وصل أعضاء الحزب الديموقراطي إلى مؤتمر الحزب يوم الأحد، تحت أجواء من التوتر بعد أن أعلنت رئيس اللجنة الوطنية للحزب ديبي واسرمان استقالتها فجأة، وذلك عقب ظهور مجموعة من الرسائل الإلكترونية أوضحت تآمر مجموعة من مسؤولي الحزب لتخريب حملة السيناتور بيرني ساندرز.
جاء هذا الإعلان مع وصول أعداد كبيرة من مؤيدي ساندرز لتحية وفود المؤتمر، مما يهدد بعملية الشفاء الحساسة التي أعقبت الحرب المثيرة للجدل بين ساندرز وكلينتون، الأمر الذي قد يؤدي إلى مزيد من الشقاق والفوضى في الحزب.
ذكرت جريدة نيويورك تايمز أن هناك ادعاءات – لا يمكن رفضها بسهولة – تقول بأن روسيا لها يد في تلك التسريبات، وبالرغم من تلك المخاوف، يأمل الديموقراطيون في أن التركيز على دونالد ترامب سوف يدفع الحزب إلى الالتفاف حول كلينتون.
وفي يوم الأحد تلقت تلك الوفود دفعة قوية بعد إعلان مايكل بلومبرج – جمهوري سابق ورئيس بلدية نيويورك – عن تأييده لكلينتون.
قالت واسرمان في بيان استقالتها إنها ستواصل النضال من أجل كلينتون من مقاعد البدلاء، وأضافت واسرمان قائلة “أعلم أن انتخاب هيلاري رئيسًا قادمًا للولايات المتحدة هو أمر حاسم لمستقبل أمريكا، وأتطلع أن أكون نائبة لحملتها الانتخابية في فلوريدا لضمان النصر لها، وأفضل طريقة لتحقيق تلك الأهداف هي التنحي عن رئاسة اللجنة الوطنية للحزب”.
وقالت اللجنة إن دونا برازيل – نائب رئيس اللجنة الوطنية – سوف تكون رئيسًا مؤقتًا فترة الانتخابات.
كانت واسرمان قد واجهت العديد من الاتهامات في فترة رئاستها للجنة التي استمرت خمس سنوات، حيث قال البعض إنها تركز جهودها من أجل تعزيز مصلحتها الشخصية أكثر من مصلحة الحزب، وعليه تم توجيه الكثير من دعوات الاستقالة إليها.
يقول جيمس كارفيل – صديق ومستشار قديم لعائلة كلينتون -: “في السياسة لا يجب أن تتعلم فقط متى تستل سيفك، ولكن يجب أن تتعلم أيضًا متى تسقطه”.
اختراق البريد الإلكتروني للجنة الوطنية وعرض الرسائل على الملأ بواسطة ويكيليكس، قدم دليلًا لا يمكن إنكاره من اتهامات مؤيدي ساندرز بتواطؤ الكثير من أعضاء الحزب مع كلينتون، فقد أظهرت الرسائل قيام بعض أعضاء لجنة الاتصالات بمحاولة تشويه ساندرو والقول بأن حملته حمقاء، وإثارة بعض الأسئلة حول كونه ملحدًا أم لا.
وقال ساندرز في بيان له “يجب أن تلتزم قيادة الحزب بالحياد في عملية الترشح للرئاسة، وهذا ما لم يحدث عام 2013”.
صرح أحد مستشاري واسرمان أنها اعترفت بحجم المشكلة، وكان مقررًا يوم السبت أن تقدم اعتذارًا، لكن اتضح لنا يوم الأحد أن الندم لم يكن كافيًا، وكان مساعدو حملة كلينتون قد تجاهلوا الأسئلة وغادروا الفندق بعد دقائق من إعلان واسرمان استقالتها.
كانت حملة كلينتون قد تعاملت مع الموقف بدقة، حتى لا تشعر رئيسة اللجنة بأي ضغوط، وكانوا قد أخبروها أن خيار الاستقالة يعود إليها، لكنهم حذروها من قيام أنصار ساندرز ببعض صيحات السخرية والاستهجان أثناء المؤتمر، وقالت حملة كلينتون يوم المؤتمر أيضًا إن روسيا قد تكون مسؤولة عن تلك التسريبات لمساعدة ترامب الذي أدلى ببعض التصريحات الإيجابية عن الرئيس الروسي بوتين.
أحد مؤيدي بيرني ساندرز وهو يحمل دمية له في مؤتمر يوم الأحد
وبحسب ما جاء في تقرير نيويورك تايمز، فقد احتفى أنصار ساندرز بهذا القرار وقالوا إنه جاء متأخرًا، لكن بعض المؤيدين لم يكونوا على استعداد للرحيل حيث قاموا بالهتاف في الشوارع “لا للحزب الديموقراطي” و”لن نصوت لهيلاري” ثم ساروا باتجاه موقع عقد المؤتمر ظهر يوم الأحد.
ومما أثار غضب بعض أعضاء اليسار في الحزب، اختيار هيلاري لتيم كين نائبًا لها، حيث يعتقد أعضاء الحزب أنه ليس ليبراليًا بما فيه الكفاية ووصفوه بأنه أكثر تحفظًا من ساندرز، وقال نورمان سولومان – منسق شبكة مندوبي ساندرز – إن 90% من المندوبين يجدون تيم كين غير مناسب لمنصب نائب الرئيس، وعليه فقد وصلوا مبكرًا إلى فلادلفيا لإعلان استيائهم.
استقالة واسرمان ساعدت على إخماد المعارضة العلنية لمندوبي ساندرز، كما أشاد كبار قادة الحزب بعمل واسرمان في محاولة لإظهار التضامن معها، فقد قالت هيلاري كلينون “أنا ممتنة لديبي لحصولها على هذا المؤتمر التاريخي في فيلادلفيا، وأعلم أن أحداث هذا الأسبوع ستكون ناجحة بفضل عملها الدؤوب وقيادتها الناجحة”، بينما قال أوباما في تصريح له “على مدى الثماني سنوات الماضية، كانت ديبي دائمًا خير داعم لي”.
قامت اللجنة الوطنية للحزب الجمهوري بإرسال عناوين للصحف، تُظهر الحزب الديموقراطي في حالة من الفوضى، وقال دونالد ترامب في تغريدة له “لقد كنت أعلم أن واسرمان كان مبالغًا في تقديرها”، كما قام بمحاولة تحريض مؤيدي ساندرز على الثورة بعد اختيار تيم كين.
I always said that Debbie Wasserman Schultz was overrated. The Dems Convention is cracking up and Bernie is exhausted, no energy left!
— Donald J. Trump (@realDonaldTrump) July 24, 2016
لكن تداعيات تلك الاستقالة قد تعرض مقعد واسرمان في الكونغرس للخطر، حيث تواجه تيم كانوفا أستاذ القانون الذي يدعم ساندرز، في الانتخابات التمهيدية الشهر المقبل.