول خطاب رئيسي له بصفته نائبًا لكلينتون، في المؤتمر الوطني للحزب الديموقراطي الأسبوع المقبل في فلادلفيا، بنسلفانيا.
وكانت هيلاري كلينتون قد أعلنت رسميًا عن كين نائبًا لها في حملتها الانتخابية، في جامعة فلوريدا الدولية في ميامي، والتي يتواجد بها عدد كبير من الطلاب الإسبان.
وفي إطار حملته الانتخابية مع كلينتون الأسبوع الماضي في مدينة أناندال بولاية فيرجينيا، قام كين بسؤال الحشود “هل تريدون رئيسًا يوفر لكم العمل أم يفصلكم من العمل؟ هل تريدون رئيسًا لا يجيد الحوار أم رئيسيًا يبني جسور الحوار مع الجميع؟”.
وفي الأيام الأخيرة، أعرب بيل كلينتون الرئيس السابق والإدارة الحالية عن تأييدهما للسيد كين.
في اجتماع حاشد ليلة الجمعة، انتقدت كلينتون الرؤية التي قدمها منافسها الجمهوري قائلة “آخر ما نحتاجه هو رئيس يتحدث بتفاهات حول أمريكا”، وأعلنت تضامنها مع أكبر مرشح لترامب، تيد كروز، حيث قالت “لم أعتقد أنني قد أقول مثل هذا الكلام، لكن تيد كروز كان محقًا” واقتبست إحدى الجمل من خطابه والتي يقول فيها “صوّت لضميرك”.
الآن، ستنتقل بعض من مهمة تشويه سمعة ترامب إلى السيد كين الذي أعلن عن حماسه لضرب الحملة الانتخابية، يتشابه السيد كين مع كلينتون في بعض القضايا ويشتركون في بعض المصالح السياسية، وعند سؤال هيلاري في أحد البرامج إذا كانت تعتقد أن كين شخص ممل، فأجابت “أحب ذلك فيه” وأضافت أنه لم يخسر أي انتخابات في حياته.
حاول الجمهوريون زرع الفتنة بين الديموقراطيين، حيث قال ريانس بريبوس رئيس اللجنة الوطنية في الحزب الجمهوري: “اختيار هيلاري لتيم كين لا يساعد على توحيد قاعدة الديموقراطيين الممزقة، فبعد أن حاولت استمالة الديموقراطيين المنحازين لبيرني ساندرز، قامت هيلاري باختيار شخص كانت تحاول في المرحلة التمهيدية الحصول على عكسه”.
وكانت حملة ترامب قد نعتت السيد تيم بـ “كين الفاسد” إشارة إلى الهدايا الثمينة التي تلقاها خلال السنوات التي حكم فيها فيرجينيا، وقال جيسون ميلر المتحدث الرسمي لترامب “من الطبيعي أن تختار هيلاري شخصًا مطعونًا في أخلاقه مثل كين، الذي استفاد شخصيًا من التلاعب في النظام”.
وبينما أشاد العديد من الديموقراطيين بتلك الخطوة، فقد أعرب الجناح الليبرالي في الحزب عن فزعه منها.
تقول ستيفاني تايلور أحد مؤسسي حملة التغيير التقدمي “لسوء الحظ، منذ أن قام تيم كين بالتصويت للإسراع في الشراكة عبر المحيط الهادئ، أصبح للجمهوريين الآن فتحة جديدة لمهاجمة الديموقراطيين بشأن المسألة الاقتصادية الشعبوية”
كان السيد كين قد حصل على دعم المناطق الريفية عندما كان حاكمًا، كما حصل على دعم الضواحي التي تميل للديموقراطيين، وقد قاد الولاية في أحلك الأوقات، في حادثة إطلاق النار في جامعة فيرجينيا للتكونولوجيا والتي قتل فيها 32 شخصًا عام 2007، وفي عام 2013 ناشد كين مجلس الشيوخ بالتحلي بقدر من الشجاعة لمحاربة اللوبي المسلح وفرض تحريات أكثر صرامة على حيازة الأسلحة النارية.
اختيار كلينتون لكين يؤكد الأهمية السياسية لتلك الولاية، فقد هزم أوباما، جون ماكين في تلك الولاية بفارق 6 نقاط مئوية، وقد أظهر استطلاع أجرته “إن بي سي نيوز” وصحيفة “وول ستريت جورنال” أن كلينتون تتفوق على ترامب في 13 ولاية بفارق 9 نقاط مئوية.
في يوم السبت الماضي، بعد لقائها مع مرشحين آخرين، دعت كلينتون السيد كين وزوجته على الغداء في منزلها بنيويورك مع عائلتها، وفي يوم الجمعة الساعة السابعة والنصف مساءً، وبعد خطابها الناري في تامبا، هاتفت هيلاري السيد كين لتخبره باختيارها له قبل أن تتصل بالرئيس أوباما وتخبره بأنها اختارت نائبها.