انتهى كابوس الثانوية المصرية، والوزير يرفض تكريم الأولى لأن والدها “معتقل سياسي”

انتهى كابوس الثانوية العامة المصرية لهذا العام بظهور نتائج الطلاب بالأمس، بعد مارثون طويل من الامتحانات والتسريبات والإعادات، خاضت أثناء ذلك أسر الطلاب رحلة شاقة مع فشل المنظومة التعليمية المصرية التي تحتل المركز قبل الأخير عالميًا في مؤشر تصنيف جودة التعليم.

وكانت وزارة التربية والتعليم، قد أعلنت أن نسبة النجاح في الثانوية العامة للعام الدراسي المنتهي، بلغت 76.6%، مؤكدة عدم حصول أي طالب هذا العام على درجة 100%.

وقد أشارت الإحصاءات الصادرة عن الوزارة إن الطلاب الذين حصلوا على نسبة نجاح ما بين 85% و90%، بلغوا 61410 طالبًا، وإن من حصلوا على درجات ما بين 95% لـ100% في العام الماضي كانت نسبتهم 15.98%، بينما العام الحالي بلغت النسبة 15.88%.

كما بلغ عدد الطلاب الأوائل لشعبة العلمي (علوم) 65 طالبًا، حصل جميع الطلاب على المركز الأول بمجموع 409.5 درجة، أما شعبة العلمي (رياضيات) فعددهم 16 طالبًا، وحصل الطلاب أصحاب المركز الأول، وعددهم أربعة طلاب، على مجموع 409.5 درجة.

أما الشعبة الأدبية فعددهم 11 طالبًا حصل الطالب صاحب المركز الأول على مجموع 409.5 درجة، فيما حصل الطالب صاحب المركز الأول للمكفوفين على مجموع 401 درجة، وكذلك بلغ العدد الكلي للطلاب الأوائل 93 طالبًا، موزعين كالتالي: 39 من الطالبات، و54 من البنين.

نتائج بنكهة التسريبات

جدير بالذكر أن امتحانات الثانوية العامة المصرية هذا العام شهدت استفحال ظاهرة تسريب الامتحانات عبر الانترنت وخاصة مواقع التواصل الاجتماعي، التي خاضت أمامها وزارة التربية والتعليم المصرية حربًا لمدة تزيد عن الشهر في محاولة لمنع تسريب الامتحانات، مع فتح تحقيقات مع المسؤولين عن طباعة الامتحانات.

إلا أنه في النهاية فشلت الوزارة في منع هذه الظاهرة، واضطرت لإعادة امتحانات أكثر من مادة على وقع تسريبها قبيل الامتحان على مواقع التواصل الاجتماعي، وهو الأمر الذي أثار ضجة حينها في صفوف الطلاب، الذين تظاهروا احتجاجًا على فشل وزارة التربية والتعليم في التعامل مع هذه الأزمة.

الوزير يرفض تكريم صاحبة المركز الأول

وفي مفاجأة للنظام المصري حصلت نجلة المعتقل السياسي الدكتور إبراهيم عراقي -محكوم عليه بالسجن المؤبد- على المركز الأول مكرر بقسم “علمي علوم” بالشهادة الثانوية العامة، التي أعلنت نتيجتها، أمس، على الرغم من ظروف اعتقال والدها، وهو الخبر الذي تم تجاهله في الإعلام المصري بشكل كبير.

حيث حصلت الطالبة أميرة عراقي، المتحدث باسم حزب “الحرية والعدالة” بالدقهلية الدكتور إبراهيم عراقي، المحكوم عليه حاليًا بالسجن المؤبد 25 عامًا، على المركز الأول بالثانوية العامة شعبة علمي علوم، بمجموع 409.5 درجة، من مدرسة “الهدى والنور”، بمدينة المنصورة.

الطالبة أميرة علمت بخبر تفوقها وحصولها على المركز الأول من خلال المؤتمر الصحفي لوزير التربية والتعليم، عبر التليفزيون، وهو ما يظهر التجاهل الرسمي لها، حيث يفرض البروتكول كما جرت العادة إخبار الطالبة عبر مكتب الوزير قبيل الإعلان الرسمي، وهو ما لم يتم مع الطالبة أميرة عراقي، بسبب انتماء والدها السياسي.

إذ أكدت أن وزير التربية والتعليم، هلالي الشربيني، لم يتصل بها ليهنئها علي النتيجة مثلما اتصل ببقية زملائها وزميلاتها ممن حصلوا على المراكز الأولى في الثانوية العامة.

هذا وقد بعثت الطالبة أميرة برسالة عبر وسائل الإعلام قائلة: “هذه خطوة على الطريق الذي رسمه لنا والدنا من السعي نحو التفوق، وإعلاء شأن وطننا، مهما تعرضنا فيها من ظلم، أو معاناة، أو مآسي تؤلمنا”، وفق تعبيرها.

تكريم شعبي للطالبة

أثار تفوق الطالبة أميرة إبراهيم عراقي فرحة عارمة بالأخص وسط معارضي النظام المصري الحالي، على خلفية رفض الحكومة تكريم الطالبة رغم حصولها على المركز الأول، معتبرين تفوقها برغم الظروف التي مرت بها بعد سجن والدها منذ ثلاث سنوات على خلفية قضية سياسية رسالة قوية موجهة للنظام.

فيما انطلقت حملات شعبية على مواقع التواصل الاجتماعي للاحتفاء بتفوق الطالبة، مطالبين بتكريم شعبي لها بعد تجاهل الدولة، وقد شارك في تلك الحملات العديد من التيارات والشخصيات المعارضة لنظام السيسي.

إذ قامت حركة شباب 6 أبريل عبر صفحتها بموقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك” بتهنئة المعتقل السياسي المسجون من قبل النظام ، إبراهيم عراقي لتفوق نجلته وحصولها على المركز الأولى على الجمهورية في الثانوية العامة برغم ظروف اعتقاله.

كما أن الأمر لم يقتصر على الطالبة أميرة، حيث احتفى نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي، بالمعتقلين الذين أدوا الامتحانات داخل السجون وتفوقوا رغم الظروف التي يعانون منها.