في دراسة أعدها موقع DW حول الدببة حول العالم وأسباب ظهور أنواع هجينة من الدبابة ليست بنية ولا رمادية، يقول البروفيسور ميشال بوير: “إذا ما استمر ذوبان جروف الجليد في الصيف، فإن الدببة القطبية لن تتمكن من اصطياد الفقمات، وستبقى معظم الدببة على ساحل البر، وهناك ستلتقي طبعا بدببة رمادية”.
وينتج عن تجاوز الدببة الرمادية والبنية ظهور أنواع هجينة من الدببة مختلفة بالكامل عن الدببة البنية والرمادية، فراؤها الكثيف يكتسي بلون الكراميل وذو لمعة خفيفة، ويكون لون حوافرها داكن كمثل حوافر الدب البني، ولذلك يطلق عليه تسمية “دببة الكابوتشينو”.
وتظهر دببة الكابوتشينو بسبب التغيرات المناخية كما تنتج عن قصص رومانسية كتلك التي حدثت في حديقة حيوانات أوسنابروك في ألمانيا، حيث كانت، في سنة 2004، إدارة الحديقة تضع الدببة من السلالات المختلفة مع بعضها البعض، فوُضعت دببة سوداء ودببة بنية مع أخرى سوداء آسيوية وقطبية بيضاء في مجموعة كبيرة واحدة، وبعد موت أحد الدببة البنية استغل الدب القطبي الفرصة، وحدث تزاوج بينه وبين الدبة البنية، فولد دبان من سلالة جديدة أطلق عليه “كابوتشينو”.
وبعد عامين من ولادة هاذين الدبين في ألمانيا، اصطاد الأمريكي نيلسون هيد في عام 2006 دبا بدا أنه قطبي، لكن تحليلات الحمض النووي (دي إن أيه) أثبتت أنه أول دب هجين “بيزلي” في الغابة المفتوحة، وفي عام 2010 جاء الدور على الدب الثاني، الذي كان “دب كابوتشينو” فعلا، ويبدو أنه الجيل الثاني من تزاوج لأحد الدببة الـ”غريزلي” مع دب قطبي.
وحول ربط ظهور هذه السلالات الجديدة من الدببة بالتغيرات المناخية فقط، يقول علماء بأن ذوبان الجليد ليس هو فقط ما يدفع إلى اختلاط سلالات الدببة، وذلك لأن دببة الغريزلي ستضطر بمرور الوقت إلى مغادرة أراضيها الطبيعية في شمال كندا أكثر وأكثر، وهنا يتحمل الإنسان المسؤولية عن ذلك، لأن اندفاعه وتدخله في البيئة الطبيعية للدببة يدفعها إلى مغادرة أراضيها وبالتالي إلى الاختلاط بدببة من سلالات أخرى.
وعلى المدى الطويل يمكن أن يكون هذا الاختلاط خطيرا بالنسبة للدببة القطبية، حسب البروفيسور بوير، الذي يضيف “إذا ذابت قمم الجليد القطبية تماما مرة واحدة، فإنه لن يكون على الأرض في خلال فترة وجيزة أي دب قطبي على الإطلاق”، وهذا سيحدث عندما يتزايد تآكل المجال الحيوي للدببة القطبية والدببة الرمادية.